سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على الكلمة التي ألقاها أمس الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة احتفالات أعياد النصر على ألمانيا عام 1945 والتي أكد فيها أن روسيا تتعرض لحرب ضروس من جانب الدول الغربية.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من ماري إليوشينا وروبين ديكسون، إلى وصف بوتين لتلك الحرب بأنها "حرب حقيقية ضد وطننا الأم"، موضحا في نفس الوقت أن الحضارة العالمية تمر في الوقت الراهن بمنعطف خطير جراء تلك الحرب.
ويلقي المقال الضوء على تأكيد الرئيس الروسي على ضرورة إحلال السلام والحرية والاستقرار في جميع أرجاء العالم، موضحا أن تصريحات الرئيس الروسي تأتي بعد ما يربو على عام من قيام القوات الروسية بشن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
ويضيف بوتين، كما يشير المقال، "أن الدول الغربية هي المتسبب في الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي في أوكرانيا، موضحا في نفس الوقت أن الإحساس بالتفوق على جميع الأجناس البشرية الذي يشعر به الغرب هو إحساس مقيت ومثير للغثيان بل وله آثاره المدمرة".
ويستطرد الرئيس الروسي، كما يقول المقال، "أن السياسات التي تنتهجها الدول الغربية تؤدي إلى انقسام الشعوب وتدمير المجتمعات وتؤجج الصراعات الدموية والثورات إلى جانب زرع بذور الكراهية وهوس العداء لكل ما هو روسي".
ويقول بوتين في كلمته" إن أوكرانيا أصبحت الآن رهينة لانقلاب من جانب النظام الحاكم الحالي في كييف والذي يدين بالولاء لسادته من الدول الغربية، بل إن ذلك النظام أصبح ورقة مساومة في يد الدول الغربية لتحقيق مخططات شيطانية لا تحقق إلا مصالح الغرب".
ويوضح المقال أن احتفالات النصر أمس الثلاثاء تعد أول مناسبة عامة يشارك فيها الرئيس الروسي بعد حادث الهجوم على مبنى الكرملين في العاصمة موسكو الأسبوع الماضي بعد أن قامت طائرتان بدون طيار باستهداف مقر الحكم في روسيا والذي يضم السكن الخاص للرئيس بوتين وهو ما دفع السلطات الروسية إلى وصف ذلك الهجوم بأنه محاولة اغتيال لرئيس روسيا الاتحادية شخصيا.
ويضيف المقال في الختام أن احتفالات هذا العام بذكرى النصر على ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية تقام وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة ولاسيما أنها تأتي في أعقاب هجوم الكرملين، موضحا في الوقت نفسه أنه تم إلغاء احتفالات أعياد النصر فيما يقرب من 20 مدينة روسية لأسباب أمنية.