الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة: نرحب بالحوار الوطني.. وصادرات مصر للتكتل زادت بنسبة 100%

رئيس وفد الاتحاد
رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر السفير كريستيان برجر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر السفير كريستيان برجر، ترحيب الاتحاد بالحوار الوطني الذي انطلق الأسبوع الماضي والذي يجمع أطرافا مختلفة من المجتمع والإدارة والأحزاب السياسية.

وقال السفير برجر - في حديث خاص للمحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء بمناسبة يوم أوروبا - إننا تابعنا الكلمات الافتتاحية التي ألقيت الأسبوع الماضي في انطلاق الحوار الوطني وأهم الموضوعات المطروحة لاسيما الاقتصادية منها، مشيدا بالتعاون والتنسيق الوثيق مع مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن قطاعات التعليم والطاقة والتنمية.

ووصف السفير برجر، مصر بأنها "الجار الوثيق للاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن مصر والاتحاد يتعاونان بشكل وثيق من أجل مواجهة التحديات المشتركة.

ولفت في هذا الصدد إلى أن مصر والاتحاد الأوروبي يترأسان حاليا المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حيث تسلمت مصر الأسبوع الماضي الرئاسة من المغرب، مذكرا بأنه سيتم التركيز خلال الرئاسة المشتركة المصرية الأوروبية للمنتدى على أنشطة مكافحة الإرهاب في إفريقيا وتطوير برامج وأفكار في هذا الصدد.

وحول التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، كشف السفير برجر عن أن عام 2022 - 2023 شهد طفرة كبيرة فيما يخص الصادرات المصرية إلى أوروبا مقارنة بعام 2021 وذلك بفضل الصادرات المصرية من الغاز إلى عدد من الدول الأوروبية، واصفا مصر بأنها شريك اقتصادي رئيسي للاتحاد الأوروبي في منطقة البحر المتوسط، مؤكدا ​​أن التنمية الاقتصادية المستدامة لمصر أمر بالغ الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

وأعرب عن تطلع الاتحاد الأوروبي إلى تعاون اقتصادي قوي مع مصر على أساس حوار تجاري بنّاء، مشيرا إلى إعادة إطلاق مناقشات التجارة الثنائية في إطار لجنة التجارة الفرعية التي كان قد توقف نشاطها لمدة 3 سنوات بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وشدد السفير برجر على أن التبادل التجاري بين الجانبين حقق زيادة ملحوظة، حيث بلغت صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 8 مليارات يورو مقارنة بحوالي 4 مليارات يورو لنفس الفترة من عام 2021 بنسبة تناهز 100%.

وأضاف أنه بالنظر إلى أن إجمالي صادرات مصر بلغ حوالي 27 مليار يورو، فإن الاتحاد الأوروبي يظل أكبر مستورد للمنتجات المصرية، ويمثل حوالي 30% من صادرات مصر.

وقال إن إجمالى صادرات الاتحاد الأوروبي إلى مصر خلال النصف الأول من 2023 بلغ حوالي 9934 مليون يورو حيث مثلت المعادن 32% والمواد الكيميائية حوالي 11% والمعادن الأساسية حوالي 9%، والبلاستيك والمطاط حوالي 7%، والمنتجات النباتية 6% ومنتجات النسيج حوالي 5%.

وأوضح أن إجمالي صادرات مصر في المقابل إلى الاتحاد الأوروبي بلغ 7880 مليون يورو، مثلت الآلات والأجهزة 26% من صادرات مصر للاتحاد، والمواد الكيميائية 20% والمعادن الأساسية 12% والنقل والمعدات 12% والخضروات 9% والبلاستيك والمطاط 6%.

وأشار إلى أن مصر تمكنت في عام 2022 من خفض العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي بشكل كبير حيث تُظهر الإحصاءات المؤقتة بشأن التجارة بين الاتحاد ومصر لعام 2022 قفزة هائلة في الصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 78.8% أي من 9 مليارات يورو في عام 2021 إلى 16 مليارا و300 مليون يورو في عام 2022.

ولفت برجر إلى أن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى زيادة الصادرات في ثلاثة قطاعات وهي الوقود المعدني (أي الغاز والنفط) بنسبة 170% من مليارين ونصف مليار يورو إلى 7 مليارات يورو، والأسمدة بنسبة 142% وبدرجة أقل البلاستيك بنسبة 48%، مشيرا إلى أن الفئتين الأوليتين هما النتيجة الطبيعية لإعادة توجيه الاتحاد الأوروبي للمصادر بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأضاف السفير الأوروبي أن صادرات الاتحاد الأوروبي انخفضت بشكل طفيف فقط من 21 مليار ونصف مليار يورو في عام 2021 إلى 21 مليار يورو في عام 2022 وهو أمر مثير للدهشة نظرًا للصعوبات التي واجهها المصدرون بسبب قيود الاستيراد من خلال متطلبات خطاب الاعتماد، ومع ذلك، فإن الفئة التي عانت أكثر كانت السيارات مع انخفاض بنسبة 43% (من مليارين و200 مليون يورو في عام 2021 إلى مليار و100 مليون يورو في عام 2022).

ولفت إلى أنه وبشكل عام، يرجع أداء الصادرات الرائع لمصر في عام 2022 إلى عوامل خارجية استثنائية (الحرب وارتفاع أسعار النفط والأسمدة والغاز)، موضحا أن هذه العوامل قد تلعب دورًا أقل في عام 2023، لكنه قال إن الإصلاحات المعلنة وخصخصة الشركات المملوكة للدولة، إذا تم تنفيذها بشكل جيد، يجب أن تساعد في التنويع على المدى الطويل.

