بدون أى مقدمات أو مؤشرات صحية سلبية، يخطف الموت المفاجئ الشباب، حيث تعددت حالاته خلال الفترة الماضية، وقد يكونوا في كامل صحتهم ونشاطهم المعتاد دون الشكوى من أمراض معينة، ليرحلوا في هدوء وصدمة كبيرة ممن حولهم، وهو ما حدث مؤخرًا توفى الفنان الشاب مصطفى درويش 43 عامًا دون أي مقدمات، نتيجة إصابته بالسكتة القلبية بشكل مفاجئ.
ارتفعت نسبة الوفاة المفاجئة بين الشباب، فهو النهاية السريعة وغير المتوقعة لكل أنشطة القلب، حيث يتوقف التنفس وتدفق الدم على الفور، في غضون ثوانٍ، يصبح الشخص في عداد الموتى، يعتبر توقف القلب المفاجئ هو فقدان فجائي لنشاط القلب بسبب عدم انتظام ضربات القلب، ويمكن البقاء على قيد الحياة في حالة الرعاية الطبية السريعة.
ويعتبر الموت القلبي المفاجئ لدى الأشخاص الذين يبدو أنهم يتمتعون بصحة جيدة تحت سن 35 أمر نادر الحدوث، وهو أكثر شيوعًا عند الذكور منه عند الإناث، عندما يحدث الموت المفاجئ لدى المراهقين والشباب، يكون ذلك أحيانًا بسبب أمراض القلب غير المشخصة، مثل مرض القلب الوراثي، وقد تتسبب هذه المشاكل غير المكتشفة في وفاة الشاب فجأة أثناء ممارسة النشاط البدني، ويمكن أن يحدث في بعض الأحيان دون بذل مجهود.
وفاة طبيب أثناء العمل
في مارس الماضي، شهدت مستشفى السنطة المركزي التابع لمديرية الصحة بالغربية، وفاة الطبيب أحمد واصف 31 عامًا أثناء عمله، إثر تعرضه لارتفاع مفاجئ في السكر، نتج عنه إصابته بغيبوبة، وجرى نقله إلى العناية المركزة بالمستشفى التعليمي بطنطا ولفظ أنفاسه الأخيرة.
وأوضح زملائه، أنه عقب ذلك جري توقيع الكشف الطبي على الطبيب وتشكيل لجنة من أطباء المخ والأعصاب والبطني لمعرفه أسباب الغيبوبة المفاجئة، وتبين بعد عمل فحوصات طبية وأشعة مقطعية على المخ إصابته بارتفاع مفاجئ في سكر الدم وجرى نقله إلى العناية المركزة داخل المستشفى لتوفير كافة العلاجات الطبية اللازمة، فإنه عقب وضع الطبيب داخل العناية المركزة تدهورت حالتة الصحية، وظهرت عليه علامات ارتفاع حرارة الجسم وسخونية مفاجئة، على الفور تم عمل فحوصات للوقوف على اسباب وظروف وملابسات الحالة وتبين إصابته بالتهاب فيروسي في المخ، وجرى التواصل مع الدكتور أسامة بليل وكيل وزارة الصحة بالغربية للاخطاره بالحالة الصحية للطبيب.
18 مليون حالة وفاة سنويًا بأمراض القلب والسكتات الدماغية
أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، تعد السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث يتوفى بسببها ما يقرب من 18 مليون شخص سنويًا.
أسباب الموت المفاجئ للشباب
أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أن الموت المفاجئ خاصة في الأعمار الصغيرة، يرجع إلى العديد من الأسباب بينها مرض السكر، مضيفًا أن الشخص قد يعاني بعض الأمراض في القلب، مثل القصور أو المرض في الصمامات، أو ضغط دم متذبذب قد يرتفع فجأة ويسبب مشكلة في الشرايين أو نزيفًا في المخ، حيث أن الشريان الأورطي قد يتعرض لنوع من الانتفاخ والتمدد يتسبب في انفجاره بصورة مفاجئة، مشددًا على أهمية الكشف الدوري على جسم الإنسان، خاصة بعد سن معينة.
وأوضح مستشار الرئيس للصحة، في تصريحات صحفية، أن المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، ساهمت في تحديد نسبة إصابة المصريين بضغط الدم، منوهًا أن المشكلات في الشرايين والسكر، أمور قد تؤدي إلى الموت المفاجئ، مشددًا على أهمية متابعة الأمراض المزمنة بدقة وعلاجها، واستمرار الكشف والمتابعة بصورة سنوية على أعضاء الجسد، فإن وجود حالة مرضية عائلية متكررة حافز لإجراء الفحوصات، وكذلك الشعور بألم في الصدر بعد مجهود أو انفعال أو أي أمر آخر، مجددًا التأكيد على أهمية التأكد من عدم وجود مشكلة في القلب.
وتابع: «أحيانًا تحدث جلطات ممكن تتحرك فجأة من القدمين والحوض إلى الرئتين وتكون جلطة رئوية حادة، ولذلك نؤكد أهمية الكشف الدوري المتكرر، للتأكد من عدم وجود أمراض تؤدي لتلك المشكلات».
الكشف المبكر
حذر الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، من ظاهرة الموت المفاجئ، وذلك بعد وفاة الفنان مصطفى درويش، قائلًا: «خلي بالكم من الوقاية من السكتة القلبية، بالفحص الشامل للقلب والاكتشاف المبكر للضغط والسكر والكولسترول وضبطهم، والتخسيس والمشي، وتجنب التدخين، والمسكنات والمخدرات والانفعالات والحزن وضغوط الحياة والمنشطات والمكملات».
وتابع «شعبان» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الموت المفاجئ وتوقف القلب كاد أن يصبح وباء يهدد قلوب شباب المصريين نتيجة انتشار العوامل المسببة لها بين الشباب.