51 عامًا.. هو عمر العلاقات المصرية الإماراتية القائمة على الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل، فمصر والإمارات نموذج فريد يحتذى به في العلاقات العربية، خاصة الوعي المشترك للدولتين لطبيعة المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
وشهدت الفترة الحالية تطورًا كبيرًا في العلاقات بين القاهرة وأبوظبي، وظهر ذلك في مختلف المجالات، لاسيما في الاستثمارات الإماراتية في مصر.
وأكد سياسيون، أن البلدين الشقيقين لهما مكانة كبيرة، وأن سياستهما تتميز بالحكمة والوعي، كما أن مواقفهما واضحة تهدف إلى إرساء السلام.
علاقات قوية لا يمكن لها أن تنطفئ
قال الدكتور مجدي مرشد، القائم بأعمال رئيس حزب المؤتمر، إن العلاقات المصرية الإماراتية مميزة ومتفردة وراسخة، وتزداد قوتها مع مرور الزمن، بل وتتوارث، وما نراه الآن من علاقات ثنائية غاية في القوة اقتصاديا، فالإمارات هي أول الدول العربية استثمارا في مصر، وثالثها عالميا، وسياسيا مواقف الإمارات منذ زمن بعيد في دعم مصر سياسيا ومواقف مصر أيضا في كل القضايا السياسية للإمارات واضحة وجلية.
وأضاف "مرشد" في تصريح خاص، لـ"البوابة": "مواقف الإمارات في كل المعارك التي خاضتها مصر مؤازرة للقضية الفلسطينية كانت واضحة ومؤثرة، ويظن البعض أن هذه العلاقات نشأت بعد إعلان قيام دولة الإمارات فى ٢ ديسمبر ١٩٧١ منذ ما يزيد عن خمسين عاما، ولكن الحقيقة أن العلاقات بدأت قبل ذلك بكثير، وروابط التفاهم والاتفاق القومي العروبي ربط بين الزعيمين الرئيس جمال عبدالناصر والشيخ زايد بن نهيان حاكم أبو ظبى قبل الإمارات ومواقف الشيخ زايد وحبه لمصر وعطائه اللامتناهي لمصر حكومة وشعبا منذ القدم موجود، ومواقف الرئيس عبدالناصر الداعمة للاتحاد بين الإمارات، وتكوين دولة الإمارات المتحدة كانت علامة فارقة.
وتابع الدكتور مجدي مرشد: "هذه العلاقات القوية والمستمرة لا يمكن لها أن تخبو أو تنطفئ، ولعله في الفترة الأخيرة وبعد تولى الشيخ محمد بن زايد حكم الإمارات والعلاقات الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد، والزيارات المتبادلة المستمرة من أجل توطيد واستمرار العلاقات المصرية الإماراتية خير شاهد، ودليل على استمرار ونمو هذه العلاقات، وموقف الامارات بجوار شقيقتها مصر بعد ثوره يونيو ٢٠١٣ خير شاهد ودليل على قوة هذه العلاقة".
وتابع "بفضل وجود قيادة واعية ومتفتحة كالشيخ محمد بن زايد بالإمارات، وقيادة وطنية مخلصة كالرئيس عبدالفتاح السيسي بمصر، فالعلاقات الثنائية حتما ستستمر في ازدهار ونمو".
تقارب الرؤى والمواقف
وحرص المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، على توجيه برقية تهنئة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمناسبة مرور عام على توليه مقاليد حكم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بعد رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مؤكدًا على عمق وصلابة العلاقات «المصرية - الإماراتية» التي تقوم على أساس الشراكة الاستراتيجية من أجل مواجهة التحديات وتحقيق مصالح الشعبين.
وقال ”أبو العطا“، في تصريحات خاصة لـ«البوابة »، إن العلاقات «المصرية - الإماراتية» تمت ترجمتها على أرض الواقع في العديد من القمم قاربت على الـ٥٠ قمة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سُدة حكم البلاد بحرص من قادة البلدين على التباحث والتشاور باستمرار عبر الزيارات المتبادلة والمستمرة بين الجانبين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، إذ ظهر جليًا أنه لا تكاد تمر فترة زمنية قصيرة إلا ويعقد الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد لقاءات واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة، وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات.
