على الرغم من إنشاء مصر العديد من الطرق الكبيرة والواسعة التي حظيت بالكثير من الاهتمام والجودة؛ إلا إن حوادث الطرق لاتزال تُشكل أزمة مؤرقة للحكومة حتى الآن. وخلال اليوم وأمس راح ضحية حوادث الطرق أكثر من 20 شخصًا، ونحو 33 مصابًا في حادثتين على إحدى الطرق في الصعيد.
تشهد الطرق السريعة في صعيد مصر حوادث سير متكررة، حيث تتسبب القيادة المتهورة وعدم الالتزام بقواعد المرور وسوء حالة بعض الطرق في وقوع العديد من حوادث السير في مصر. ووفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العام الماضي فقد تسببت حوادث الطرق في مصر في مقتل 7101 شخص في 2021 بما يشكل زيادة بنسبة 15.2% مقارنة بعام 2020.
وخلال السنوات الماضية، أسهمت مصر في رفع كفاءة الطرق بشكل كبير، بحيث بلغ عدد الطرق المرصوفة وفق النشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات عن عام 2020 التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 101500 كيلومتر، من جملة الطرق المرصوفة والترابية على مستوى الجمهورية المقدرة بـ149900 كيلومتر، وعلى رغم هذا التطور الإيجابي، فإن حوادث الطرق ما زالت في تزايد.
وفي مايو 2020، قفزت مصر في التصنيف العالمي لجودة الطرق 90 مركزاً، من المركز 113 إلى المركز رقم 28 عالمياً عام 2019، ما يجعلها تخرج من المنطقة الحمراء لحوادث الطرق، بسبب المشروع القومي للطرق، الذي تم إنشاؤه بإجمالي سبعة آلاف كيلومتر طولي، بحسب الفريق كامل الوزير وزير النقل.
قال سامح السايح، عضو لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، إن معظم حوادث الطرق في مصر تنتج بسبب أخطاء بشرية.
وأضاف، أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا وتوجه معظم استثماراتها لإنشاء طرق جديدة، لخلق شريان جديد للاستثمارات القادمة، متابعًا أن أعضاء لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، عقدوا اجتماعا مع وزير النقل، كامل الوزير، مؤخرا "وأكدنا على ملفين يجب الاهتمام بهما، طرق الوجه الغربي والسكة الحديد".
ولفت السايح إلى أن وزير النقل وجه بالفعل اهتمامه في ميزانيات الوزارة المقبلة لإعادة هيكلة الطرق كلها، مضيفًا أن أعصاء في لجنة النقل والمواصلات اتفقوا مؤخرا على عمل زيارات ميدانية لحصر الطرق المتهالكة على أن نعطي الأولوية لطرق غرب الصعيد في اعتماد الخطة الاستثمارية المقبلة.
في نفس السياق، قال اللواء أحمد هشام، الخبير المروري، إن العامل البشري أو قائد السيارة هو السبب الرئيسي في الحوادث المرورية طبقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، وبالتحديد في الدراسة المقارنة بين عامي 2018، و2019، حيث وجد أنه في عام 2018 وصلت عدد الحوادث إلى 8563، وتبين أن قائد السيارة جاء بنسبة 63.4% كأحد أسباب حوادث الطرق، في حين أنه في عام 2019 بلغت عدد الحوادث 5619، أي قلت بنسبة 40%، وكان السبب صاحب المركبة بنسبة 77.7%.
وأضاف هشام، أن أهم أسباب كثرة حوادث الطرق، عدم وجود الثقافة المرورية لدي قائد السيارة، موضحا أن سائقي الميني باصات أو الميكروباصات يتجاوزون دائما السرعات المقررة بسبب زيادة عدد دورات نقل الركاب التي يقومون بها داخل محافظات الجمهورية، والتي من المفترض أن تكون كحد أقصي 50 كيلو متر في الساعة فقط، وذلك من أجل تحصيل أكبر مبلغ مالي يوميا، ويمكّنه من تسديد أقساط مركبته أو قضاء احتياجاته اليومية وشهواته الخاصة. وهذا كله بدوره يزيد من الحوادث المرورية.
