تظل مكانة الملك "أمنمس" في ترتيب ملوك الأسرة التاسعة عشرة غامضة، فلم يتمكن الأثريون من الجزم بالوقت الذي حكم فيه، بينما أشار المؤرخ الألماني الشهير إدوارد ماير، إلى أنه جاء بعد الملك "مرنبتاح" مباشرة، وهو الرأي الذي استقر عليه بعض المؤرخين.
وفي الجزء السابع من "موسوعة مصر القديمة"، والذي حمل عنوان "عصر أسرة مرنبتاح ورعمسيس الثالث ولمحة في تاريخ لوبية"، يلفت الأثري والموسوعي الراحل سليم حسن إلى أنه "إذا كان هو الأمير الذي لم يُسمَّ باسمه على آثار معبد والده، وقد مثل مرارًا يتبع والده، ويحمل لقب ولاية العهد الأمير الوراثي، والابن الأكبر للمك "سيتي مرنبتاح"، فلا بد أنه تولى الملك وهو صغير، وربما قامت من أجله المنازعات على العرش".
ويرجح حسن أن "أمنمس" هو ابن "تاخعت"، التي تزوج منها الملك "سيتي الثاني" وهي إحدى بنات رمسيس الثاني وقد رُسمت معه في قبره، لذلك "يحتمل أن المشاحنات التي قامت بينه وبين خلفه قد جاءت عن طريق الحزبية والتشيع لابن آخر ربما كانت والدته تنتمي إلى أسرة ملكية عريقة".
كما يعتقد أن حزب هذا الأمير قد تغلب على حزب "توسرت" التي صوَّرت نفسها مع والدها في قبرها بوصفها وارثة للعرش، وكانت تحمل لقب "سيدة الأرضين" كما فعلت "حتشبسوت" مع والدها "تحتمس الأوَّل"، وقد كانت أسباب عدم استيلائها على العرش - وفق ترجيح بعض المؤرخين - في بادئ الأمر هي نفس الأسباب التي حالت بين "حتشبسوت" وبين عرش البلاد في أول أمرها.
لم يعثر علماء المصريات على آثار مؤرخة لهذا الملك، لذلك، يُحتمل أن فترة حكمه كانت قصيرة للغاية. فقط، يوجد في متحف ليفربول بانجلترا قطعة من منظر يُشاهَد فيها الإله "آمون" يقدم رمز العيد الثلاثيني لهذا الملك، مما يشعر بأن فترة هذا العيد قد حلت في عهده، كما أن هناك لوحة من "العرابة المدفونة" مثل عليها موكب تبعه منظر رقص وليس عليه إلا خرطوش باسم "أمنرع مس"، والتي يرجح عدد من المؤرخين أنها تعود إلى عهده.
كما نُقش اسمه فوق اسم "مرنبتاح" في معبد القرنة، وكذلك قطعة من الحجر نقش عليها اسمه خلف معبد "الرمسيوم"، وفي مدينة "هابو" نجد اسمه منقوشًا على الجدار الأمامي؛ وفي وادي حلفا يحتمل أنه نُقش اسمه على المعبد الجنوبي.
وعثر الأثريون على قبر هذا الملك في وادي الملوك، وقد كتب اسمه عليه "رع – بن - ماعت ستبن رع أمنمس - حاكم طيبة"، وهذا القبر يواجه الزائر عندما يسير متجهًا نحو الجنوب على الطريق الرئيسية.
وتلفت موسوعة "مصر القديمة" إلى أنه "لما كان أخلاف هذا الملك لم يعترفوا بتمليكه فقد محا أحدهم - عن قصد - النقوش والأشكال التي على جدران قبره حتى لا يكاد يُرى منها الآن شيء. وتدل شواهد الأحوال على أن هذا القبر كان مخفيًّا عن الأنظار ولا يعلم بمكانه أحد بعد موته، ولا أدل على ذلك من أن الملك "ستنخت" الذي تولى عرش الملك بعده بما لا يزيد عن اثنتي عشرة سنة قد أخذ يحفر قبره في هذه الجهة، ولكن لم يلبث أن وجد العمال في أثناء العمل أنهم قد نفذوا إلى قبر الملك "أمنمس" غير عالمين بوجوده هناك".