وأضاف رئيس حزب ”المصريين“ أن شعوب المنطقة والعالم باتت تترقب تلك القمم والاجتماعات التي تجمع بين الشقيقين وما سيسفر عنها من نتائج تسهم في تحقيق الخير والازدهار والاستقرار للمنطقة، حيث إنها سجلت قفزات كبيرة ومتقدمة على مستوى العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة أدت إلى أنها أصبحت نموذجا يُحتذى به في العلاقات المشتركة بين البلاد، فضلًا أنها أسهمت في تعزيز حضور مصر والإمارات كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأوضح أن العلاقات «المصرية - الإماراتية» وثيقة ومبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والعالمية لا سيما محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلًا عن المواقف المتشابهة تجاه الأزمات الإقليمية في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى مواجهة التدخل الخارجي من بعض الدول الأجنبية في شئون بعض الدول العربية لفرض أجنداتها، حبذا أن مصر والإمارات لهما ثقل استراتيجي كبير، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على مجمل قضايا المنطقة.
أما على صعيد التبادل التجاري، فقال عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية إن العلاقات «المصرية - الإماراتية» شهدت تحسنًا كبيرًا في حجم التبادل التجاري بين الشقيقين خلال الأشهر الأخيرة إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات ليصل إلى ٤.٦ مليار دولار، إلى جانب ارتفاع حجم الصادرات المصرية إلى الإمارات بقيمة تصل إلى نحو ٢.٣ مليار دولار، فضلًا عن زيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر، فقد قفزت إلى ٥.٧ مليار دولار.
وأشار إلى أن العلاقات «المصرية - الإماراتية» شهدت زخمًا كبيرًا على صعيد السياسة الخارجية خلال السنوات الأخيرة بعد التنسيق الوثيق بين البلدين حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واليمنية والسورية واللبنانية والليبية، إذ إن هناك تقاربا كبيرا في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية، والذي زاد خلال الآونة الأخيرة في المشاورات التي تمت بين القائدين السيسي وبن زايد بشأن الأحداث الجارية في السودان، والتي أصبحت تُشكل أوضاعًا يأبى عنها الزعيمان ويرفضها كما هو حال الشعبين المصري والإماراتي.
منظومة واحدة
وقال المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن دولة الإمارات العربية الشقيقة، وجمهورية مصر العربية.. جزء لا يتجزأ من منظومة واحدة، ونحن جميعًا نكن كل الاحترام والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونحترم ونقدر العلاقات المصرية الإماراتية التي مر عليها ٥١ عاما.
وأضاف "مصطفى" في تصريح خاص، لـ"البوابة"، أن العلاقات المصرية الإماراتية يربطهما علاقة وطيدة وتاريخية، وأن تطوير العلاقات المشتركة بين الدولتين هو توجه استراتيجي دائم ومستمر في نهج القيادة الإماراتية، وهذه العقيدة انتقلت للأجيال التالية من القادة في دولة الإمارات، وأن مصر أيضا دائما ما كانت تراهن على علاقتها بدولة الإمارات العربية الشقيقة، وترى فيها السند والداعم للخيارات العربية والإقليمية، ومساندة المواقف المصرية في العديد من المراحل والمنعطفات التي مرت بها.
وأضاف رئيس حزب الغد، أن الإمارات ثانٍ أكبر شريك تجاري لمصر عربيا، كما أن مصر خامس أكبر شريك تجاري للإمارات في التجارة غير النفطية، موضحًا أيضًا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في ٢٢ عاما ٦٨ مليار دولار.
وأشار موسى مصطفى موسى، إلي أن جمهورية مصر العربية من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام ١٩٧١، وسارعت إلى الاعتراف بها فور إعلانها، إضافة إلى ذلك أنها دعمتها دوليا وإقليميا باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار، وأوضح رئيس حزب الغد، أن التاريخ خير شاهد على الروابط التاريخية بين مصر والإمارات، وجهود الدولتين إلى إيجاد حلول سياسية لكافة الأزمات الموجودة بالمنطقة.
جذور عميقة
وفي نفس السياق، قال عبدالناصر قنديل، الأمين العام المساعد لحزب التجمع وعضو المجلس الرئاسي، في تصريح خاص، لـ"البوابة"، إن الدولة المصرية الشقيق الأكبر لدولة الإمارات العربية، وأن العلاقات بينهما عميقة الجذور، مضيفًا: "العلاقات المصرية الإماراتية قائمة على الحكمة والوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات التي تشهدها المنطقة".
وأضاف "قنديل": "يحظى البلدان الكبيران مصر والإمارات بحضور ومكانة دولية، خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب".