دقت من جديد منظمة الصحة العالمية؛ ناقوس الخطر والإنذار؛ بشأن تسبب أدوية سعال سامة؛ فى وفاة أكثر من 300 طفل فى 3 دول خلال العام الماضى 2022. وفى يناير الماضى؛ أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا عاجلا لاتخاذ إجراءات سريعة وفعالة بشأن حماية الأطفال من المنتجات الطبية متدنية النوعية والمغشوشة؛ وضرورة الكشف عنها وحماية المواطنين؛ خاصة بعد وقوع عدد من الحوادث ناجمة عن بيع دواء مضاد للسعال للأطفال دون وصفة طبية؛ وتحتوى هذا الدواء على تلوث أومشتبه فيها بمستويات عالية؛ بسبب دخول مادتى ثنائى إيثيلين الجليكول وجليكول الإثيلين ضمن مراحل تصنيع دواء السعال المحذر منه؛ مؤكدة أن 7 دول أبلغت عن حالات تلوث فى هذا الدواء فيما توفى 300 طفل فى 3 بلدان جامبيا وإندونيسيا وأوزبكستان؛ بعد تسمم الأطفال نتيجة جرعات مضادات السعال.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية؛ فى بيانها مادتى ثنائى إيثيلين الجليكول وجليكول الإثيلين كيميائية سامة يمكن أن تكون قاتلة، حتى لو تم تناولها بكميات صغيرة، ولا ينبغى أبدا استعمالها فى العلاجات داعية الدول الأعضاء البالغ عددها ١٩٤ دولة لاتخاذ الإجراءات السريعة لمنع المزيد من الوفيات.
وفى مارس الجارى؛ اعتقلت الشرطة الهندية ٣ موظفين فى شركة ماريون المصنعة للدواء؛ ولا زال البحث عن مديرى الشركة مستمرا؛ بعد أن كشفت الاختبارات المعملية التى أجرت فى مختبرات حكومية هندية بأن ٢٢ من أصل ٣٦ عينة شراب للسعال مغشوشة؛ ونوهت هيئة الرقابة الدوائية فى الهند، إلى إصدار بيان تحذيرى بشأن شراب السعال الذى أنتجته شركة ماريون للتكنولوجيا الحيوية، والتى ارتبطت منتجاتها بحالات وفاة فى أوزبكستان بعد أن أكدت الاختبارات المعملية أن العديد من عينات أدوية الشركة تحتوى على سموم.
حزمة خطوات لإنهاء التلاعب
وبشأن منع تداول الأدوية والمنتجات الطبية غير الصالحة للاستخدام؛ نادت منظمة الصحة العالمية، وشددت على ضرورة الكشف عن المنتجات الملوثة وسحبها من الأسواق؛ إلى جانب زيادة الترصد والحذر على مستوى سلاسل التوريد فى البلدان؛ بالإضافة إلى زيادة المراقبة على الأسواق غير النظامية.
وطالبت منظمة الصحة العالمية؛ بضرورة إبلاغها على الفور حال اكتشف منتج طبى غير صالح للاستخدام؛ وأخطرت شركات التصنيع بأهمية وضرورة إجراء اختبارات للكشف عن أى تلوث ميكروبى، قبل إصدار دفعات المنتجات النهائية للاستخدام؛ إلى جانب أهمية وضرورة الحصول على الأدوية من موردين معتمدين ومرخصين، والتحقق بعناية من أصالة المنتجات وحالتها المادية.
لا وجود لمواد سامة بأدوية السعال فى مصر
وفى خضم التحذيرات الصحية؛ نفى على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية فى مصر، وجود أى مواد سامة بأدوية السعال فى مصر، لافتا فى تصريحات متلفزة إلى أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية اختصت أدوية السعال فى دول بعينها وأنواع محددة.
وأكد، أن صناعة الدواء فى مصر لها ضوابط ومعايير ومحاذير دقيقة للغاية؛ كما تراعى مصر بدقة التركيبات الدوائية وتخضعها للفحص والرقابة والتحليل الدقيق والدورية أثناء وبعد التصنيع والتسويق.
