السبت 08 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

تامر أفندي يواصل حلقات السلطنة «18».. ماذا قالت أم كلثوم عن السودان؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طالعت كغيري الأخبار المتواترة عما يحدث في السودان، وقرأت الكثير من التعليقات حول استقبال مصر للأشقاء السودانين، وبرغم زخم التاريخ بالكثير من المواقف التي يجب أن يعاد كتابتها للأجيال الجديدة خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في ذاكرتي موقف ثومة بعد زيارتها للسودان بعد نكسة 67 وما قالته عن السودان.

في عام 1970 نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته بتاريخ 26 مايو بمجلة الكواكب، أن أم كلثوم كان لها حفلتين في العام الأسبق وعندما عادت قالت: إن البلاد العربية جميعا تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعورا بنا هم أهم السودان، إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية.
وتابعت ثومة: "لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أني في بيتي، وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي.
وأضاف صالح جودت في مقاله: سألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
ويقول د. حنفي المحلاوي في كتابه شعراء أم كلثوم ان صالح جودت وبناء على تكليف من كوكب الشرق أخذ يبحث عن قصيدة لشاعر سوداني لتغنيها ثومة، فطاف بمكتبات القاهرة وجمع سبعة دواوين واختار من كل ديوان قصيدة واستقر هو وأم كلثوم على قصيدة للشاعر السوداني الهادي آدم. والتي تقول كلماتها:


أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدتنيه لكن هبته لما أهابا
وأهلت فرحت القرب به حين استجابا
هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذابا
أغدا ألقاك
أسندت ثومة تلحين الأغنية لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وشدت بها الخميس 6 مايو 1971 كما سجلتها على إسطوانات لصوت القاهرة في العام نفسه.

ونشرت جريدة الشرق الأوسط قصة كتابة القصيدة بعد رحيل الهادي آدم وقيل عن ذلك: أن الشاعر كان يحب فتاة من عليا القوم وكان والدها يرفض تلك الزيجة، فترجته إبنته أن يقابل فقط حبيبها ويؤخر قراره إلى ما بعد اللقاء وحينما أخبرت الهادي آدم بموعد اللقاء ظل قلقا طيلة الليل وأسرع إلى الورقة والقلم ليكتب رائعته "أغدا ألقاك".

انت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغدا تشرق أضؤاؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كنت أناديك وفي لحني حنيني ودعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء

تواصلت ثومة مع وزارة التعليم السودانية لتصل إلى الشاعر ودعته إلى لقائها بالقاهرة وكعادتها أجرت تعديلات على الكلمات قبل أن يتسلم عبد الوهاب النسخة الأخيرة لتلحينها.
الجدير بالذكر أن الهادي آدم كان قد أكمل تعليمه بمصر حيث حصل على الليسانس من كلية دار العلوم كما حصل على دبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، وعمل بالصحافة كما عمل مدرسا بوزارة المعارف السودانية وله عدة مؤلفات في مجال المسرح والشعر.


قبل أن اختم وددت القول أنني لم أكن أدرك أن هناك الكثير يتابعونا حلقات السلطنة دون تعليق وسعدت جدا بالكثير من الزملاء الذين أرسلوا لي عناوين كتب لتفيدني في مواصلة الكتابة.. ومن بين هؤلاء الأساتذة، الكاتب الصحفي بدار الهلال  الأستاذ خليل زيدان الذي سعدت بمعلوماته التي بعثها لي عن الشاعر أحمد فتحي والذي قال عنه في رسالته:
صباح الفل.. سلمت يداك.. كتب عن أحمد فتحي كاتبان من دار الهلال، أولهما الشاعر المبدع صالح جودت، الذي صدر له عدد من كتاب الهلال بعنوان شاعر الكرنك عن الشاعر المبهر أحمد فتحي.. ثم نهل صديقنا الكاتب محمد رضوان من نفس كتاب صالح جودت، وأصدر كتاب الهلال "شاعر قصة الأمس".
ثانيا.. زميلنا محمد رضوان لم يصدر اعترافات شاعر الكرنك.. بل أصدر كتاب "أحمد فتحي.. شاعر قصة الأمس" ويبدو أن رضوان قلب نفس الكتاب وأعاد إصداره ثلاث مرات أخرى بعنوان أحمد فتحي شاعر الكرنك.. وشاعر الكرنك أحمد فتحي حياته وشعره.. ثم مأساة شاعر الكرنك أحمد فتحي..
ثم اختتم: هذه الرسالة لك وليست للنشر.. فأستأذنته بنشرها لأعطيه أولا حقه الأدبي في منحي المعلومة، وثانيا لأن هذه الواقعة بالنسبة لي بمثابة جائزة تدفعني للاستمرار.