قبل عرضه الأول فى الخامس من أبريل الماضى، لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يحقق فيلم الرسوم المتحركة «The Super Mario Bros. Movie» من إنتاج استديوهات «نينتندو» و«يونيفرسال»، كل هذا الزخم فى شباك التذاكر العالمى ليعتبره النقاد ظاهرة هذا العام دون منازع مع تحقيقه أرقامًا قياسية عديدة، ليس فى أمريكا الشمالية فحسب وإنما فى عدد من الدول حول العالم.
فبعد مرور 26 يوما فقط على طرحه بصالات السينما العالمية، تمكن الفيلم من كسر حاجز المليار دولار فى شباك التذاكر، ليصبح أول عمل يتخطى هذا الرقم هذا العام وقبل بلوغ النصف الأول من موسم 2023، كما أصبح رابع فيلم يتخطى علامة نصف مليار دولار فى أمريكا الشمالية، خلف أفلام: «Spider-Man: No Way Home، وTop Gun: Maverick، وAvatar: The Way of Water».
ليس هذا فقط، بل بات فيلم الرسوم المتحركة العاشر الذى استطاع تحقيق مليار دولار، وأول فيلم رسوم متحركة يحقق هذا الإنجاز ما بعد «كوفيد-19»، وأصبح فيلم رسوم متحركة الأعلى إيرادًا بتاريخ استديوهات «يونيفرسال» متفوقا على سلسلة «Minions» وثالث فيلم من ناحية الإيرادات بشكل عام بعد «Jurassic World» والفيلم الكلاسيكى الرائد «E.T» للمخرج ستيفن سبيلبرج.
وأما على مستوى هوليود بالكامل، فإن «سوبر ماريو» يُعد رابع فيلم من حيث الإيرادات منذ العام 2019 أى ما قبل الوباء والهزة العميقة التى لاقتها السينما نتيجة للحجر الصحى والإغلاق وانتشار المنصات، كما يعتبر الأعلى إيرادًا بين الأفلام المقتبسة من ألعاب إلكترونية، وأول فيلم من هذه الفئة يحقق مليار دولار.
أما عالميًا، فبات فيلم «سوبر ماريو» ثالث أعلى عمل حصدًا للإيرادات فى شباك التذاكر المكسيكى طوال تاريخه خلف فيلمى «Avengers: endgame وSpiderman: no way home»، بإجمالى إيرادات بلغ مليونًا و391 ألف دولار، أما فى اليابان، فحقق الفيلم إيرادات قدرها 13.5 مليون دولار بشباك التذاكر المحلى ليجعله أعلى فيلم لاستديوهات إليومنيشن يحقق هذا الإنجاز، وجعله الفيلم الأكثر مبيعا فى شباك التذاكر اليابانى لاستديوهات يونيفرسال بعدما وصل لأكثر من مليارى ين يابانى.
كانت لعبة «سوبر ماريو» جزءًا أساسيًا من طفولة جيل الألفية، الأمر الذى مكن «سوبر ماريو» من اجتذاب عدة أجيال، ويقدم الفيلم قصة الشخصية المحبوبة «ماريو» وأخيه «لويجى»، الأمريكيين من أصل إيطالى، «ماريو» السباك الماهر يعيش فى نيويورك بمنزل العائلة، ويحاول إدارة شركته الخاصة وإثبات قدرته على النجاح أمام عائلته المتشككة.
وبإحدى الليالى يغرق حى بروكلين بسبب مشكلة فى الصرف الصحى، فيتوجه «ماريو» و«لويجى» لحلها أملًا فى نيل الشهرة والحصول على زبائن مستقبليين، ولكن عن طريق الصدفة وأنبوب صرف «سحرى» ينتقلان إلى مكان مختلف لم يتوقعا وجوده على الإطلاق؛ فيصل «ماريو» إلى «مملكة الفطر» بينما يحط «لويجى» ذو الحظ التعس فى «الأراضى المظلمة» التى يحكمها الشرير والمستعمر «بوزار».
ويحاول «ماريو» إنقاذ شقيقه بمعاونة الأميرة «بيتش» التى تواجه مملكتها خطر «بوزار»، فيقومان بمغامرة صعبة لتحقيق الهدفين معًا، وتتصاعد الأحداث حتى نصل إلى المواجهة بين جانبى الخير والشر.
ومن العوامل التى ساهمت فى نجاحه قصر مدته الزمنية لحوالى ساعة ونصف مما ساهم بسرعة الأحداث، وهو ما يتناسب مع قدرة الأجيال الأصغر على متابعة نفس الفيلم لوقت مستمر، والتى تأثرت بسبب انتشار الفيديوهات محدودة الزمن عبر تطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة، والتى كلما كانت أقصر وأسرع أصبحت أمتع لصغار السن.