وحول دخول مادتى ثنائى إيثيلين الجليكول وجليكول الإثيلين فى مراحل تصنيع الدواء فى مصر؛ نفى عوف، استخدام مصانع الأدوية فى مصر هذه المواد؛ لافتا إلى أن بعض المصانع فى دول خارجية تستخدم هذه المواد فعالة الإذابة لأنها رخيصة الثمن؛ محذرا المواطنين من شراء المكملات الغذائية، ومستحضرات التجميل والأدوية غير معلومة المصدر.
"إيثيلين الجليكول" مادة سامة
قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد، والمستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء، إنه دائما ما تحذر منظمة الصحة العالمية؛ من أى أدوية أومنتجات يكون لها مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان أو أحيانا تسبب الوفاة؛ ويتم ذلك عبر نشرات توعوية لتجنب هذه الأدوية؛ مؤكدا أن مادتى ثنائى إيثيلين الجليكول وجليكول الإثيلين مواد كميائية تؤثر على وظائف الجسم والأعضاء ويكون لها مضاعفات خطيرة على الكلى.
وأكد عز العرب لـ«البوابة نيوز»، أن تحذير منظمة الصحة العالمية فى يناير الماضى بشأن وجود مواد سامة فى بعض أدوية السعال؛ أدى إلى وفاة ٣٠٠ طفل دون سن الخامسة فى جامبيا وإندونيسيا وأوزبكستان؛ له العديد من الجوانب الإيجابية الهامة؛ أولها تفعيل وتدعيم آليات اليقظة الدوائية والمتابعة الدورية والقوية لأى تحذيرات بشأن الدواء سواء كان فى الداخل أوالخارج.
وأضاف المستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء؛ أن اليقظة الدوائية التابعة لـ هيئة الدواء فى مصر؛ تتابع هذه المركبات المحذر منها وتجرى تقصى دقيق بشأن تواجدها داخل السوق الدوائى المصرى من عندمه؛ مشيرا إلى أنه حال العثور على دواء يحتوى على مواد محذر منها؛ تقوم هيئة الدواء بعمل نشرات ويتم تعميمها على الصيدليات كافة؛ كما أن وزارة الصحة تعمم هذه النشرات على الأطباء لمنع استخدام الأدوية المحذر منها.
وأكد عز العرب، أن هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة؛ تتابع عن كثب منظومة الدواء فى مصر؛ مسترجعا التحذيرات الرسمية التى صدرت سابقا بشأن بعض أدوية الضغط وأدوية المعدة والتى كانت طالتهم تلوث خلال عملية الإنتاج؛ وكان من الممكن أن تؤدى لحدوث سرطانات؛ وهو الأمر الذى دفع وزارة الصحة المصرية وهيئة الدواء بسحب هذه الأدوية من الأسواق ومنع وصولها للمستهلك بعد ثبوت عدم سلامتها.
وأوضح؛ أن مثل هذه التحذيرات تنعكس على المواطن العادى؛ خاصة حال علمه بأن هناك تحذيرات بشأن عدم صلاحية بعض أدوية للسعال وقد تحتوى على مواد سامة؛ وهو الإجراء الذى يتطلب من المواطن عدم تناول أى دواء دون استشارة طبيب.
وشدد على ضرورة توعية المواطنين؛ بأن تناول أى جرعات من الدواء لابد أن يكون بعد إجراء كشف طبى ومدون بروشته طبية؛ خاصة وأن الطبيب يكون على علم بمكونات الأدوية؛ وعلى علم أيضا بالتحذيرات الصادرة بشأن منتجات بعض شركات الأدوية؛ وهو الأمر الذى يجعل الطبيب يتجنب كافة الأدوية المحذر منها.
وحذر المستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء؛ من الذهاب لأى صيدلية أو مخزن أدوية دون روشته طبية؛ مشيرا إلى أنه فى بعض الأحيان تكون هناك أدوية مجهولة المصدر وهو الأمر الذى يعد كارثة؛ مؤكدا أن المؤسسات المعنية بالملف الطبى والرقابة الدوائية فى مصر تعمل بدقة عالية؛ لمنع تسلل أدوية مجهولة المصدر أوغير آمنة للسوق المصرية ومنها للمستهلك.
