تبذل القاهرة وجوبا جهود مكثفة لتسوية الأزمة السودانية ووقف شامل ودائم لإطلاق النار حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الفريق أول "توت جلواك" مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشئون الأمنية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الفريق أول "توت جلواك" سلم الرئيس رسالة من أخيه الرئيس "سلفا كير"، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن الشعب السوداني الشقيق.
وخلال اللقاء، تمت الإشارة إلى خطورة التحديات التي تواجه السودان في هذا الصدد على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، مع تأكيد أهمية تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت الهدنة والانتقال إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، وإفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات وتسوية الأزمة، ومن ثم استكمال المسار الانتقالي والعملية السياسية، على النحو الذي يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، ويحقق تطلعات الشعب السوداني ويصون مصالحه العليا.
وتوجه وزير الخارجية سامح شكري، صباح اليوم الثلاثاء، إلى جوبا، عقب ختام زيارته إلى العاصمة التشادية إنجامينا.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد -في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)- "يتوجه وزير الخارجية الآن من العاصمة التشادية إنجامينا إلى جوبا بجنوب السودان.. وزير الخارجية يحمل رسالة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى شقيقه الرئيس سلفا كير مَيارديت رئيس جنوب السودان حول الوضع في السودان".
وكان شكري قد وصل إلى العاصمة إنجامينا، أمس الاثنين، حيث قام بتسليم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا اتصالاً هاتفياً من الرئيس "سلفا كير"، رئيس جمهورية جنوب السودان.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان. وفي ذلك السياق، أكد الرئيسان خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين وجها نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني.
كما أعرب الرئيسان عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة، مؤكدين أن ترسيخ الأمن والاستقرار، هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالي السياسي، وتحقيق البناء والتنمية في السودان