وأضاف أن عام 2022 - 2023 شهد كذلك عودة الاستثمارات الأوروبية إلى معدلاتها الطبيعية التي سبقت أزمة تداعيات وباء فيروس كورونا "كوفيد 19".

وقال إن العام الماضي شهد تبادلا للزيارات لعدد كبير من المسئولين من الجانبين، فضلا عن الاجتماعات، خاصة وأن عام 2022 يواكب الذكرى العاشرة لإنشاء مجلس الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعقد اجتماع المجلس لتحديد أولويات الشراكة، كما قامت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أيضا بزيارة إلى القاهرة وشاركت في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ "COP 27" والذي يعد حدثا دوليا هاما، وقام رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بزيارة مصر وشارك في مؤتمر المناخ.

ونوه برجر بأن مصر والاتحاد الأوروبي وقعا خلال المؤتمر على مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الهيدروجين، فضلا عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات الأخرى خلال الفترة الأخيرة، ومن أبرزها مذكرة تفاهم بشأن التصدير الغاز المسال من مصر إلى أوروبا.

كما سلط الضوء على الزيارات المتعددة التي قام بها عدد من مفوضي الاتحاد الأوروبي وكبار المسئولين الأوروبيين إلى مصر، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الزيارات والاجتماعات بين الجانبين.

وعن المجالات الجديدة للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، أكد السفير كريستسان برجر أن مصر تسهم بشكل كبير في أمن الطاقة والأمن الغذائي.

وأشار إلى التعاون الكبير بين مصر والاتحاد فيما يتعلق بالهجرة ومحاربة ومنع تهريب البشر، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بالهجرة.

وبالنسبة للتعاون بين الجانبين فيما يتعلق بتنمية الكوادر البشرية، قال السفير الأوروبي إن الاتحاد خصص هذا العام "كعام للمهارات" حيث يتم التركيز على التدريب والتعلم والنظام التعليمي والتعليم الفني، مشيرا إلى أن الاتحاد سيواصل دعم المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الدمج بالمعادي.

وأضاف أننا نشجع مصر على المشاركة في برنامج البحوث والابتكار "هوريزان أوروبا" (آفق أوروبا) الجديد وهو ما يعد بمثابة فرصة للشباب والشركات والجامعات للمشاركة في برامج أبحاث كبيرة.

وأشار إلى برنامج "ايراسموس" الأوروبي للتبادل التعليمي والشباب للسفر والاستفادة من الخبرات، لافتا إلى أن هذا النوع من التعاون مفيد بالنسبة لأوروبا أيضا لأنه يسهم في تعزيز المعرفة بالثقافة بين ضفتي المتوسط، واعتبر أن "ايراسموس" يعد البرنامج المثالي الذي يسهم في محو سوء الفهم الثقافي والمعرفي.

وعن مكافحة الهجرة غير الشرعية، أشاد سفير الاتحاد الأوروبي بالجهود التي تقوم بها السلطات المصرية لمنع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، لافتا إلى قدوم عدد من المصريين إلى أوروبا خلال الأشهر الماضية عبر ليبيا ودول أخرى وليس عبر مصر.

وفيما يتعلق بالتنسيق بين مصر والاتحاد حول الموضوعات الإقليمية، أكد السفير برجر على التنسيق الوثيق بين الجانبين فيما يخص القضايا والأزمات الإقليمية محل الاهتمام المشترك بما في ذلك ما يتعلق بالنسبة للوضع بليبيا وفقا لخطة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا وهناك اتصالات مع الشركاء المصريين في هذا الخصوص، ونأمل أن نصل إلى الانتخابات في ليبيا.

وبالنسبة للجهود التي تقوم بها مصر فيما يتعلق بعملية السلام، قال إن مصر والاتحاد الأوروبي يتشاركان نفس الهدف والمتمثل في الوصول إلى حل إقامة الدولتين، مشيدا بشكل خاص بالدور الذي قامت به مصر لخفض التوتر في غزة.

وأشار إلى الدور الذي يقوم به الممثل الخاص الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط الذي يقوم باتصالات مع عدد من اللاعبين في المنطقة للعمل من أجل الوصول إلى حل الدولتين ولتذكير الجميع بوجود المبادرة العربية المطروحة على الطاولة منذ وقت طويل.

وبمناسبة الاحتفال "بيوم أوروبا"، أوضح السفير كريستيان برجر أن يوم أوروبا، الذي يوافق التاسع من مايو من كل عام، هو احتفال سنوي للسلام والوحدة في أوروبا تخليدا لذكرى "إعلان شومان"، ففي عام 1950 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بخمس سنوات أعلن وزير الخارجية الفرنسي آنذاك روبرت شومان اقتراحه الذي يعتبر بمثابة أول وثيقة رسمية أعلنت ميلاد الاتحاد الأوروبي.

واستعرض السفير الأوروبي ما تضمنه إعلان شومان، فضلا عن توقيع معاهدة باريس في أبريل 1951 والتي أنشأت الجماعة الأوروبية للفحم والصلب وهي أول جماعة فوق وطنية في أوروبا؛ ومهدت هذه المنظمة الطريق للجماعة الاقتصادية الأوروبية والاتحاد الأوروبي بعد ذلك.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي مر بعدة مراحل ويرتبط بعدد من المعاهدات وكذلك لديه عدد من المؤسسات كالمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي.

وقال إن العام الماضي شهد قفزة كمية ونوعية فيما يتعلق بالتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث أكدنا أننا يمكننا دعم عمليات عسكرية وأن نتميز بالقوة الدفاعية وهو ما لم يتم من قبل، لأن الاتحاد هو "مشروع للسلام ولكن هناك وقتا كان لابد من الدفاع عما تحقق منذ من أكثر من سبعين عاما".