الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«ملحمة جدعنة».. مهندس مصري يُغامر بحياته لينقذ طالبتين من الموت في السودان

المهندس المصري أحمد
المهندس المصري أحمد بارومة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بينما كان المهندس المصري أحمد بارومة والمقيم في السودان، ذاهبًا لعمله كالمعتاد صباح الجمعة الـ14 من أبريل المنصرم، لاحظ تمركزًا أمنيًا كبيرًا للقوات المسلحة السودانية على أبواب قاعدة الطيران العسكرية بجبل أولياء؛ ليحدث زميله بشعوره بشىء غريب، خاصة أن التمركز الأمنى المعتاد رؤيته أمام هذه الثكنة العسكرية لا يتخطى عربة واحدة وبعض أفراد الحراسة؛ إلا أنه لم يلق بالا لينتهى يوم الجمعة عاديًا؛ إلا أن صباح اليوم التالى السبت 15 أبريل، استيقظ «بارومة» على أصوات قذائف تدك مناطق متفرقة فى العاصمة السودانية.

ويضيف «بارومة» في حديثه لـ«البوابة» «الحرب كانت مفاجأة والحيرة المتواصلة ملأت العقل والفكر؛ وبات المجهول سيد الموقف فى ظل انقطاع شبه تام لخدمات التواصل والكهرباء، فمكثت 7 أيام متواصلة فى منزلى الكائن بشارع مدنى على أطراف الخرطوم، دون أن أدرى ماذا أفعل؟».

وفى ثانى أيام عيد الفطر، بدأ المهندس البالغ من العمر 35 ربيعًا، يلاحظ نزوح أفواج من سكان العاصمة لخارجها، بينما بدأ العقار الذى يقطن به بالقرب من السفارة الأمريكية فى الخرطوم، يسكن إليه أسر جديدة، وهو أمر كان مطمئنا نسبيا ويشير لأمان مسكنه؛ إلا أنه تفاجأ بهاتف من أحد أفراد البعثة المصرية، تؤكد ضرورة الإخلاء والرجوع إلى مصر فورًا.

اقرأ أيضًا: 
«وجودي مهم لإنقاذ المرضى».. حكاية طبيب مصري رفض العودة من السودان


مغامرة لإنقاذ الطالبتين من نار الحرب 

بدأ الشاب ابن كفر الشيخ، يستعد للرحيل؛ ولكن كانت هناك معضلة، فهو وعد أسرة مصرية بالبحث عن الطالبتين «أميرة» و«إسراء» بعد أن فقد الاتصال بهما لعدة أيام بسبب الحرب، ويقطنون فى القرية الصحراوية أبرق، بدأ الشاب يجرى اتصالاته محاولا الوصول إليهما؛ تاركا زملاءه يتحركون لأماكن الإجلاء، حتى نجح فى استقبالهما فى منزله بمعاونة صديقه السودانى بعد معاناة وتحذيرات متواصلة بخطورة الذهاب لـ أبرق لقربها من معسكر مهم يتبع لقوات الدعم السريع.

ساعات معدودة انقضت من يوم الأحد ثانى أيام عيد الفطر، وتحرك الشاب وبرفقته الطالبتين لـ نادى الرى المصرى نقطة تجمع البعثة المصرية لمياه النيل، وذلك بناء على تعليمات السفارة المصرية فى الخرطوم، قاصدين القاعدة الجوية بمطار دنجلة، ليتم إجلاء نحو 75 فردًا بعد بضع ساعات من وصولهم مطار دنجلة الإثنين رابع أيام العيد، وصولًا للقاهرة.

«ملحمة جدعنة»

الأمر كان صعبًا ولا يحتمل المراوغة.. واعتبرت الطالبتين إخوتى

وعن أسباب تقديم وعود لأسرتين لم يسبق معرفتهما، وتحمل مسئولية طالبتين فى ظروف حالكة الظلمة إلى جانب تحمل نفقات باهظة الثمن لتذاكر نقل الطالبتين لمطار دنجلة، أجاب المهندس الشاب عن تساؤل «البوابة» قائلا: «نتكلم عن وضع حياة أو موت، ولا تدرى هل ستعود أم ستنتهى حياتك برصاصة طائشة أومقصودة، الأمر كان صعبًا ولا يحتمل المراوغة، ويحتم علينا الصمود، وأنا اعتبرت أن الطالبتين إخوتى، وبإجمالى المصروفات دفعت التذاكر لإنقاذ أشقائى البنات أولاد بلدى من الهلاك».

اقرأ أيضًا: 
«ملحمة جدعنة»| «أميرة وإسراء»: شهامة مهندس مصري أعادتنا من فوضى الخرطوم لبر الأمان في القاهرة

السفارة المصرية فى الخرطوم قدمت دورًا بطوليًا

ويثنى الشاب الثلاثينى، عن الدور البطولى الذى قدمته السفارة المصرية فى الخرطوم؛ فهى من وجهت وحذرت ورتبت وأعلنت، عن كل آليات الإجلاء والسفر حتى الوصول لبر الأمن، مُشيرًا إلى أن الأوضاع كانت صعبة وقاسية للغاية، ورغم ذلك كانت السفارة المصرية أولى السفارات التى أصدرت تعليمات بإجلاء رعاياها، مُشيرًا إلى أن الليلة التى سبقت مغادرة سكنه، كانت السفارة الأمريكة بالسودان تمكنت من إجلاء سفيرها وأسرته وعدد محدود من الدبلوماسيين؛ بينما نحن كمصريين موظفين عاديين وطلبة تحركنا بعدهم بساعات معدودة؛ وتزامن تحركنا إعلان الخارجية الأمريكية عدم قدرتها على إجلاء رعاياها فى الوقت الراهن.