وجه السفير الصادق عمر عبد الله سفير السودان القائم بالأعمال لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية وأجهزة الدولة المصرية لتسهيل عبور السودانيين العالقين في المعابر ووقوف مصر إلى جانب السودان في الأزمة الراهنة، قائلا" نثق في أن مصر تدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة، فمصر هي أقرب دولة لنا وهي شريك استراتيجي ولها ثقل عربي ودولي لا يستهان به،
وأعرب السفير السودانى عن ثقته في أن مصر توظف كافة إمكانياتها لإعادة الاستقرار والسلام في السودان في هذه المرحلة الحرجة، كما أن العالم كله يثق في مصر وكذلك الشعب السوداني يثق في مصر ولا يشك لحظة في وقوفها إلى جانب السودان ودعمه في هذه اللحظة الحرجة.
وأضاف في حواره ل"البوابة نيوز " إن المبعوث الرئاسي السوداني جاء الى القاهرة حاملا رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كما أطلع خلال زيارته الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على مستجدات الوضع في السودان.
وشدد على أن قوات الدعم السريع هي مجرد ميليشيا طارئة اضطرت الظروف إلى ضمها للقوات المسلحة السودانية في وقت من الأوقات، وأصبح لديها أجندة خاصة وتحولت الى دولة داخل الدولة .
وأكد السفير السوداني أنه لا توجد دولة تقبل بهذا الوضع الشاذ ورغم ذلك لم يبدأ الجيش السوداني بالهجوم فمن المستحيل أن يقوم الجيش ببدء الهجوم ولكن قوات الدعم السريع هي التي بدأت هذا الهجوم الغادر والتمرد، معربا عن أمله في أن تكون القمة العربية المقبلة في السعودية فرصة لتهدئة الوضع في السودان وإنهاء الحالة الراهنة وان تساهم في تعزيز الجهود العربية وتكامل المبادرات لحل الأزمة في السودان.
فيما يلي نص الحوار........
**ماذا عن حقيقة الوضع الحالي في السودان ؟
حاليا الوضع الحالي في السودان يسير في اتجاه حسم الأمور لصالح القوات المسلحة السودانية والقضاء على التمرد الذي نظمته قوات الدعم السريع، وللأسف الأحداث التي جرت في السودان بدأتها قوات الدعم السريع من خلال التمرد على القوات المسلحة السودانية رغم أنها كانت جزء منها، إلا أنها رفضت الانصياع القوات المسلحة السودانية و استمرت في المماطلة حتى وصلت الى حالة الانفلات والانقلاب الحالية ونحن كحكومة شرعية ندين بشدة تمرد قوات الدعم السريع ونؤكد أننا جميعا في السودان نقف خلف القوات المسلحة السودانية فالجيش هو المؤسسة التي تحمي البلاد.
أما قوات الدعم السريع فهي مجرد ميليشيا طارئة اضطرت الظروف إلى ضمها للقوات المسلحة السودانية في وقت من الأوقات، وأصبح لديها أجندة خاصة وتحولت الى دولة داخل الدولة، ولا توجد دولة تقبل بهذا الوضع الشاذ ورغم ذلك لم يبدأ الجيش السوداني بالهجوم فمن المستحيل أن يقوم الجيش ببدء الهجوم ولكن قوات الدعم السريع هي التي بدأت الهجوم.
**كيف ستتعاملون مع القوات التابعة للدعم السريع ؟
ليس لدينا مشكلة مع القوات الموجودة في الدعم السريع ولكن المشكلة مع قيادة الدعم السريع، فالقوات الموجودة في الدعم السريع هي قوات تتبع القوات المسلحة السودانية وقد صدر بحقهم عفو ووجهنا نداء لهذه القوات بتسليم أسلحتهم والامتناع عن التمرد.
**هل لمستم استجابة من قوات الدعم السريع لهذا النداء الذي صدر من قيادة الجيش السوداني؟
نعم هناك استجابة من أعداد كبيرة قاموا بتسليم أسلحتهم ولكن هناك جزء تحول إلى عصابات تقوم بعمليات السلب والنهب وتمارس الترويع ضد المواطنين.
**ماذا عن زيارة المبعوث الرئاسي السوداني إلى مصر ؟
المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني هو السفير دفع الله الحاج علي، وهو مبعوث رئاسي تم تعيينه مؤخرا حيث كان في السعودية لحظة حدوث الانقلاب وهو يقوم بجولة في المنطقة لشرح طبيعة الأحداث في السودان وبدأ هذه الجولة بالقاهرة، حيث جاء الى القاهرة حاملا رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كما التقي خلال زيارته الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
**كيف تنظر الى الدور الذي تقوم به الجامعة العربية لدعم السودان ؟
نشكر مجلس الجامعة العربية حيث عقد على مستوى المندوبين الدائمين ، وهي أول منظمة تعقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع في السودان وأصدرت بيان لدعم السودان وأعلن المندوبون الدائمون لدى الجامعة تضامنهم مع السودان كما أطلق أبو الغيط مبادرة لدعم السودان، ونؤكد أن السودان يثق في اشقائه العرب وعلى رأسهم مصر، ولدينا ثقة في أن الجامعة العربية لن تخذله خاصة أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع في السودان.
