كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن أكثر من 3500 لاجئ إريتري رحلوا قسرا من السودان وعادوا إلى إريتريا، ولم يكشف عن مصيرهم، بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، منتصف أبريل الماضي.
وأوضحت الصحفية البريطانية، أنه عند اندلاع القتال في العاصمة السوداني الخرطوم، ودع الأخوين دهلك وعبدوال بعضهما حيث كان لا يملك الأخير أموالا للرحيل، ودهلك الأصغر سنا، كان لديه بعض المدخرات، لذلك كان بإمكانه تحمل الفرار من المدينة في حافلة مع إريتريين آخرين، واتجه شرقا نحو مخيمات اللاجئين في محيط كسلا، وهي بلدة قريبة من الحدود الإريترية تضم جالية إريترية كبيرة.
ونقلت "الجارديان" عن ناشط حقوقي إريتري مقيم في الخرطوم، - طلب عدم الكشف عن هويته حفاظًا على سلامته – قوله أن دهلك وعدد من الإريتريين الآخرين الذين كانوا في الحافلة من مخيم اللاجئين تم إرسالهم إلى منطقة تسمى البوابة 13 بالقرب من الحدود، حيث أمروا من قبل مسؤولي الأمن الإريتريين بالعبور إلى إريتريا.
وأشارت الصحيفة في تقريرها المنشور أمس الأحد، إلى أن ما حدث لدهلك بعد ذلك يبقى لغزا، حيث فر من قبل من الجيش الإريتري وفر إلى السودان قبل عام ونصف من منطقة تيجراي شمال إثيوبيا، حيث تم إرساله هو وآلاف من القوات الإريترية الأخرى للقتال إلى جانب القوات الإثيوبية خلال حرب الحكومة الفيدرالية ضد تحرير شعب تيجراي.
وقال عبدوال شقيق دهلك "أنا خائف على أخي الصغير، لا نعرف ماذا سيحدث له، ولم يكن لدي المال للذهاب مع أخي، وإلا كنت سأسافر معه"، مضيفا أنه حاول معرفة ما حدث لشقيقه من خلال التحدث إلى إريتريين آخرين استقلوا حافلة الإجلاء من الخرطوم، لكنهم كانوا يخشون التحدث، وقال أقارب له في العاصمة الإريترية أسمرة، لعبدال إن دهلك لم يعد إلى منزل العائلة هناك.
وبحسب الناشط الحقوقي الإريتري، فإن دهلك هو واحد من أكثر من 3500 إريتري تم ترحيلهم قسرًا عبر الحدود إلى بلدة تسيني في الأسابيع الأخيرة. قال الناشط إن 95 من بين الذين يُزعم أنهم رُحلوا، نُقلوا إلى سجن، بينهم ثماني سيدات.
قال الناشط إن الأشخاص في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أخبرهم أن بعض الإريتريين تم إبعادهم عن المخيمات لأن المخيمات لا تحتوي على ما يكفي من الطعام وتفتقر إلى الموارد لشراء المزيد من الطعام. تم الاتصال بالمفوضية للتعليق.
ولفت الناشط إلى أن: "النظام الإريتري وحشي، مبديا قلقه من أن بعض اللاجئين سيختفي إلى الأبد، خاصة أولئك الذين لديهم آراء حول أفورقي، مؤكدا أن غالبية الإريتريين الذين لم يُسجنوا سُمح لهم برؤية عائلاتهم في أسمرة ومدن أخرى.
يذكر أن تسعة إريتريين على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن في القتال الدائر في الخرطوم والخرطوم بحري، والتي تشكل مع أم درمان تكتلا من ثلاث مدن حول التقاء نهري النيل الأزرق والأبيض، وقُتل أربعة في تبادل لإطلاق النار في حي جبارة، حيث يملك زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان "حميدتي" دقلو، وشخصيات بارزة أخرى منازل.
ويستضيف السودان حوالي 1.1 مليون لاجئ في المجموع، 80٪ منهم من جنوب السودان كان ما يقدر بنحو 126 ألف لاجئ إريتري قد استقروا في السودان قبل اندلاع الأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع، منهم حوالي 75 ألفا يعيشون في منطقة العاصمة الخرطوم.
منذ اندلاع أعمال العنف في السودان، فر العديد من الإريتريين إلى الجنوب، ودفعوا ما يصل إلى 410 دولارات مقابل تذكرة ذهاب فقط إلى واو، وهي مدينة تقع في شمال غرب جنوب السودان، وأُجبر أولئك الذين لا يستطيعون تحمل الأجرة في الخرطوم على البقاء مع احتدام العنف من حولهم.