بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العام 2017 وطرده من مدينة الموصل العراقية، ثان أكبر المدن العراقية، أخذت الحياة تعود تدريجيا لشتى نواحي الحياة، وعاد المواطنون يشعرون بالأمان بعد التهديد الكبير واجهته المدينة مع احتلال التنظيم الإرهابي، خاصة وأن الجيش العراقي ووحدات الأمن ومكافحة الإرهاب تعمل باستمرار على تتبع العناصر الهاربة، مع توجيه ضربات حاسمة ضد أوكار عصابات التنظيم الإرهابي، بهدف إفقاده أي قدرات مستقبلية تمكنه من العودة أو ترويع المواطنين.
قبل يومين، عززت فرنسا من اهتمامها بالمدينة حيث فتحت قنصلية لها بالمدينة كأول بلد أوروبي يتجه لهذه الخطوة بعد تحرير المدينة من قبضة داعش الإرهابي.
ووفقا لتقرير إذاعة مونت كارلو الدولية فإن الموصل "باتت في الآونة الأخيرة محط اهتمام الجانب الفرنسي. بعد تحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية، افتتحت القنصلية الفرنسية في الموصل مؤخراً مركز منح تأشيرة الشنجن لسكان المحافظة لاسيما للطلاب والأكاديميين ورجال الأعمال فضلاً عن المواطنين الراغبين بالسفر من أجل السياحة".
ونقلا عن التقرير، فإن القنصل الفرنسي جان كريستوف أوجيه، قال: "إن فرنسا هي الدولة الوحيدة من بين دول الاتحاد الأوروبي التي لديها قنصلاً عاماً في مدينة الموصل. وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها لبلد أوروبي في المدينة التي عانت من هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية، وتشهد الأن إعادة إعمار تدريجية".
وعلى الجانب الأمني، فإن السلطات الأمنية أكدت أن وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية تمكنت من تنفيذ واجبات نوعية استندت لمعلومات استخبارية ومراقبة ميدانية، أثمرت عن القبض على 5 متهمين مطلوبين وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب في محافظة نينوى، وهي المحافظة التي تقع بها مدينة الموصل.
وأكدت خلية الإعلام الأمني العراقية، الاثنين الماضي، أن العناصر الإرهابية الموقوفة عملت في مناصب وأماكن مختلفة بعد تكليفهم بمهام ضمن ما يُسمى "الولايات والفرق والشرطة الإسلامية" وقد حددت لهم كنى وأسماء وهمية كان تستخدمها العصابات الإرهابية لإقناع عناصره بالانتماء.
في أبريل الماضي، استقبل مطار الموصل الدولي هبوط أول طائرة عسكرية بعد إعادة تأهيله وتطويره، ومن المتوقع استكمال أعماله وافتتاحه بشكل رسمي أمام الرحلات الداخلية والخارجية في مطلع العام المقبل 2024، ليعزز النشاط الاقتصادي خاصة وأنه يوفر مئات من فرص العمل، مع تسهيل حركة السياحة والتجارة.
وشهدت المدينة عودة قوية، ففي فبراير من العام الماضي تمت استعادة فتح قاعة المسرح، والمكتبة الجامعية التابعة لجامعة الموصل إحدى أكبر الجامعات بالعراق، وفتح محكمة الاستئناف الاتحادية بمحافظة نينوى، وذلك بمساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ودولة ألمانيا. وكانت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي زينة علي أحمد أكدت أن إعادة فتح المكتبة والمحكمة علامة فارقة في رحلة إعادة الحياة للمدينة.