القضاء على سوق الأدوية المضروبة
من جانبه؛ قال الصيدلى كريم كرم، أمين لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة صيادلة مصر، إن تحذيرات منظمة الصحة العالمية كانت بشأن صنفيين من المواد الكميائية التى تخللت لعمليات الدواء من إنتاج شركة هندية؛ وأدت لـ وفاة ٣٠٠ طفل فى أوزبكستان وجامبيا وإندونيسيا؛ مشيرا إلى أن إنتاج هذه الشركة يصل إلى الفلبين وكامبوديا وعدد من الدول فى جنوب شرق آسيا.
وأضاف فى حديثه لـ«البوابة نيوز»، أن هذه الأصناف فى الأصل مواد كميائية تدخل فى تصنيع الدواء وتكون سامة وتتلوث بها الأدوية؛ مشيرا إلى أن الجرعة المميتة من هذه الجرعات بالنسبة للطفل الصغير يزن ٢٠ كيلو؛ تكون ٢٨ ميللى لترا أو٦ ملاعق صغيرة؛ لافتا إلى أن هذا الدواء يسبب النعاس الطويل للأطفال ويبدأ السم فى الانتشار السريع فى جسم الأطفال؛ وفى بعض الأحيان يصعب اكتشاف إصابة الأطفال بهذا السم بسبب حالة النعاس الطويلة التى تنتاب الطفل.
وأوضح، أن هذه الأصناف تؤثر بشكل كبير على الكلى تصل فى بعض الأحيان لتوقف الكلى نهائيا؛ وهو الأمر الذى أدى لوفاة ٣٠٠ طفل العام الماضى، مشيرا إلى أن جامبيا كانت أولى الدول التى كشفت عن عدم صلاحية هذه الأدوية.
وأوضح كرم، أن هذه الشركة الهندية تصنع منتجاتها الدوائية فى ٦ مصانع فى الهند اندونيسيا؛ أما إنتاجها فيكون فى أفريقيا؛ ولكن ليس لها أى مصانع فى الشرق الأوسط، مؤكدا أن هذه الشركة ليست مكودة فى مصر وإنتاجها لا يصل إلى مصر نهائيا.
وعن استخدام مادة جلايكول الإيثيلين فى تصنيع الدواء بشكل عام؛ قال كرم، إن هذه المواد ليست ضمن مواد تصنيع الدواء فى الأصل؛ ولكن هى ملوثات طالت الدواء خلال مراحل التصنيع؛ مؤكدا أن أى دواء يحتوى على هذه المادة وإن كانت بنسب قليلة؛ ويصبح هذا الدواء مسببا للتسمم، مستشهدا بدواء الضغط الذى تم سحبه منذ فترة طويلة من الأسواق بسبب وجود نسبة زائدة من الشوائب يحتمل أنها مسببة للإصابة بالسرطان.
وأوضح كرم، أنه هناك أدوية تعرف بـ«او تو سى درج» وهى أدوية تصرف بدون روشتة، ومنها أدوية البرد ولكن بشرط أن يتم صرفها بمعرفة الطبيب الصيدلى؛ وان يلجأ عدد كبير من المواطنين للطبيب الصيدلى ويأخذ بوصف الحالة المرضية للطبيب الصيدلى؛ وبناء عليه يصرف الطبيب الصيدلى هذه الأدوية للمريض ويكون ذلك لمدة لا تزيد على ٥ أيام، مؤكدا أن الأصح هو ذهاب المريض للطبيب أولا وليس الصيدلى ومن ثم كتابة روشتة بالعلاج المناسب ويتم صرفها بمعرفة الطبيب الصيدلى. وردا على تساؤل بشأن تراجع دقة تصنيع الدواء فى الهند طبقا للمواصفات السليمة والآمنة، قال كرم، إن الهند تعد المصدر الرئيسى لـ المواد الخام الدوائية على مستوى العالم؛ مشيرا إلى أن المواد الخام الدوائية لها درجات شوائب مختلفة؛ وهو الأمر الذى يختلف فى سعر الدواء ذاته، مؤكدا أن مصر لا تسمح بدخول أى مواد دوائية خام؛ غير مطابقة للمواصفات وآمنة طبية وسليمة بالنسب الصحيحة.
