ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن مواطن في الخمسينات من عمره قتل أول أمس داخل سجن عسكري لحماس في منطقة أنصار، غرب مدينة غزة، قبل نقل الجثة إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
وجاء مقتل الرجل بعد تعرضه للتعذيب على مدار شهرين منذ اعتقاله.
ويشهد قطاع غزة جدلا بشأن العنف المتكرر الذي تمارسه حماس ضد المدنيين داخل سجونها، إذ تتكرر حوادث القتل بحق مدنيين، ففي نهاية شهر رمضان المنصرم، قتل شيخ داعية داخل أحد سجون حماس في مدينة فرع، جنوب قطاع غزة، إثر تعرضه للتعذيب، بحسب ابنه.
وأثارت هذه الحوادث ردود أفعال قوية، إذ طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، بفتح تحقيق فوري في مقتل الحالتين المذكورتين في أقل من أسبوعين، معربة عن أسفها لهذه الحوادث مطالبة حماس بالالتزام بالقانون.
أما مركز حماية حقوق الإنسان، فعبر عن أسفه وبشده لتكرار حوادث الموقفين داخل سجون حماس، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق موسعة في حوادث مقتل المساجين.
وذكر المركز أن حماس تدعي أنها تدافع عن الفلسطينيين وتسعى لجلب حقوقهم المسلوبة، لكنها تعامل معهم بقمع شديد وتعذيب وقتل خارج القانون ولا تحترم حقوقهم، بسبب الغضب المستشري من طريقة قمعها وإدارتها لقطاع غزة، ويواجه أي شخص ينتقد طريقة حكمها أو الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها، شبح الاختطاف والتعذيب والقتل، وفي النهاية تطلب الحركة بدم بارد من أسرهم بالقدوم لأخذ جثته.
في تقرير نشرته منظمة العفو الدولية، ذكرت أن الفلسطينيين دائما ما يتعرضون للتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء وبدون محاكمة على أيد حماس.
ورصدت المنظمة ممارسات قوات ووزارة الداخلية لحركة حماس، منها خنق الرقاب حتى الموت، وعمليات الاختطاف والتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء، مؤكدة أن العشرات من الفلسطينيين يلقون حتفهم سنويا على يد حماس، بالإضافة إلى عمليات تعذيب ممنهجة ضد من يظهر معارضة لها.
وبينت المنظمة أنه رغم الدمار والقتل الذي يتعرض له المواطنون في قطاع غزة جراء الحرب مع إسرائيل، إلا أن عددا كبيرا يلقون حتفهم على يد قوات حماس، التي تنتهز الحروب من أجل تسوية حسابات بلا رحمة، وتنفذ عمليات قتل غير مشروعة وانتهاكات جسيمة، وتعامل بعنف الفلسطينيين تحت ذريعة أنها تدافع عنهم.
وتنوه المنظمة أن حماس تصعد من عنفها ضد المسجونين وضد الفلسطينيين المعارضين لها خلال فترات التوترات مع إسرائيل أو الحرب، إذ دائما ما تنفذ جرائم خارج القانون، وتعمل على بث الخوف والذعر في أنحاء القطاع، بينما تصور هذا العنف بأنه ضد أشخاص موالين لإسرائيل، أو مناصرين لحركة فتح المنافسة لها.
وفي سبتمبر من العام الماضي، أعدمت حماس ٥ أشخاص، بينهم اثنين بتهم التخابر مع إسرائيل، دون إعطاء الفرصة لهم للاستئناف على هذه الاتهامات التي توجهها حماس لهم، في حين أدانت منظمات حقوقية عمليات الإعدام هذه التي تنفذها حماس خلال حكمها بالقوة لقطاع غزة.
وفي شهر يونيو من العام الماضي، أثارت حادثة مقتل مواطن على يد عناصر حركة حماس داخل سجن الأمن الداخلي في وسط قطاع غزة، غضبا واسعا في صفوف المواطنين بالقطاع.
الشخص المقتول كان آب لستة أطفال، واعتقل على يد عناصر الأمن الداخلي، بعد خلال مالي حدث مع أحد الجيران، وخلال السجن تعرض للتعذيب والضرب المبرح قادت إلى تدهور صحته، وأفضت به إلى الموت.
وبحسب أسرة القتيل، فإنها تلقت معلومات بتعرضه للتعذيب وطلبه تلقي العلاج لكن الحركة رفضت واستمرت في تعذيبه حتى وفاته.
ترصد التقارير أنه إلى جانب القتل، فإن الكثير من المدنيين في قطاع غزة دائما ما يتم التعامل معهم بإساءة من قبل السجانين في سجون حماس، حيث يجبرون على الجلوس في أوضاع مؤلمة، ويتعرضون للضرب المبرح بالهراوات وأعقاب البنادق والأسلاك.