**هل ستطالب السودان، الجامعة العربية والمجتمع الدولي، باعتبار قوات الدعم السريع جماعة ارهابية على غرار ما تم مع الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان؟
قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات كبيرة بحق البعثات الدبلوماسية والمواطنين والطلاب في السودان وخلال اجتماع المندوبين الدائمين الذي عقده مؤخرا لبحث الوضع في السودان، ذكرت في كلمتي أن قوات الدعم السريع ارتكبت الكثير من الجرائم بحق البعثات الدبلوماسية والمواطنين والأجانب، والسودان يرصد كل هذه الانتهاكات ويسعى بما له من أدلة لتقديم الحيثيات إلى كافة المنظمات والمجتمع الدولي وبالنسبة لنا في السودان فإننا نعتبر قوات الدعم السريع جماعة ارهابية ونسعى من خلال الأدلة التي لدينا لتقديمها للمنظمات العربية والدولية.
**ماذا عن الجالية السودانية في مصر وكيف يسير الوضع في المعابر وهل هناك عالقين الآن؟
في الحقيقة المعابر كان فيها تكدس كبير من السودانيين والدبلوماسيين والأجانب وتم إجلاء عدد كبير من خلال معبر أرقين ومعبر قسطل في وادي حلفا، وشهدت المعابر تكدس كبير منذ اندلاع الأزمة، وتحركت سفارة السودان بالقاهرة في اتجاهين، الاتجاه الأول مع الجانب المصري والثاني مع الجوازات السودانية لحل أزمة السودانيين الذين لم يكن معهم جوازات سفر او تأشيرات.
ونشكر مصر لجهودها في تقديم التسهيلات للعالقين السودانيين ودخولهم إلى الأراضي المصرية وتقديم كل الدعم والمساعدة من خلال الإسعاف أو الأدوية أو الطعام، وهناك تنسيق مصري سوداني على أعلى مستوى، وحاليا بدأ التكدس في التلاشي ولكن تواجهنا مشكلة بسيطة وهي مشكلة بعض العالقين الذين ليس لديهم تأشيرات لدخول مصر، ومصر لم تغير إجراءاتها فهناك فئات عمرية تحتاج إلى التأشيرة ويقوم مكتب القنصلية في وادي حلفا بمنح تأشيرات للعالقين وتم تسهيل دخول عدد كبير.
**مصر تقوم باتصالات غير مسبوقة لدعم السودان سواء على مستوى وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية.. كيف تنظرون الى الدور الذي تقوم به مصر لدعم السودان خلال الأزمة الراهنة ؟
بالطبع نوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة السلطات المصرية وأجهزة الدولة المصرية لتسهيل عبور السودانيين العالقين في المعابر ووقوف مصر إلى جانب السودان في هذه الأزمة، ونثق في أن مصر تدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة، فمصر هي أقرب دولة لنا وهي شريك استراتيجي ولها ثقل عربي ودولي لا يستهان به، ونثق في أن مصر توظف كافة إمكانياتها لإعادة الاستقرار والسلام في السودان في هذه المرحلة الحرجة، كما أن العالم كله يثق في مصر وكذلك الشعب السوداني يثق في مصر ولا يشك لحظة في وقوفها إلى جانب السودان ودعمه في هذه اللحظة الحرجة.
ونتمنى انقشاع الأزمة الحالية في السودان لتعزيز التعاون مع مصر وتحقيق انسياب المعابر والربط الاستراتيجي للبنى التحتية بين البلدين وتطوير العلاقات بين مصر والسودان بما يحقق مصلحة الشعبين المصري والسوداني.
**أيام قليلة وتنعقد القمة العربية القادمة في السعودية.. ما الذي تأمله السودان من هذه القمة ومدى أهميتها لحلحلة الأزمة السودانية؟
بالطبع السودان يولي هذه القمة اهتماما كبيرا حيث تنعقد في توقيت هام وحساس، وهناك موقف مشرف لمجلس الجامعة العربية الذي عقد بشكل طارئ على مستوى المندوبين لدعم السودان، لذلك فإن هذه القمة مهمة وتطور إيجابي يتزامن مع الأزمة السودانية ونعتبرها عامل كبير لتهدئة الوضع في السودان وإنهاء الحالة الراهنة في السودان وفرصة مناسبة لتعزيز الجهود العربية وتكامل المبادرات لحل الأزمة الراهنة في السودان ونثق في كل الدول العربية ودورهم الكبير لدعم السودان.
**هناك تقارير إعلامية عن تكدس الجثث في شوارع السودان..ماذا عن حقيقة الوضع الإنساني في السودان الآن ؟
بالفعل هناك جثث كثيرة في بعض المناطق أغلبيتها جثث للمتمردين حيث يهربون ويتركون جرحاهم وبعضها بدأ في التحلل والوضع الإنساني صعب للغاية في السودان، ونأمل في حدوث انفراجة للأزمة الراهنة.