وأكد أمين لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة صيادلة مصر، أن الدواء فى مصر آمن جدا؛ وأى دواء يخضع للعديد من مراحل الفحص والتحاليل وحالة ظهور أى مخالفة يتم سحب الدواء فورا من الأسواق؛ مشيرا إلى أن أى دواء فى مصر بما فيها الشركات الحكومية المصنعة للأدوية تجرى بدقة فائقة جدا اختبارات الجودة والسلامة والصحة المهنية وهو ما يعرف بـ «كواليتى كنترول» على المنتجات قبل وصولها لأيدى المستفيد.
وأوضح، أنه فى حالة وجود دواء فى الأسواق غير آمنة؛ يكون مصدرها التهريب أوصناعة بير السلم؛ مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة من الأدوية المضروبة فى السوق المصرى تتخطى الـ ١٠٪، وما يؤكد ذلك هو الكميات الكبيرة من الضبطيات الأدوية غير الصالحة والذى تعلن عنها هيئة الدواء المصرية؛ لافتا إلى أنه وصل الأمر إلى تقليد المنتجات الدوائية لشركات كبرى؛ وهو ما دفع الشركات للإعلان عن أساليب غش منتجاتها، كان آخرها عبوات مقلدة لحقن فولتارين، وحذرت منها هيئة الدواء المصرية فى نوفمبر ٢٠٢٢، حمل رقم ٣٢ لسنة ٢٠٢٢.
وأشار أمين لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة صيادلة مصر، إلى أن كارثة الدواء فى الأغلب ليست فى الصيدليات؛ ولكن فى التطبيقات الإلكترونية وصفحات الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعى؛ وهو الأمر الذى يعد كارثة؛ فالأولى ليس لها ترخيص صيدلى ولا توجد عليها رقابة وتفتيش بشأن الصيادلة؛ حيث يباع الدواء عن طريق هذه المنصات غير المرخصة «دليفرى»؛ أم الصيدليات فتخضع للرقابة والتفتيش الدورى المحكم، وإن صادف وجود أدوية مغشوشة بالصيدلية؛ فمن السهل معرفة مصدر هذا الدواء وذلك عن طريق فواتير البيع والشراء.
وجدد أمين لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة صيادلة مصر، النداء بضرورة تفعيل آليات التتبع الدوائى فى مصر، مشيرا إلى أن هذا المطلب منذ ٥ سنوات ولم يتم تنفيذه حتى الآن؛ حيث إن تفعيل آليات التتبع الدوائى يمنع نهائيا بيع الأدوية المغشوشة فى الأسواق المصرية، إذ يقوم الصيدلى بتفعيل تطبيق إلكترونى، ويجرى من خلاله «اسكان كود» على العبوة قبل استلامها من المورد؛ ويكشف هذا التطبيق عن كل التفاصيل بشأن تصنيع هذه العبوة وبيان حالة ما إذا كانت مصنعة من مصدرها أم مغشوشة.
كوارث سوق الدواء
من ناحيتها قالت الدكتورة أمل السفطى، مدير المركز القومى للسموم سابقا: إن مادة إيثيلين جلايكول ليست جديدة أومكتشفة قريبا؛ فهى مادة مذيبة ويتم استخدامها فى العديد من عمليات التصنيع لمنتجات مختلفة؛ مثل المواد التى تحتاج عدم التجمد؛ وتدخل فى صناعة «الأحبار- البلاستيك- مستحضرات التجميل»؛ ومؤخرا دخلت مراحل تصنيع الدواء كـ مادة حافظة.
