في ظل اهتمام عالمي كبير بتطبيق واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى دول العالم للإسراع في استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة، ومن هنا جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في تطوير منظومة التقاضي على مستوى الجمهورية، بما يساعد على ضبط وحوكمة جميع عناصر المنظومة، ويسهم في تحقيق العدالة الناجزة.
وشدد "السيسي" خلال لقاء جمعه بالمستشار عمر مروان وزير العدل، على أن عملية تطوير منظومة التقاضي على مستوى الجمهورية غاية في الأهمية من أجل تحقيق العدالة، وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث باسم الرئاسة بأن الاجتماع تناول متابعة عملية تطوير منظومة التقاضي على مستوى الجمهورية، حيث تم عرض أبرز المحاور في هذا الإطار، ومن بينها التوسع في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، في تحويل الكلام إلى نص مكتوب خلال الجلسات القضائية.
اهتمام مصر بالذكاء الاصطناعي
ولعل اهتمام مصر بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي جاء مبكرا حيث كانت من أوائل الدول التي سعت للمضي قدما في هذا المجال، ومن بين أبرز الأدلة على ذلك تغيير مسمى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة إلى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، مما يعكس الاهتمام بالمجال.
كما اهتمت القيادة السياسية بتطويع الذكاء الاصطناعي، حيث أكد الرئيس السيسي، في ديسمبر 2021، وأثناء زيارة تفقدية لجامعة كفر الشيخ على أهمية التعمق في الذكاء الاصطناعي واستخدام أجهزة الروبوت وبرمجة حركاتها، وقال "السيسي" خلال تواجده بإحدى قاعات كلية الذكاء الاصطناعى، إن "كل ما تدرسوه الآن هو المستقبل كله، وأن كل التطبيقات الموجودة والأفكار أنتم ممكن تعملوها، وإن كل ما يتعلق بالرقمنة هو مستقبل الدنيا مش مصر، وبالتالى أنا مش بقولكم كده عشان العمل وفقط هو اللى فى دماغنا لا، لكن لأن الفرصة الحقيقة موجودة فى هذا النوع من التعليم لكل شبابنا وشباتنا، أنا بشكركم وسعيد بكل اللى بيحصل ده، وإن شاء الله بالتوفيق".
في هذا الشأن قال الدكتور رضا عبدالوهاب، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، إن اهتمام مصر بدراسة تقنيات الذكاء الاصطناعي جاء مبكرا ولدينا العديد من أبحاث الماجستير أو الدكتوراه في هذا المجال
وأوضح أن وجود عنصر ذكاء اصطناعي يجعل البرامج تعمل بشكل أكثر مرونة وطبيعة، إذ أن معظم المقررات التي تدرس في الكلية بها جزء عملي يتم تسميته بـمشروع المادة، وعلى مدار الـ4 سنوات السابقين في الكلية فبات الطلاب يفهمون وبشكل جيد المادة، ثم يطبقونها في مشروعات التخرج.
من جهته قال المهندس أحمد طارق، باحث متخصص في أمن المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إن الذكاء الاصطناعي يأتي في قوالب محددة، وبرامج وتقنيات تعتمد على بيانات محدثة أول بأول إلا أنه لا يزال أمامها الكثير من أجل التعرف على فوائدها وأضرارها، ولذا يجب أن يتعامل المستخدمون مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بحذر على أن يكون التعامل محدود لان هذه التقنيات تسير على مسار محدد مسبق، ومن هنا أخطأت هذه التقنيات في الرد على العديد من الأسئلة.
وأضاف "طارق" في تصريحات تليفزيونية، بالطبع في ظل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي من الممكن أن تؤثر على الإبداع ومن هنا ننصح الآباء بضرورة إبعاد الأطفال عن التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في المراحل العمرية المبكرة حتى لا تؤثر على ذكائهم أو أن تقوم بالمهام بالنيابة عنهم.
أما أمير هشام، خبير تكنولوجيا المعلومات، فقال إن التأثير العملي للذكاء الاصطناعي بدأ يظهر في الوظائف، حيث أصبحت الآلة والريبوت يحل محل الإنسان في بعض الأعمال، كما أنه من المتوقع أن تكون هناك أكثر من 30 مليون وظيفة مستحدثة من قبل الذكاء الاصطناعي.
وأضاف "هشام" أن استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي تعتمد على ما يسمى بـ"الشبكات العصبية التوليدية" وهي محاكاة تشبه الشبكات العصبية البيولوجية الموجودة في دماغ الإنسان، ومن هنا أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج محتوى مكتوب أو مسموع إلى جانب الصور والفيديوهات التي تنتج بجودة عالية الأمر الذي يمثل خطرا حقيقيا على الإبداع والوظائف الموجودة حاليا في العالم.
