اتصالات مكثفة وحراك عربى كبير لدعم السودان
اجتماعات طارئة لوزراء الخارجية والصحة والشئون الاجتماعية العرب..ومجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين.. لبحث سبل إنهاء الأزمة
كتبت - رضوى السيسي
تشهد القاهرة حراك عربي كبير لبحث تداعيات الأزمة السودانية، وسبل تهدئة الأوضاع في السودان لوقف نزيف الدم، حيث قام المبعوث الرئاسي السوداني السفير دفع الله الحاج علي، مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني، بزيارة الى القاهرة التقى خلالها وزير الخارجية سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية، مطالبا جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي بالاضطلاع بدور في الهدنة الإنسانية المقترحة في البلاد، وكذلك الدول التي اقترحت الهدنة مثل السعودية والولايات المتحدة، معربًا عن استعداد الجيش السوداني لقبول هذه الهدنة من أجل مساعدة المدنيين العالقين بسبب المعارك.
وأكد دفع الله الحاج علي - أن زيارته للقاهرة لبحث أزمة السودان، تأتي في ظل العلاقة الوثيقة والتاريخية بين البلدين.
وشدد على أهمية تحقيق الاستقرار في السودان؛ نظرًا لأهميته من الناحية الجغرافية والسياسية في قلب إفريقيا، محذرًا من أن تفكك السودان ستكون له تأثيرات كبيرة في المنطقة.
وقال: "عندما تنتهي هذه الأزمة بانتصار الشرعية سيتم ترتيب عملية سياسية سودانية لا يتم فيها إقصاء أي طرف إلا ما اتفق عليه السودانيون".
وناشد مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج علي، المجتمع الدولي أن يتعامل مع ما يحدث على أنه أمر داخلي، وقال"لا نقبل أي تدخل خارجي"، موضحًا أنه أطلع أبو الغيط على تطورات الأوضاع بالسودان.
وشدد أن على الهدنة المقترحة هي هدنة إنسانية ونعول على الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للاضطلاع بدور في هذه الهدنة وكذلك الدول التي اقترحت هذه الهدنة.
وأضاف "أن قوات الجيش تسيطر على الوضع تمامًا، ولكنها تتوخى الحذر، حتى لا يتضرر المدنيين".
وقال إن القوات المسلحة سمحت بوصول المساعدات الإنسانية عبر مطار الخرطوم ونظمت عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب.
وقال إن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان والمجلس العسكري أكدا أن المؤسسة العسكرية على استعداد لتسليم السلطة عبر عملية ترتضيها جميع مكونات الشعب السوداني دون إقصاء.
في سياق متصل التقى المبعوث الرئاسي السوداني مع سامح شكرى وزير الخارجية وأكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن المبعوث السودانى نقل إلى وزيرالخارجية رسالة شفهية من رئيس مجلس السيادة السودانى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى حول تطورات الأوضاع في السودان على ضوء العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من أسبوعين، مقدمًا الشكر لمصر حكومةً وشعبًا على استقبالها بكل مودة وترحاب للمواطنين السودانيين الفارين من نيران الحرب. وهو ما عقب عليه وزير الخارجية بأن توجيهات السيد رئيس الجمهورية لجميع أجهزة الدولة المعنية منذ اليوم الأول، هيتوفير أكبر قدر من الرعاية وحسن الضيافة الأشقاء السودانيين.
وكشف السفير أبو زيد، أن وزير الخارجية أعاد التأكيد خلال اللقاء على موقف مصر الثابت والمُعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على دماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وأهمية التزام جميع الأطراف لتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة.
كما أكد وزير الخارجية، على أن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية فى السودان باعتبارها شأنًا داخليًا، ومن هنا تأسس موقفها خلال الاجتماعات التي تناولت الوضع فى السودان فى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، على ضرورة احترام جميع الأطراف الدولية والإقليمية لسيادة السودان وعدم التدخل فى الأزمة بشكل يؤدي إلى تأجيج الصراع وإراقة المزيد من الدماء. كما استعرض وزير الخارجية مجمل الاتصالات التي أجراها مع نظرائه بعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة دوليًا وإقليميًا، مؤكدًا وحدة رسالة المجتمع الدولي الداعية إلى ضرورة وقف الاقتتال الدائر حمايةً لمقدرات الشعب السوداني الشقيق، وحفاظًا على سلامة السودان ووحدته ومؤسساته الوطنية.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، موضحًا أن وزير الخارجية نقل إلى المبعوث السودانى قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأنها لن تألو جهدًا في سبيل مساعدة الأشقاء في السودان على تجاوز تلك المحنة انطلاقًا من إيمانها الراسخ بوحدة المصير والتاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل.
في سياق متصل يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا لبحث تداعيات الازمة السودانية برئاسة مصر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، كما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين الدائمين للمرة الثالثة منذ اندلاع الازمة السودانية، فيما عقدت دورة طارئة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وذلك استجابة للدعوة التي وجهها السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني وسبل التعامل مع التطورات الجارية في السودان ودعم جميع أشكال التنسيق العربي للتعامل الشامل مع الأزمة.
