أكد أمين عام حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ينس ستولتنبرج، أن حرب أوكرانيا كان لها أكبر الأثر على حلف الناتو حيث إنها أسهمت في سعي الحلف لتعزيز قدراته العسكرية وزيادة ميزانية دفاع الدول الأعضاء على نحو لم يسبق له مثيل منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشار ستولتنبرج في حوار أجرته معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من بروكسل إلى أنه لأول مرة في تاريخ الحلف يتم تكوين قوات مقاتلة في الجزء الشرقي من أوروبا وبالتحديد في بولندا وليتوانيا ودول أخرى من دول البلطيق وصولا إلى منطقة البحر الأسود.
ويضيف أمين عام الناتو أنه حتى عام 2014 - أي منذ ضم روسيا الاتحادية لشبه جزيرة القرم - كان توجه الدول الأعضاء في الحلف يميل إلى تخفيض ميزانيات الدفاع، إلا أنه بعد ذلك التاريخ بدأت دول الناتو في جميع أرجاء أوروبا وكندا في زيادة ميزانيات الدفاع بشكل ملحوظ، فضلا عن تحديث هيكل القيادة العسكرية وإجراء المزيد من عمليات التدريب للقوات التابعة للحلف من أجل تعزيز مهاراتها وهو ما يشكل تحولا جذريا في سياسات الحلف منذ 2014.
ويشير ستولتنبرج في هذا السياق إلى أن دول الحلف قامت بزيادة الإنفاق العسكري بما قيمته 350 مليار دولار منذ عام 2014 وهو رقم ليس بسيط، موضحا في نفس الوقت أن العديد من الدول الأعضاء بدأ في زيادة ميزاينية الدفاع بمقدار 2% من الناتج القومي العام وهي الزيادة المقررة من جانب الحلف وسوف يلحق بهم باقي الأعضاء خلال السنوات القليلة القادمة.
ويضيف أمين عام الناتو في هذا السياق أن حرب أوكرانيا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أهمية الاستثمار في مجال الإنفاق العسكري.
وفي رده على سؤال حول موقف الدول الأعضاء من طلب أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، يقول ستولتنبرج" إن جميع الأعضاء يرحبون بعضوية أوكرانيا في الحلف، موضحا أن المسألة لا تعدو كونها مسألة وقت وهو أمر"لا يمكن أن أقطع فيه برأي في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء يرون كذلك أنه يجب أن يظل باب العضوية مفتوح لقبول المزيد من الدول التي تريد الانضمام للحلف.
وأوضح ستولتنبرج أن ما يمكن قوله في الوقت الحالي هو أن الحلف يتعاون مع الدول التي تريد الانضمام للناتو من أجل التحول عن الحقبة السوفيتية وأفكارها لكي تتناسب مع المعتقدات والنهج الذي يتبعه الناتو، كما أن الحلف يسعى حاليا من أجل توافق وتناسق جيوش تلك الدول مع قوات الناتو.
ويستطرد أمين عام الناتو أن الهدف الرئيسي للحلف في الوقت الحالي هو ضمان انتصار أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية لأنه في حالة هزيمة كييف في الحرب فسوف ينتهي الأمر ولن يوجد ما يدعو للنقاش، موضحا أن الناتو يسعى في نفس الوقت إلى عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا والتأكيد على أن الحلف ليس طرفا في الصراع الحالي، إلا أن الحلف قام بتعزيز قواته في منطقة شرق أوروبا من خلال نشر 40،000 من قواته تدعمها قوات جوية وبحرية كبيرة.
وتختتم الصحيفة الحوار بسؤال حول تراجع التأييد داخل الولايات المتحدة لجهود واشنطن في تقديم المساعدات لأوكرانيا، حيث يعبر ستولتنبرج عن ثقته في أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا سوف يستمر بنفس القوة لأنه على أقل تقدير، يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي ولاسيما في ظل تحديات أمنية متمثلة في الصين، وهو ما يدفع واشنطن إلى العمل على تعزيز قدرات أوكرانيا، فضلا عن تعزيز قدرات الناتو وقارة أوروبا.
