استقبل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في ساحة القديس بطرس في وسط حضور عشرات الآلاف، حيث رحب به واستقبله بكل حب ومودة كعادته، وفي لحظة مميزة، بكل تواضع قَبل البابا فرنسيس صليب قداسة البابا تواضروس.
ويأتي هذا ضمن زيارة قداسته في الفاتيكان بمناسبة مرور 50 عاما على عودة العلاقات بين الكنيستين في عام 1973م بعد لقاء البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة الـ117 بالبابا بولس السادس بابا الفاتيكان، وأيضاً بمناسبة الذكرى العاشرة علي لقاء البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس في الفاتيكان؛ وخلال هذه الزيارة يصطحب قداسته وفداً مكوناً من الآباء الكنسيين، وتستمر هذه الزيارة لمدة 5 أيام ليعود قداسته بعدها إلى القاهرة.
جدير بالذكر أن قداسته قد اصطحب معه وفدا كنسيًا يضم الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، والأنبا دانيال مطران المعادى وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوى مدير مكتب قداسة البابا، والإعلامي مايكل ڤيكتور الملحق الصحفي لقداسة البابا؛ بينما ينضم إلى الوفد من إيطاليا الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، والأنبا أنجيلوس أسقف لندن، والأنبا كيرلس الأسقف العام بإيبارشية لوس أنچلوس، والأنبا أنطونيو أسقف ميلانو.
محبة راسخة تجمعهما
تعود العلاقة بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس إلى فترة قصيرة بعد تنصيب الأخير في سنة 2013، والتقى الباباان في الفاتيكان في شهر مايو من ذلك العام، وكانت هذه المقابلة هي المرة الأولى التي يلتقيان فيها الباباان.
ومنذ ذلك الحين، تواصل البابا تواضروس والبابا فرنسيس مع بعضهما البعض، وقد شهدت العلاقة بينهما تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.
بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس علاقة مميزة، إذ يتميزان بروح الود والتسامح والتفاهم. وقد تمكن الباباوان من التعاون في العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية، وهو ما يعكس قيمهما المشتركة والتزامهما بخدمة الإنسانية.
على سبيل المثال، قام البابا تواضروس والبابا فرنسيس بإطلاق مبادرة للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط في سنة 2014، والتي كانت تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة المضطربة. وكما قدم البابا فرنسيس مبادرة لإنقاذ اللاجئين الذين يعانون من الحرب والفقر، فقدم البابا تواضروس مساعدات إنسانية للمتضررين من الأزمة في سوريا.
وتعكس هذه المبادرات العلاقة الرائعة بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس، حيث يعملان سويًا لتحقيق أهدافهما المشتركة في خدمة الإنسانية. ويشير هذا التعاون إلى أن العلاقة بين البابا تواضروس والبابا فرانسيس لا تقتصر على العلاقة بين قادة دينيين فحسب، بل تمتد إلى العلاقة بين الإنسانية ككل.