تمتلك جميع دول العالم مطارات ضخمة ومنعزلة عن باقي المؤسسات والمباني في الدولة وتتميز كل دولة بتصميم مطاراتها والإمكانيات المتطورة داخل كل مطار لكن يظل المطار الوحيد في العالم الذي تقف بسببه الطرقات كلما أقلعت طائرة أو هبطت هو المطار الذي يقع في قلب منطقة جبل طارق بين الحدود البريطانية الإسبانية، نظرًا لصغر مساحة المنطقة وطبيعتها التي لا تسمح بوجود مساحة مسطحة لبناء مدرج للمطار.
لذلك تقاطع مدرج هبوط وإقلاع الطائرات مع شارع تشرشل الرئيسي الذي تمر به السيارات وهذا الامر جعله مصنف كأغرب مطار في العالم، وفي العصور القديمة، كان جبل طارق مكانا ذا أهمية دينية ورمزية، فالفينيقيون أتوا من شرق المتوسط واستوطنوه لقرون منذ ما يقارب ألف عام قبل الميلاد، وجاء بعدهم الاغريق والرومان من شرق أوروبا، واعتبرت الأسطورة أن بطل الميثولوجيا الإغريقية هرقل هو من قام بشق المضيق بين القارتين الأوروبية والأفريقية.
واصبح المكان منذ ثلاثة قرون تحت التاج البريطاني وهي على حدود اسبانيا وهناك نزاع دائم على احقية امتلاكها فهي حلقة صراع أندلسي إسباني، وجغرافياً هي نقطة انفصال القارة الأوروبية عن شمال أفريقيا، وهي حالياً موضع نزاع طويل بين بريطانيا وإسبانيا، ويفخر شعب جبل طارق بأنهم بريطانيون ولا يزالون يبدون ولاء قويًا للتاج والمملكة المتحدة.
ويتراوح عدد سكان جبل طارق بين أربعين وخمسين ألف نسمة، معظمهم من أصول بريطانية وإيطالية ومالطية وبرتغالية ومغربية وإسبانية، ويعمل أغلبهم في الجيش البريطاني، ويدين معظمهم بالمسيحية، ويتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتوجد أقلية مسلمة، وأصبح جبل طارق قاعدة أساسية للبحرية الملكية، ولعب دورا مهما قبل معركة طرف الغار (1805)، وخلال حرب القرم منتصف القرن 19، بسبب موقعها الاستراتيجي.