أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعهدتا بتقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا بغض النظر عن نتائج العملية العسكرية المضادة التي تتأهب كييف للقيام بها مستهدفة مواقع روسية في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو خلال الصراع المسلح الذي بدأ بين الطرفين في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشارت كاتبة المقال الصحفية ميسي رايان في هذا السياق إلى تصريحات وزيري خارجية بريطانيا وأمريكا جيمس كليفرلي وأنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن والذي أشارا فيه إلى أن كلا البلدين سوف يقدمان الدعم اللازم لأوكرانيا سواء تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة الأراضي الواقعة تحت النفوذ الروسي أم لا.
وفي الوقت نفسه، أكد كل من كليفرلي وبلينكن أن واشنطن ولندن ملتزمتان بالموقف المساند لكييف على الرغم من التساؤلات العديدة التي تثار من وقت لآخر حول جدوى هذه المساعدات في مواجهة الآلة العسكرية الروسية الضخمة.
وتسلط الكاتبة الضوء على تصريحات وزير خارجية بريطانيا التي يوضح فيها أنه يجب الاستمرار في مؤازرة أوكرانيا بغض النظر عن المكاسب التي قد تتحقق من العملية العسكرية المضادة التي تعتزم كييف القيام بها خلال فصل الربيع الحالي لأن المسألة الأوكرانية أكبر من مجرد تلك العملية المضادة لأنها تتصل بكيفية إنهاء الصراع هناك بالطريقة المناسبة.
ويستطرد كليفرلي أنه على الرغم من إحراز القوات الأوكرانية لبعض المكاسب على أرض المعركة في الفترة الماضية، إلا أن جميع الاحتمالات متاحة في الفترة القادمة على ضوء ما تقوم به موسكو من حشود ضخمة في القوات والعتاد على خطوط المواجهة في أوكرانيا.
ويسلط المقال الضوء كذلك على تصريحات وزير خارجية أمريكا خلال المؤتمر الصحفي والتي يؤكد فيها أن واشنطن سوف تستمر في تقديم دعم بلا حدود لأوكرانيا وأن هذا الدعم لن يخبو أو يتراجع وسوف يظل بنفس القوة والزخم الحاليين، مؤكدا أن بلاده سوف تقدم لأوكرانيا الأسلحة التي تحتاجها في حربها ضد القوات الروسية.
ويشير المقال في هذا الصدد إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف تصل قيمتها إلى 1.2 مليار دولار تتضمن منظومات دفاع جوي وقذائف مدفعية.
ويوضح المقال أن تلك التصريحات تأتي في وقت عبر فيه مسؤلون أوكرانيون رفيعو المستوى عن مخاوفهم ألا تؤتي العملية العسكرية المضادة الثمار المرجوة ولا ترقي لتوقعات الدول الغربية وهو ما يهدد تدفق الإمدادات والمساعدات التي تقدمها الدول الغربية لكييف.
ويقول المقال في هذا الخصوص إن تقديرات المخابرات الأمريكية توقعت في بداية العام الجاري أن القوات الأوكرانية قد تجد صعوبات بالغة في استعادة الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية بسبب نقص حاد في القوات والذخيرة والأسلحة.
ويشير المقال في الختام إلى أن الوضع الراهن في ساحة القتال في أوكرانيا، يثير العديد من التساؤلات حول قدرة كييف على تحقيق أي مكاسب من وراء تلك العملية العسكرية المتوقعة، وما إذا كان ذلك يعني أنها سوف تضطر لتقديم تنازلات من أجل إنهاء الصراع الدامي مع القوات الروسية.