اهتزت مدينة نابولي الإيطالية، بحسم فريق الجنوب بطولة الدوري الإيطالي لصالحه وحصده اللقب الغائب منذ 33 عامًا عن خزانة النادي، حينما تعادل نابولي مع أودينيزي بهدف لمثله على ملعب فريولي، ضمن منافسات الجولة 33 من مسابقة «السيري آ»، ليطلق حكم اللقاء روساريو أبيسو، صافرة نهاية المباراة، معلنًا تتويج كتيبة المدرب لوتشيانو سباليتي بالإسكوديتو، لتقتحم جماهير الفريق أرضية الملعب احتفالًا بتحقيق حلمهم الذي طال انتظاره لسنوات طويلة، وقبل نهاية المنافسات بـ5 جولات.
ونجح نابولي في حصد لقب بطولة الدوري الإيطالي للمرة الثالثة في تاريخه، بعدما وصل إلى 80 نقطة على صدارة جدول ترتيب الكالتشيو، بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه لاتسيو، وكان أحد أهم أسباب الفوز بلقب الموسم الحالي، الجوهرة الجيورجية خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي أطلقت عليه جماهير الفريق مارادونا الجديد أو «مارادونا الجورجي»أو «كفارادونا»، في محاولة لتخليد أسطورة النادي دييجو أرماندو مارادونا، الذي رحل عن عالمنا في 25 نوفمبر 2020.
وكفاراتسخيليا ضمه سباليتي لكتيبته في صيف العام الماضي، ليكون أحد العناصر الأساسية التي أسهمت في الحصول على الدوري الإيطالي بعد عناء كبير للمدينة بأكملها التي خرجت للاحتفال في الشوارع حتى صباح اليوم التالي، بعد مساندة قوية للفريق طوال الموسم لتحقيق الحلم بالتتويج بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخ النادي، والمرة الأولى منذ عام 1990 منذ عهد الأسطورة مارادونا، الذي قاد نابولي لآخر لقب من البطولة.
واحتفلت جماهير فريق الجنوب بشكل مميز بالشماريخ والألعاب النارية، فضلًا عن تعليق صور مارادونا في كل أنحاء المدينة والمنازل والطرقات، حيث يعتبرون النجم الراحل أسطورتهم الخالدة، وعلى الرغم أنه فارق الحياة ولكنه لم يخرج من قلوبهم إطلاقًا، معتبرين إياه بطلهم الأوحد وملك المدينة الأول وسيظل كذلك كثيرًا، مؤكدين أن لا أحد يأتي في مرتبة الملك مارادونا، الذي سمي ملعب نابولي باسمه تكريمًا له في مماته.
وقبل أشهر قليلة، ابتسمت الساحرة المستديرة لنجم منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي بعد سنوات عجاف، لم يستطع فيها التتويج ببطولة كأس العالم، التي خضعت للبرغوث أخيرًا في أرض عربية في مونديال استثنائي أقيم في نهاية العام الماضي، حتى جاء يوم 18 ديسمبر 2022، حينما فاز "التانجو" على الديوك الفرنسية بركلات الترجيح، ليظل تاريخًا خالدًا في أذهان جماهير التانجو وميسي والعالم، عندما رفع قائد المنتخب الأرجنتيني الكأس مستحضرًا روح الأسطورة مارادونا، في آخر مرة توج فيها منتخب الأرجنتين بالمونديال وذلك في عام 1986، وهي النسخة التي حصل خلالها مارادونا على أفضل لاعب في البطولة، ليعود ميسي أيضًا ويحصد جائزة الأفضل في النسخة 22 من كأس العالم، لتسير كرة القدم على سيرة الأسطورة الراحل دييجو أرماندو مارادونا، ويهتدي نجوم العصر الحالي بخطاه لتحقيق الأمجاد وإحياء عهد نجم من أفضل من أنجبته الساحرة المستديرة حول العالم وعبر التاريخ.
