الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

لوحة مشغل "مدام فنسنت" توثق بداية حركة تحرر المرأة

لوحة مشغل مدام فنسنت
لوحة مشغل مدام فنسنت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الرسامة الفرنسية الشهيرة “ ماري جابرييل”   كانت تنتمي للحركة الكلاسيكية الجديدة في الرسم ولدت في ليون، وفي عام 1781 أصبحت تلميذة للرسامة الفرنسية أديلايد جويارد (1749-1803) وهي زوجة الفنان الفرنسي فرانسواز أندريه فنسنت (1746 – 1816) وأديلايد تنتمي إلى الحركة الكلاسيكية الجديدة في فرنسا، وبرعت في البورتريه والروكوكو، وقد رسمت عدة لوحات لشخصيات معروفة في باريس.

في عز شهرتها الفنية قدمت ماري العديد من اللوحات من بينها واحدة بعنوان: «مشغل مدام فنسنت» في إشارة إلى معلمتها أديلايد جويارد، والشخصيات البارزة في اللوحة هي (جويارد، مع المتدربتين ماري جابرييل، وماري مارجريت كارو دي روزموند، وعدد من الرسامين).

من غير المعروف كيف انتقلت جابرييل من حياة متواضعة في المقاطعات حيث كان والدها يعمل خادماً إلى باريس، حيث تدربت كرسامة. هناك تكهنات بأن موهبتها العظيمة ألهمت أحد رعاة الفن المحليين الذي أوعز بتدريبها في باريس، وكانت بدايات الشهرة في استوديو أديلايد جويارد.

وفي سيرتها فقد ارتبطت الفنانة بعلاقات وطيدة مع نخبة من الفنانين والكتاب والسياسيين والممثلين البرجوازيين المثقفين.

 وسرقت واحدة من منمنماتها أثناء العمل على تمثال نصفي لفولتير، الذي يعتبر من أهم وأرقى أعمالها، وعلى الرغم من كونها عرفت في المقام الأول بجودة وشعبية منمنماتها، إلا أنها صنفت كرسامة محترفة على نطاق واسع في ألوان الباستيل والزيت. لها ما يقارب 30 لوحة زيتية و 35 عملاً من الباستيل و 85 منمنمة، ومعظمها موجودة في مجموعات فرنسية خاصة.

عرضت ماري جابرييل أعمالها المبكرة في معرض الشباب بين 1781 و 1783، ولاحقاً في الصالون الباريسي الذي افتتح بعد الثورة الفرنسية. أشاد النقاد بمهارتها في الرسم والتصميم واستخدام الألوان. بحلول عام 1808 برزت كرسامة تاريخ ومن بين زبائنها أفراد العائلة المالكة، ونخبة من الباريسي، مثل المحامي بيير نيكولاس والكاتب المسرحي جوزيف شينييه.

تحرر
تشهد لوحة «مشغل مدام فنسنت» على بداية حركة تحرر المرأة آنذاك، وفقا"  الي موقع الخليج ، ويظهر في الرسم قيام الرسامة جويارد برسم جوزيف ماري فيين، الذي كان مديراً للأكاديمية الملكية الفرنسية في روما، ثم لاحقاً عينه نابليون بونابرت سيناتوراً.
في هذه اللوحة تدعونا ماري جابرييل إلى استوديو زميلتها جويارد التي كانت رسامة شهيرة وناشطة اجتماعية مرموقة، ويظهر الرسم أو هذه اللوحة الجماعية عدداً من الرجال والنساء، لكنها تركز على فنانتين وسط هذا الحشد، فماذا تفعل هاتان الرسامتان وسط هؤلاء؟ هذا هو السؤال الذي طرحته هذه اللوحة الموقعة المرسومة في عام 1808. إنها تخبرنا بالفعل عن حركة التحرر التي كانت تعيشها باريس، وأثرت في حركة الفنون، وبدأت النساء يستفدن من هذه الأجواء جنباً إلى جنب مع الرجال.
تظهر في اللوحة الفنانة ماري جابرييل نفسها، بجانب فنانة أخرى وتظهران في مواجهة الرجلين الجالسين إلى اليمين، إن ذلك يرمز إلى كفاح الرسامات ضد نظرائهن من الرجال الذين بدأوا يشعرون بالغيرة من قوة الفنانات، نلاحظ في الرسم ذلك التناقض الظاهر بين الزي الرسمي لـ (الرجل النموذج) بشعره المستعار، وبين أديلايد جويارد التي ترتدي وشاحاً بسيطاً.
أما الرجل القريب من كتف الرسامة في اللوحة فهو زوجها وأستاذها أندريه فنسنت، الذي كان منافساً لديفيد أستاذ أديلايد، قبل أن يتزوجها عام 1799. تشير هذه الوقفة إلى أستاذ جامعي للفنون الجميلة يقف خلف الرسامة ويشير بإصبعه إلى اللوحة. هذه اللفتة تقول كل شيء عن تبعية التلميذة لأستاذها حتى في عالم الفن. على الرغم من حركة التطور تلك، فقد ظل النشاط الفني الإبداعي منسوباً إلى الرجال في غالب الأحيان، كما توحي هذه اللوحة تماماً، فهي ترسم تحت إشراف زوجها، فهي التلميذة قبل أن تصبح زوجته، واستمر هذا القيد أو هذه التبعية حتى بعد الزواج، علاوة على ذلك، ورغم استمرار العديد من الأزواج في العمل معاً، إلا أن الأعمال الفنية بعد إتمامها غالباً ما تنسب للرجال، أي تكون موقعة من قبل الزوج أو الأستاذ، لكن هذا لم يمنع أديلايد ، من ترك العديد من اللوحات التي تحمل توقيعها وحدها.


أما الفنان الجالس في يمين اللوحة، فهو جوزيف ماري فين، فنان اشتهر بالعمل في بلاط لويس السادس عشر، والآن مع نابليون بونابرت، وقد تخصص في اللوحات التاريخية، وأنجز رسومات كثيرة لعدد من النبلاء، وفي اللوحة تجلس النساء خلف هذا الفنان في إشارة إلى أهميته ومكانته في المجتمع، ما يعني تصنيفهن في الدرجة الثانية في رسم البورتريه.
نخبة
عرضت ماري أعمالها المبكرة في معرض الشباب في 1781 و 1783، وعرضت لاحقاً في الصالون الباريسي عندما افتتح لجميع الفنانين بعد الثورة الفرنسية. تضمنت قائمة أعمالها مجموعة من المنمنمات واللوحات الزيتية والباستيل، وقد تم الإشادة بأعمالها خاصة مهارتها في التصميم واستخدام الألوان. بحلول عام 1808 برزت كرسامة تاريخية، وتم اختيارها من بين رسامين آخرين للعمل لدى العديد من أفراد العائلة المالكة، وأعضاء آخرين من نخبة المجتمع الباريسي، مثل المحامي بيير نيكولاس بيريير والكاتب المسرحي جوزيف شينييه.
تكشف ملابس الرجال في هذه اللوحة عن الزي الرسمي في بداية القرن التاسع عشر، فهم في الغالب يرتدون عباءات أو معاطف باللون الأسود، بينما ترتدي النساء فساتين بسيطة وواسعة، موشاة بزخرفة كلاسيكية، وهذا الزي يكشف من جهة ثانية، أن حرفة الفن عند النساء كانت جادة ومهنة يعتز بها، تثبت النساء من خلالها مكانة عظيمة، وكأن هذه اللوحة تدشن بياناً نسوياً من خلال الفن.