سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على التطورات المتلاحقة للحرب الطاحنة التي تدور رحاها في الوقت الراهن بين القوات الروسية والأوكرانية، والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي والتصعيد من جانب القوات الروسية في ذكرى احتفالات أعياد النصر على ألمانيا النازية عام 1945.
ويشير كاتب المقال بيجوتر سوير في هذا السياق إلى أن القوات الروسية قامت أمس الإثنين بشن ضربات جوية وصاروخية مكثفة على العديد من المواقع الأوكرانية شملت العاصمة كييف ومنطقة أوديسا في الوقت الذي تحتفل فيه موسكو بذكرى أعياد النصر والتي تقع في التاسع من مايو.
ويستطرد الكاتب أن الهجمات الروسية تأتي ضمن سلسلة من الهجمات المكثفة التي تشنها القوات الروسية على العديد من المواقع الأوكرانية منذ عدة أشهر وهو ما يعد تصعيدا جديدا من جانب موسكو في ذكرى احتفالات أعياد النصر.
ويضيف المقال أن الهجمات الروسية تأتي في وقت يستعد فيه الجانبان لشن هجمات عسكرية واسعة النطاق خلال الأسابيع القليلة القادمة وذلك في محاولة من الجانب الروسي لتعزيز المكاسب العسكرية التي حققها خلال العملية العسكرية بينما يسعى الجانب الأوكراني لاستعادة المناطق التي بسطت موسكو نفوذها عليها منذ نشوب الصراع المسلح بين الطرفين.
ويوضح الكاتب أن القوات الروسية بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي إجلاء مئات من المدنيين من المناطق الواقعة تحت سيطرتها في جنوب شرق أوكرانيا في إشارة إلى استعدادات من أجل مرحلة جديدة من التصعيد مع القوات الأوكرانية.
ويقول المقال إن التصعيد من جانب القوات الروسية شمل أيضا المواجهات حول مدينة باخموت حيث يحدو موسكو الأمل في بسط سيطرتها على المدينة خلال الاحتفالات بأعياد النصر بعد استمرار المواجهات بين الطرفين للسيطرة على المدينة لما يقرب من عام.
ويشير الكاتب أن القوات الروسية تحقق مكاسب عسكرية في المواجهات حول باخموت وأنها على وشك الاستيلاء عليها بعد أن أصبح معظم المدينة واقع تحت سيطرتها ولم يتبق سوى جزء ضئيل منها تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
ويضيف المقال أن التصعيد الحالي يشمل كذلك المناطق المحيطة بمحطة زابورجيا النووية والتي تعد أكبر محطة نووية في قارة أوروبا بأسرها حيث يشير إلى أن القوات الروسية قامت بإجلاء المناطق المحيطة بالمنشأة النووية في جنوب أوكرانيا تحسبا لمزيد من التصعيد في المواجهات بين الجانبين.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا السياق على آراء المحليين العسكريين الذين يعربون عن اعتقادهم أن الضربة العسكرية المضادة التي تعتزم أوكرانيا القيام بها سوف تركز على استعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا.
ويتطرق المقال في الوقت نفسه إلى المخاوف التي تنتاب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن سلامة المحطة النووية، حيث يسلط الضوء على تصريحات أمين عام الوكالة رافائيل جروسي التي يطالب فيها بتوفير ضمانات لسلامة تشغيل المنشأة النووية.
ويضيف جروسي، كما يقول المقال، أن الوضع الراهن حول محطة زابورجيا لا يبشر بالخير وتزداد خطورته يوما تلو الآخر حتى أن الموقف أصبح من العسير التنبؤ بعواقبه.
ويتناول الكاتب في ختام المقال الموقف داخل روسيا في ظل تلك التطورات حيث يشير إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التي يقول فيها إن احتفالات أعياد النصر سوف تقام كما هو المعتاد وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يلقي كلمة في تلك المناسبة اليوم الثلاثاء على الرغم من المخاوف الأمنية التي لاحت في الأفق في أعقاب استهداف مبنى الكرملين بطائرتين بدون طيار الأسبوع الماضي.