قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير الدكتور محمد حجازي، إن الرسائل التي بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، ورئيس جنوب السودان سلفا كير، خلال جولة وزير الخارجية سامح شكري أمس الاثنين إلى كل من نيدجامينا وجوبا، تؤكد حرص مصر التام على عودة الهدوء والاستقرار إلى السودان بوصفها جزءا لا يتجزأ من أمن القارة الأفريقية ودول جوار السودان وأمن مصر القومي، فضلًا عن ارتباطها بأمن البحر الأحمر والخليج.
وأضاف السفير حجازي، أن الرسائل المصرية تدعو لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية نحو هدف واحد، وهو الضغط والتأثير على الأطراف السودانية المتحاربة للالتزام بوقف إطلاق النار ودعم المحادثات الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المملكة العربية السعودية، من أجل حماية السودان ومقدراته ووحدته الإقليمية، وعودة المؤسسات الشرعية للعب دورها المنشود، وتجنيب شعب السودان الشقيق ويلات الحرب وتبعاتها وتكلفتها الإنسانية .
وتابع أن مصر تقوم باتصالات رفيعة المستوى لمساعدة دول الجوار على الاضطلاع بدورها تجاه السودان الذي يشكل عامل استقرار بالمنطقة، محذرًا من أن السودان تجاوره 7 دول أفريقية وأي اضطراب ينالها قد يقود لزعزعة الأمن بواحدة من أهم المناطق الاستراتيجية بالقارة وهي منطقة شرق القارة والقرن الأفريقي المرتبط بأمن الخليج والبحر الأحمر، حيث ممرات الملاحة والأساطيل التجارية والعسكرية، مرورًا بخط المضايق وقناة السويس، الأمر الذي يجعل استقرار السودان ضرورة ملحة ومصلحة لدول الجوار والإقليم وللأمن والسلم الدوليين.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الحل في السودان يكمن في التوافق بين الأطراف المتحاربة وتأكيدهم الالتزام بالحفاظ على دولتهم والدفاع عن مؤسساتها وجيشها الوطني بالشكل الذي لا يؤدي لمزيد من الانشقاق والاستقطابات والاستغلالات الإقليمية والدولية، مشددًا على أنه لا حل عسكري للنزاع وأن السودان الواحد فيه مكان للجميع ما إن إلتزمت الأطراف بمصالح الوطن.
وأكد أهمية خروج السودان من هذا المأزق في أسرع وقت، وإعادة إطلاق العملية التفاوضية السياسية بمشاركة فاعلة للأحزاب المدنية السودانية، مع ضرورة عودة الجيش الوطني لممارسة دوره الموحد في ضمان أمن واستقرار البلاد ووحدتها الإقليمية، وبناء مؤسسات الدولة التشريعية والدستورية والتي يحتكم لها عند الخلاف، وعدم اللجوء للخيارات العسكرية التي تعصف بمقدرات الوطن والمواطن وتفتح الأبواب للتدخل الخارجي.
ولفت السفير حجازي، في ختام تصريحه، إلى ضرورة التعاون وتعزيز الشراكة بين القيادات السودانية وإعلاء مصلحة الوطن أولًا، والابتعاد عن الانحيازات الإقليمية وتدويل النزاع من أجل هدف وطني واحد وهو إنقاذ السودان وشعبه وثرواته والحفاظ على وحدته الوطنية ومؤسساته.