اختتمت في العاصمة الكاميرونية ياوندي أعمال الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين مصر والكاميرون والتي عقدت على مدار يومي 4 و5 مايو الجاري، برئاسة السفير محمد البدري مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية للوفد المصري، فيما ترأس الوفد الكاميروني خلال المشاورات Chimoun Oumarou سكرتير عام وزارة الخارجية الكاميرونية.
شهدت المشاورات استعراض الأوجه المختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث سبل تطويرها، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وتشجيع الاستثمار في مختلف المجالات ومنها الصناعات التحويلية والصناعات الوسيطة، ومشروعات البنية التحتية التي تتمتع فيها مصر بخبرة كبيرة، فضلا عن التعاون في مجالي الصحة والدواء.
في هذا السياق، استعرض السفير البدري المبادرات الرئاسية المصرية ذات الصلة، ومنها مبادرة علاج مليون أفريقي من فيروس سي استفادة من الخبرة المصرية في هذا المجال، ومبادرة تقديم 30 مليون جرعة لقاح كورونا إلى الدول الأفريقية، كما تطرقت المباحثات إلى العلاقات في المجالين التعليمي والثقافي، وكيفية تعظيم الاستفادة من المنح الدراسية التي يقدمها كل من الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالي للطلاب الكاميرونيين.
وأكد السفير البدري أن المشاورات تضمنت النقاش حول المسائل والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي أبرزت المشاورات وجود تقاربا في الرؤى بين البلدين، ومنها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومسائل التنمية والإعمار ما بعد النزاعات، والتطورات في السودان وليبيا ومنطقة بحيرة تشاد والأوضاع في الشرق الأوسط وفي منطقة التجمع الاقتصادي والمالي لدول وسط أفريقيا، إضافة إلى قضية سد النهضة والتي استعرضها الوفد المصري بشكل مفصل، بما في ذلك ما تشهده المفاوضات من حالة من الجمود مع الجانب الأثيوبي في الوقت الحالي، حيث تم التأكيد على ما تمثله قضية سد النهضة من أولوية وجودية تمس حياة الشعب المصري بأكمله.
من جانبه، أشاد الجانب الكاميروني بما تتمتع به مصر من ريادة على المستويين الأفريقي والدولي، والمبادرات المختلفة والتحرك الدبلوماسي المكثف لما فيه صالح القارة، كما أعرب الجانب الكاميروني عن تقديره للتنسيق والدعم المتبادل بين مصر والكاميرون في مختلف المحافل الدولية.
هذا، وقدم سكرتير عام وزارة الخارجية الشكر لحكومة جمهورية مصر العربية على مساعدتها في إجلاء المواطنين الكاميرونيين الذي لجئوا للحدود المصرية هربا من الاشتباكات الأخيرة في السودان، واستقبالهم بحفاوة وود وتوفير احتياجاتهم، مطالبا المجتمع الدولي بمد يد العون لمصر في التعامل مع هذه الأزمة.