كان التحدي كبيرًا، وكانت ولا تزال الإنجازات أكبر وأكبر، فمنذ تدشين دولة الإمارات العربية المتحدة كان الهدف بناء صروح علمية وثقافية ومنارات لأبناء الدولة، الهدف هو بناء الإنسان والنهوض الحضاري بالمكان مع الحفاظ على الموروث الثقافي والإصرار على تناقله بين أبناء الوطن، وذلك من خلال تحسين وضع الاتحاد وتحقيق حياة أفضل لأبناء الوطن من خلال الاستعانة بكافة الخبراء من مختلف دول العالم، ورفده بأحدث التقنيات، ومن خلال رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بدأت المشروعات تجوب كافة الإمارات والتي بدأت من تحسين البنية التحية.
وشهدت الإمارات العربية المتحدة بناء الكثير من الصروح الثقافية والمعمارية والمتحفية عبر تاريخها، والتي أصبحت منارات ثقافية ففي السطور التالية تستعرض جريدة «البوابة» بعض المنارات الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي لها إسهامات كبيرة في وضع الإمارات على الخريطة العالمية وتحتل مراكز متقدمه في العديد من الإحصاءات الدولية، ومنها الأرشيف والمكتبة الوطنية، ومتحف المستقبل، ومعهد الشارقة للتراث وجامعة السوربون.
«الأرشيف والمكتبة الوطنية» سجل تاريخي لذاكرة الوطن
يعتبر الأرشيف في تعريفه هو سجل تاريخ الوطن وذاكرة الأمة، بما يحويه من وثائق وأرشيف سمعي وبصري وسجلات تحكي تاريخ الأوطان.
ويجمع الأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة وثائق ذات قيمة تاريخية خاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وشبه الجزيرة العربية: من الإمارات العربية المتحدة، أو من خارجها. ويسعى للحفاظ على الثقافة، والتقاليد، والتراث الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو تابع لوزارة شئون الرئاسة في الإمارات العربية المتحدة.
غالبًا ما توجد الوثائق الأصلية في أرشيفات خارج منطقة الخليج، وهذا ما يجعل إتاحتها والوصول إليها أمرًا صعبًا لأولئك الذين لا يعرفون أين يبحثون.
وفيما يلي نستعرض بعض الوثائق التي يحتوي عليها الأرشيف والمكتبة الوطنية والتي لها علاقة بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعود الملكية الفكرية للأرشيف ومنها وثيقة "نصّ البيان المشترك الصادر في أبوظبي عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، في ٢٢ يناير عام ١٩٦٨.
ويعتبر الأرشيف والمكتبة الوطنية هو ذاكرة الأمة وسجلها والذي دُشن للحفاظ على هذا الإرث بالإضافة إلى أنه يتيح تلك الوثائق للباحثين في مجال المكتبات والوثائق.
في تلك الوثيقة التي حملت عنوان "بیان مشترك"
"لقد قام صاحب العظمة الشيخ راشد بن سعيد المكتوم حاكم دبي الشقيقة وتوابعها بزيارة أخيه صاحب العظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي وتوابعها، وذلك صباح يوم الاثنين ٢٢ يناير الجاري.
واستقبل الشيخ زايد بن سلطان أخاه صاحب العظمة الشيخ راشد بن سعيد وأعضاء الوفد المرافق له استقبال الأشقاء في بلدهم وبين أهلهم وعشيرتهم.
والتقى الحاكمان في جو من الصداقة والأخوة وناقشا في صراحة وإخلاص كل ما يتعلق بمصالح بلديهما المتشابكة ومصيرهما الواحد وقد شمل البحث حاضر ذلك ومستقبله.
واستعرض الحاكمان كل الوسائل الكفيلة بدعم تعاونهما وتكاتفهما في الداخل والخارج لرعاية صالح بلديهما وصيانة مستقبل تلك المصالح.
وقد كان اتفاقهما شاملا كاملا حول تلك المصالح وحول صيانتها والمحافظة عليها كما اتفقا على الطريق الكفيل بتحقيق كل ذلك في الحاضر والمستقبل بما يعود على شعب الخليج بالخير والتقدم والازدهار.
وتسهيلا لربط البلدين الشقيقين قرر عظمة الشيخ زايد بن سلطان تعبيد طريق السيارات بین دبي وأبوظبي.
هذا وقد انتهت زيارة صاحب العظمة الشيخ راشد بن سعيد لأخيه صاحب العظمة الشيخ زايد بن سلطان في مساء ٢٢ يناير، وقد ودع عظمته والوفد المرافق له بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
صدر في أبوظبي هذا اليوم الثاني والعشرين من يناير ١٩٦٨م
الموافق لليوم الثاني والعشرين من شوال ١٣٨٧هـ
وحملت الوثيقة توقيع كلا الحاكمين وهما سمو الشيخ زايد بن سعيد المكتوم حاكم إمارة دبي وتوابعها، سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهیان حاكم إمارة أبوظبي وتوابعها.
كما يستعرض الأرشيف والمكتبة الاتحادية الوثائق الخاصة باجتماعات المجلس الأعلى للإمارات ومنها اجتماع المجلس الأعلى للإمارات العربية المنعقد في أبوظبي في الفترة من ٦-٧ يوليو عام ١٩٦٨
(بيان مشترك صادر عن اجتماع المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المنعقد في أبوظبي بين ٦ و٧ يوليو عام ١٩٦٨ والذي أقيم بشأن بعض الأمور المتعلقة ومنها مناقشة تنفيذ اتفاقية دبي المبرمة في ٢٧ فبراير عام ١٩٦٨، والتي من شأنها وجود حلول واتخاذ القرارات التي أصدرها المجلس والسير قدمًا نحو تحقيق أهداف الاتحاد.
كما يشتمل الأرشيف على سجل الأرشيف الشفاهي والذي يحرص على عمل لقاءات مع الآباء ممن يحملون التراث وذلك لكتابة التاريخ وفقا للرواية الشفاهية وقد خرج إصداران بعنوان "ذاكرتهم تاريخنا".
الإمارات فرضت نفسها بقوة على الساحتين المحلية والعالمية بفضل وجود حكام مُلهمين