قال أحمد الدريني، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إنه ليس متخصصا فى الآثار، ولكن فى مجال تخصصه إنتاج الأفلام الوثائقية، يستطيع أن يميز الخلل، ففيلم "كليو باترا"، ليس مخصصاً للملكة كليوباترا فقط، وإنما ضمن سلسلة أجزاء أو جزء من فيلم يتحدث عن ملكات إفريقيا، لافتا إلى أن هذا الفيلم جاء ضمن خيط ناظم أو إطار عريض وتم الزج بكليوباترا عنوة فى أحداث الفيلم الذى يتحدث عن ملكات فى غرب ووسط أفريقيا، فما تصنيفه للأفريقيات هنا، هل هن من حكمن على أرض إفريقيا، أم أصولهن إفريقية.
وأضاف الدرينى خلال مشاركته في صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تحت عنوان "الأفروسنتريك... محاولات مستمرة للسطو على الحضارة المصرية": "من أنتج هذه القصة والمنتج المنفذ ومن علق عليها، جادا سميث، وهى زوجة الممثل الأمريكى ويل سميث وهى سمراء البشرة وهذا لا يعيبها، نحن إزاء مسألة فيها حس غير منضبط".
واستطرد: "أيضاً البرومو الخاص بالفيلم، عندى مشاكل فيه لما أجى اشتبك معاه على مستوى الصنعة والعلم الفكرى اللى بيحكم، أى صنعة فى الدنيا، هنلاقى شيلى هاللى، إحدى المسئولات علميا عن الفيلم، طالعة تقول إن جدتى كليوباترا سوداء مهما أخبروكى غير ذلك فى المدرسة، طيب روايات جداتنا ليست حجة على العالم، الحالة الوحيدة اللى أقبل فيها رواية جدتك إنها تكون عاشت 2500 سنة، وتكون شاهد عيان، إنما لما يكون المسئول العلمى عن الفيلم عنده الحجة روايات جدته هتتعامل معاه إزاى".
واستكمل الدرينى: "هناك أخطاء أخرى، لما تلاقى أحد ضيوف الفيلم يقول إنه يتخيل كليوباترا، يعنى كلام مرسل وفارغ ولا يعتد به ولا يعتبر من الأسانيد العلمية، إحنا أمام حالة تتحدث عن الجدات وحكاياتهن، وضيوف تقول إحنا نتخيل، فى حالة من الميوعة تخلق مشكلة كبيرة، الجاردن بتقول إن (BBc)، عملت فيلم وبتقول إن كليوباترا كانت سمراء، وكمان شيكسبير فى رواياته قال إن كليوباترا لون بشرتها أسمر مائل للصفار، طيب هل برضوا شيكبير اللى من 400 سنة حجة، هل نص أدبي خيالى يبقى حجة على لون بشرة كليوباترا، كل ده مسألة غير علمية، وخلل كبير".
وتابع: "فى اختلاف بين الدراما والوثائقى، الدراما ممكن تجيب أى ممثل أى لون ونتفق إن فى خيال هنا فى إيهام للمشاهد إن ده بيمثل دور، لكن لما نقول وثائقى يبقى هنا بنتكلم عن وثائق، يبقى دورنا نستعرض السيناريوهات، ولازم يكون فى توثيق، ما يحدث هو حالة ابتزاز عكسى، أنت اضطهدتنى خلاص أنا بعمل رد عليك يقولك مش عارف مين بنوا الهرم، طيب اللى بنوا مفيش حاجة تانى بنوها غير فى الجيزة، فى أمور بديهية مش محتاجة تكون متخصصة، كل أزمة مثل هذه هى فرصة موضوعة لعمل فيلم وثائقى".
ونوه إلى أن الهدف من هذه النوعية من الأفلام، أمرين، أولهما: "الفوضى وقلة الدراية، والخبرة والاحتراف، فى كل بلد فيها ناس جانجة ولهم أنصار وممولين"، والثانى: "لو كانت عمدية أو غير عمدية وجبت المواجهة مين اللى بيعمل كده لازم المواجهة".
وقال الدريني: "النهارده عندنا قناة وثائقية عمرها 100 يوم، تستهدف كل الخط الزمنى فى مصر، وكل فرصة موضوعية هنوضحها، وكل أزمة هى فرصة، وفيلم كليوباترا لسه منعرفش فيه إيه لأنه لسه لم يعرض، كل اللى شوفناه البرومو اللى هو النخبة المنتقاه من الفيلم اللى بيختارها صناع الفيلم بعناية، ممكن يكون فى الفيلم بلاوى، هنلاقى حاجة كوميدية كبيرة".
أدار الحوار خلال الصالون أحمد مبارك عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون، الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور خالد سعد، الخبير الأثري بوزارة السياحة، وأحمد الدريني، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ولطفي سلمان، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
يذكر أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أعلنت عن إطلاق سلسلة من الصالونات النقاشية، تبث مباشرة على الصفحة الرسمية للتنسيقية، مع المتخصصين من كافة التيارات والاتجاهات حول القضايا التي يتم ضمن أجندة الحوار الوطني.