سلط عدد من كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم /الجمعة/، الضوء على موضوعات ناقشت قضايا تهم الرأي العام.
ففي صحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (الحوار الوطني.. تحويل الأهداف إلى حقائق)، قال الكاتب الصحفي علاء ثابت: "سعدت مثل كل بالروح الجديدة التي تميز فعاليات الحوار الوطني، الذي تشارك فيه كل الأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية والعمالية والجمعيات الأهلية، أي أننا أمام بوتقة تضم مختلف طوائف وتيارات وقوى المجتمع، وهذا حدث استثنائي لم يحدث من قبل، فلم يسبق أن التقت كل فعاليات المجتمع المصري تحت سقف وطني واحد، وبهدف واحد، وهذا في حد ذاته مكسب كبير"
وأضاف الكاتب "أتمنى أن تنطلق كل القوى السياسية والمجتمعية المشاركة وتطرح رؤاها وكأنها من تواجه تلك التحديات وأمامها كل ملفات العمل الوطني، وتقدم رؤاها في كيفية التصدي لها، دون أن تسعى لإثبات تميزها عن الآخرين، أو تبرز اختلافها، وأن تقدم ما يمكن تنفيذه على أرض الواقع، وأن نراعى الظروف المحلية والدولية".
وتابع بالقول:"علينا أن نتجاوز ظاهرة الكيد السياسي التي طالت وأضرت تجاربنا الحزبية السابقة، والتي كان يسعى فيها كل حزب إلى رفع الصوت بالإساءة والمزايدة، متصورا أن هذا هو العمل السياسي والحزبي، وأظن أن تجربتنا نضجت، ويمكننا أن نتحاور بشكل ودى ومتجرد من الحسابات الشخصية الضيقة، لأننا أمام معضلات ضخمة، وأزمات وتحديات جسام، تحتاج من كل حزب أو نقابة أو جمعية أهلية أو غيرها من الهيئات المشاركة أن تضع في اعتبارها غاية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، من أجل رسم ملامح المستقبل، والمضي قدما ليكون بلدنا في مكانة أفضل، ونحن نستحق ذلك".
وفي مقاله /بدون تردد/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (الحوار الوطني والجمهورية الجديدة)، قال الكاتب الصحفي محمد بركات إن الحوار هو أول مظهر من مظاهر الديمقراطية، فلا حرية ولا ديمقراطية دون حوار، ودون القدرة والرغبة في الاستماع لوجهات النظر الأخرى، ودون فحص وتمحيص وتأمل في رؤى الآخرين.
وأضاف الكاتب أن الحوار مع الآخرين وتبادل الرأي معهم والتوافق أو الاختلاف مع رؤاهم ومواقفهم تجاه القضايا الحياتية المختلفة، سواء كانت قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، هي ضرورة لابد منها لسلامة المجتمع وحيويته، في إطار السعي اللازم للحفاظ على أكبر قدر من الاستنارة المجتمعية والوعى العام وأيضا السلام الاجتماعي.
وأوضح أنه - في إطار الحوار الوطني الشامل بين القوى المدنية والفاعليات السياسية والفكرية والنقابية، المشكلة للمجتمع والمكونة لأطيافه المختلفة، على تعدد وتنوع فئاتها وتوجهاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية - يمكن أن تؤدى إلى صيغة متوافق عليها، لرؤية مجتمعية شاملة للثوابت والمبادئ والأسس الرئيسية التي تقوم عليها الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية التي نسعى إليها في ظل الجمهورية الجديدة، مشيرا إلى أنه في ضوء ما جرى ويجري على الساحة المصرية -خلال الأيام القليلة الماضية- وما شهدته الساحة من ترتيب وإعداد للحوار الوطني الذي انطلقت بداياته الشاملة، نجد أن هناك أملا كبيرا ومتزايدا في أن ينجح الحوار بالفعل، في التعبير بصدق وأمانة عن مجمل المصالح الوطنية والقومية للوطن بكل قواه المجتمعية.
وتابع الكاتب أن هناك أملا كبيرا في ترسيخ وتعزيز مبدأ المشاركة المجتمعية، وتفعيل الاهتمام الجمعي بالشأن العام والتوافق حول الخطوط الرئيسية للمسيرة الوطنية في المرحلة القادمة.. والمتابع للتطورات الجارية على الساحة المصرية خلال السنوات التسع الماضية، يدرك الأهمية الخاصة للحوار الوطني الشامل في هذا التوقيت، بعد أن استطاعت مصر بالفعل تقوية ودعم الأسس الثابتة للدولة الوطنية، وإقامة القاعدة والأساس الصلب للانطلاق نحو المستقبل الأكثر إشراقا بإذن الله.
واختتم بركات بالقول:"في هذا الإطار أصبح من الضروري الإدراك المتصاعد لدى الجميع بأهمية الحوار الإيجابي الشامل، والاستماع إلى كل الرؤى والاجتهادات للوصول إلى توافق عام على الثوابت الوطنية، التي تحكم وتحدد المسيرة الوطنية في المرحلة المقبلة، انطلاقا وتأسيسا على مبدأ أن الاختلاف في الرؤى لا يفسد للوطن قضية".
وفي صحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (الله أعلم) قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة إن هناك دولا وشعوبا ضاعت وسقطت وانهارت بسبب رأي أو فكرة أو فتوى، ولعل الإرهاب والتشدد والتطرف، هو نتاج فكرة خبيثة وفتوى باطلة ترسخت في عقول البعض، مشيرا إلى أن هناك أحاديث مهمة للرئيس عبدالفتاح السيسي في هذه القضية الحيوية والمهمة للحفاظ على عقل ووعي الشعوب والحفاظ على الأوطان.. وأنه كان مخططًا عقد مؤتمر لقضايا الشأن العام لكن ظروف جائحة «كورونا» والحرب الروسية- الأوكرانية أخرت هذا المؤتمر.
وأضاف الكاتب، أن الكثير من الكوارث والأخطاء والتداعيات تحدث نتيجة الإقدام على الحديث في قضايا الشأن العام، قضايا (الدين والسياسة والاقتصاد) ربما تكون نتائج مدمرة ومهلكة، أو تدفع ثمنها الشعوب والدول أو تثير مخاوف وفزع وشكوك البعض، فالكلمة وبحق أمانة ومسئولية أمام الله، لافتا إلى أن "السوشيال ميديا" تحديدًا هي أرض خصبة لأحاديث الإفك والأكاذيب والحديث بدون علم أو أهلية من غير ذوي الخبرة والجدارة والأهلية للحديث في هذه القضايا المهمة.
واختتم توفيق بالقول:"الحديث بدون علم أو سند وبلا أهلية وجدارة وغياب المعلومات والبيانات والأرقام والحقائق والخبرات، هو أخطر عدو يواجه الأمم والأوطان؛ لذلك علينا مواجهة هذه الظاهرة من المهد إلى اللحد.. فالأمم والأوطان تحيا بأفكارها ومعلوماتها ووعيها وفهمها وأصبح ذلك قضية أمن قومي لابد من تربية وتأهيل وتدريب وتثقيف الشعوب على اكتساب فضيلة الله أعلم".