الذي لم أتوقعه ولا حتى طاف بذهني أن الحوار الذي أجريته مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم سوف يقيم ضجة كبيرة ويكون مثار للجدل بين صحيفتين كبيرتين وهما "الأهرام" و"أخبار اليوم" .
القصة باختصار أن جريدة "أخبار اليوم" نشرت خبرا من حواري مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم بعنوان "توفيق الحكيم يتمنى الذهاب الى سويسرا" قالت فيه: ان الكاتب الكبير قال في الحوار لو كان عنده كام ألف جنيه لأمضي أياما فى سويسرا.
بعد نشر هذا الخبر التقط الكاتب الصحفى مصطفى أمين هذا القول للكاتب الكبير توفيق الحكيم وكتب فى عموده "فكرة" ان رجل الاعمال المعروف "نزار العظم" اتصل به وقال له إنه يدعو الكاتب الكبير توفيق الحكيم ليمضي فترة النقاهة التي يريدها في سويسرا على نفقته.
بعد هذا النشر للكاتب الكبير مصطفى أمين، علق الأستاذ زكريا نيل كاتب الشؤون العربية بجريدة الأهرام فى باب "وجهة نظر" بكلمة تحت عنوان: "تحية إلى الحكيم"، كتب فيها: يقينا هناك خطأ في فهم ما قاله الحكيم لو كان عندي فلوس كنت اذهب لاخذ فتره نقاهه بسويسرا.. ويقينا انه لم يقصد ما تعطيه العبارة من معنى حرفي.
وأضاف بأن الحكيم لو أبدى أدنى رغبة في السفر إلى سويسرا ما اعترض أحد فى الأهرام واصفا الحكيم بأنه "كبيرنا فى أسرة الأهرام".
وتناول الكاتب زكريا نيل حق الكاتب الكبير توفيق الحكيم على جريدة "الأهرام" ثم اختتم كلمته بقوله: صحيح أن الحكيم يتصور الآن أن الناس قد نسوه وكلنا يطاردنا مثل هذا التصور في مثل هذه السن لكننا نحن أبناء الأهرام لا ننسى الحكيم.. هو في وجداننا وفي جوانحنا ورابطتنا به رابطة عضوية وروحية، كما أنها رابطة ولاء لأستاذيته.
وأضاف بان "الحكيم خرج من غلاف الإقليمية الى الآفاق العالمية ونحن لن ننسى اي مبدع من كتابنا حتى ولو كان من خارج قلعة الأهرام التي افرزت الرواد من العمالقة".
ختاما.. كانت هذه المعركة التى فجرها حواري مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم فى شهر نوفمبر ١٩٨٤.. كانت أيام وذكريات مملوءة بالحب لعمالقة الفكر والأدب.