وأضافت فى حديثها لـ«البوابة نيوز»، أنه لا توجد مشكلة فى دخول مادة الإيثيلين جلايكول فى تصنيع الدواء كمادة حافظة؛ ولكن تكمن الخطورة فى زيادة نسبتها فى التصنيع الدوائى؛ وهو الأمر الذى يؤدى إلى تسبب المريض خاصة وأنها يتم امتصاصها من الأمعاء؛ لافتة إلى ضرورة الحذر أو إيجاد بدائل لمادة إيثيلين جلايكول ومشتقاته فى تصنيع الدواء؛ خاصة وأن يستعان بها فى تصنيع دواء للأطفال.
وقالت السفطى، إنه من المفترض أن الأطفال الأقل من ٥ سنوات؛ لا يدخل جسمهم مادة إيثيلين جلايكول؛ ولكن هناك أدوية تحتوى على هذه المادة وخاصة أدوية تخفيض الحرارة للأطفال الأقل من ٥ سنوات؛ ولكن المشكلة الأكبر تكمن فى زيادة جرعات مادة الإيثيلين جلايكول خلال مراحل تصنيع عدد من الأدوية وهو الأمر الذى يعد كارثة؛ خاصة وأنها تسبب تسمم حاد للطفل وبعد نصف ساعة تقريبا من دخول المادة جسم الطفل تبدأ ظهور حالات عصبية على الطفل أو ظهور حالة من المغص والقيئ؛ وفى بعض الأحيان تتسبب فى مرض القلب أو الكلى.
وتوقعت مدير المركز القومى للسموم سابقا؛ ارتفاع أعداد الأطفال الذين توفوا نتيجة تناولهم دواء السعال والمضاف إليه مادة الإيثيلين جلايكولن حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة ٣٠٠ طفل فى ٣ دول عام ٢٠٢٢؛ ويعتقد أن يكون هذا العدد ناتج ما تم تتبعه أو الإبلاغ عنه فقط، خاصة وأن التأكد من وفاة طفل بسبب مادة الإيثيلين جلايكول؛ يحتاج إلى تحليل نسب المادة فى الدم؛ ولكن الاكتشاف المبدئى يكون من خلال قياس نسبة الحموضة والتسمم ووظائف الكلى.
وقالت، إن كل منتج دوائى قبل خروجه إلى السوق يخضع لعمليات قياس وتحليل دقيقة؛ بشأن نسب المكونات والإضافات المسموح بها فى مراحل تصنيع الدواء؛ وذلك قبل وصول المنتج للجمهور؛ وفى حالة وجود شوائب ضارة لمكونات الأدوية يتم إعدام الشحنة؛ أما فى حالة تسبب المنتج لأضرار بالمرضى؛ يتم سحب المنتج الدوائى من السوق ومحاسبة الشركة حسبما تنص القوانين بشأن سوء التصنيع أو الخطأ فى التصنيع.
وحول السوق الدواء فى مصر؛ أكدت السفطى، أن السوق الدوائى والعلاجى فى مصر يخضع لرقابة صارمة ودقيقة بشأن مراحل التصنيع والإنتاج وحتى مراحل ما بعد البيع والتسعيرة؛ أما الضبطيات الدوائية التى يعلن عنها ما بين الحين والآخر من قبل هيئة الرقابة الدوائية ففى الأغلب يكون إنتاج هذا الدواء يكون «تحت السلم»؛ مطالبة بتكثيف الرقابة والتتبع الدوائى فى الأسواق وأن يكون العقاب رادع خاصة وأن هذا المنتج يتحكم فى حياة الإنسان بشكل كامل.
وأكدت أن المكان الصحيح والطبيعى لشراء الأدوية هى الصيدالية؛ وليس الأرصفة أو الأون لاين، فالطبيب الصيدلى على دراية كاملة بمكونات الدواء؛ كما أن صرف الدواء يتم بناء على روشتة طبية بعد توقيع الكشف الطبى على المريض بواسطة متخصص؛ ولكن المشكلة الأكبر فى بعض الأحيان وجود أدوية داخل الصيدليات تم شراؤها من مخازن أو شركات غير مرخصة أو غير مسجلة؛ وهو الأمر الذى تلاحقه هيئة الدواء والرقابة الدوائية بين الحين والآخر لضبط الأسواق ومنع وصول أدوية غير آمنة لأيادى المستفيدين.