يشارك البابا تواضروس، بطريرك الأقباط الأرثوذكس غدًا في مقابلة الأربعاء العامة في ساحة القديس بطرس. وفي الرابع عشر من مايو، سيرأس قداسًا إلهيًا في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران.
وصل البابا تواضروس الثاني روما اليوم الثلاثاء، وسيحيي مع البابا فرنسيس الذكرى السنوية الخمسين للقاء التاريخي لسلفيهما، القديس بولس السادس والبابا شنودة الثالث، الذي عقد في مايو ١٩٧٣.
وفي هذه المناسبة، سيشارك البطريرك تواضروس في المقابلة العامة يوم الأربعاء ١٠ مايو، في اليوم التالي، ١١ مايو، سيكون هناك لقاء خاص مع الأب الأقدس، وسيتضمن أيضًا وقفة صلاة، على أن يزور بعدها الدائرة الفاتيكانية لتعزيز وحدة المسيحيين. وأخيرًا، في ١٤ مايو، سيحتفل البطريرك تواضروس مع المؤمنين الأقباط في إيطاليا، وهم حوالي ١٠٠ ألف، بالقداس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران.
وقد أوضح الأب Hyacinthe Destivelle، أحد المسؤولين في دائرة تعزيز وحدة المسيحيين، أهمية هذه الزيارة المهمة لوسائل الإعلام الفاتيكانية واصفًا إياها بأنّها حجر زاوية في مسيرتنا نحو الوحدة. وذكّر الأب Destivelle باللقاء الذي تمَّ في ١٠ من مايو في عام ١٩٧٣ في روما بين البابا شنودة والبابا بولس السادس اللذان وقعا خلاله اتفاقية كريستولوجية مشهورة جدًا، وكانت بمثابة نموذج لاتفاقيات مماثلة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الأخرى التي تعترف بالمجامع المسكونية الثلاثة الأولى. كما أشار أيضًا إلى أن هذه الزيارة تتمُّ في الذكرى العاشرة لزيارة البطريرك تواضروس الأولى عام ٢٠١٣، بعد أشهر قليلة من انتخاب البابا فرنسيس والبطريرك تواضروس.
في محور لقاء الصلاة يوم ١١ من مايو سيكون موضوع مسكونية الدم تخليدًا لذكرى العديد من شهداء مختلف الطوائف المسيحية: لأنه بالنسبة للبابا فرنسيس – أكّد الأب Destivelle –دم الشهداء هو بذرة وحدة. والشهداء قد اتحدوا في السماء، كما يقول البابا دائمًا، فهم لم يقتلوا لأنهم كاثوليك أو أرثوذكس أو بروتستانت وإنما لأنهم مسيحيون. لذلك فهم متّحدون في مجد الله لأنهم تألّموا من أجل اسم المسيح. إنَّ دم الشهداء يصرخ بصوت أقوى من انقساماتنا.
ولهذه المناسبة نشرت الدائرة الفاتيكانية لتعزيز وحدة المسيحيين كتابًا تذكاريًا يحمل عنوان "الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. الذكرى الخمسون للقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث (١٩٧٣-٢٠٢٣)". يحتوي الكتاب – كما نقرأ في مذكرة نُشرت على الموقع الإلكتروني للدائرة الفاتيكانية - على الوثائق الرئيسية التي تشهد على التقارب بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، تسبقها مقدمة مشتركة للبابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني. نشرته دار النشر التابعة للكرسي الرسولي، وهو المجلد الثالث في السلسلة الجديدة "Ut Unum Sint" للدائرة الفاتيكانية لتعزيز وحدة المسيحيين.