في عام 2013، قام البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، بزيارة تاريخية إلى الفاتيكان ليلتقي بالبابا فرنسيس، وهو ما كان حديث الساعة في ذلك الوقت بسبب تحوله إلى رمز جديد للتسامح والتواصل بين الكنائس المختلفة. ولم يكن هذا اللقاء الأول من نوعه بين حبري الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية، إلا أن زيارة البابا تواضروس أثارت الجدل في الأوساط الدينية والسياسية.
جاءت هذه الزيارة في ظل العديد من التحديات التي تواجه المسيحيين في المنطقة العربية، وتحديدًا في مصر، حيث كانت الأوضاع الأمنية غير مستقرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وبدء المظاهرات والاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم الإخوان المسلمين.
وكانت الزيارة تهدف إلى التأكيد على أهمية التواصل والتعاون بين الكنائس المسيحية المختلفة، ودعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ولكن، على الرغم من أن زيارة البابا تواضروس كانت تهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون بين الكنائس المسيحية، فإنها أثارت الجدل في بعض الأوساط الدينية والسياسية. وقد تم التركيز على عدة نقاط رئيسية، منها:
1- العلاقات بين الكنائس المسيحية: تُعتبر علاقات الكنائس المسيحية في المنطقة العربية معقدة ومتشابكة، وتتضمن مجموعة من التحديات والمشكلات. وقد أثارت زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان العديد من الأسئلة حول طبيعة العلاقات بين الكنائس المسيحية، وإمكانية تحقيق الوحدة الدينية بينها.
2- العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية: تُعتبر العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية متوترة بسبب الخلافات التي توجد بين الطرفين، والتي تعود بشكل رئيسي إلى النزاع القديم حول السلطة الدينية. ولكن، على الرغم من هذه الخلافات، فإن البابا فرانسيس والبابا تواضروس قد نجحا في تحقيق تقدم في العلاقات بين الطرفين، وإبرام اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون والتواصل بين الكنائس.
3- العلاقات بين الكنائس المسيحية والإسلام: تُعتبر العلاقات بين الكنائس المسيحية والإسلام مهمة جدًا في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وخاصةً مصر. وقد أثارت زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان العديد من الأسئلة حول طبيعة العلاقات بين الكنائس المسيحية والإسلام، وإمكانية تحقيق التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي.
4- الأوضاع السياسية في مصر: كانت الأوضاع السياسية في مصر غير مستقرة في ذلك الوقت، وكانت البلاد تشهد اضطرابات سياسية واجتماعية كبيرة. وقد أثارت زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان بعض الجدل في بعض الأوساط السياسية، حيث كانت هناك مخاوف من أن تؤدي الزيارة إلى تصعيد التوترات السياسية في البلاد.
5- القضايا الدينية الأخرى: بالإضافة إلى النقاط المذكورة أعلاه، فإن زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان أثارت الجدل حول العديد من القضايا الدينية الأخرى، مثل الحرية الدينية وحقوق الإنسان والتسامح بين الأديان المختلفة.
وبالرغم من أن زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان أثارت الجدل في بعض الأوساط، إلا أنها تُعد خطوة هامة نحو تعزيز التواصل والتعاون بين الكنائس المسيحية المختلفة، وتعزيز التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة العربية. وقد أثبتت الزيارة أن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأن التعاون بين الكنائس المسيحية والأديان المختلفة يمثل أساسًا هامًا لتحقيق هذا الهدف.