ما بين محمود مختار وعبدالله بتلير تتألق التيمة المصرية القديمة التي ميزت الفن المصري؛ في أتيليه القاهرة بوسط القاهرة.
ففي قاعتيه يعرض كل من النحات المصري محمود مختار نصر الدين والفنان عبد الله بتلر معرضيهما لكن القاسم المشترك كان الفن المصري القديم. حيث استلهم كل منهما الوحي بشكل مختلف.
وفي القاعة في الدور الأرضي يعرض الرسام عبد الله بتلر وهو أمريكي الجنسية لكنه وقع في غرام مصر ليقرر الحياة بها منذ أكثر من 20 عاما.
كان نتاج هذا الغرام أخر معارضه حيث حاول المزج ما بين ثقافات عدة مع سيطرة الألهة المصرية القديمة.
فالزائر سيجد ماعت إلهة العدل حاضرة بقوة في أكثر من عمل. أيضا رع إله الشمس بجوار سخمت إلهة الحب والحرب.
لم يكتف بذلك بتلر؛ بل عبر عن الاساطير المصرية لكن بصحبة من تيمات لحضارات متعددة؛ وكأنه ينشأ "حوار الحضارات" المصري مع الفارسي بصحبة اليوناني ليطلق الهندي لهم البخور،
أما قاعدة الدور العلوي فقد احتلها النحات محمود مختار بأعماله التي حملت أهم ما ميز الرسومات المصرية القديمة على جدران المعابد، لكنه أخرجها في شكل تماثيل. "المقابلة" عندما يصور الوجه بروفايل والجسم من الأمام؛ بهذه الطريقة أقام عرضا مسرحيا بالتماثيل المتعددة الأحجام ومختلفة الأحجار؛ ليعرض رحلة الروح ما بين الحياة والعالم السفلي.
لا يميز أعمال مختار طريقته "المقايلة" الجديدة فقط؛ بل ميزه التجريد في الأعمال فالعمل يلمح ولا يصرح. فلاداعي للاسترسال والحشو طالما العين أدركت قبل الروح المعني الكامن في الحجر أو السيراميك.
زيارة للأتيليه تقدم وجبة من الجمال الخالص. افتتح المعرضين يوم 5 مايو ويستمران حتي 20 من نفس الشهر.