تحل الذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بإعلان يوم دولي لحرية الصحافة غدًا الأربعاء، ووفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة فإن يوم 3 مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. ويوفر هذا اليوم فرصة للصحفيين والإعلاميين لمناقشة التحديات الناشئة التي تواجه حرية الصحافة والإعلام وسلامة الصحفيين والإعلاميين والعمل معًا على تحديد الحلول.
وفي إطار ذلك؛ أعلن المرصد المصري للصحافة والإعلام، عن فتح مساحة تدوينية حرة لجميع الصحفيين بكافة توجهاتهم للتعبير عما يواجهونه من تخوفات أو معوقات تمس عملهم الصحفي أو الإعلامي، أو مواقف تمس ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بهدف نقل الخبرات المختلفة والدروس المستفادة بين جموع الصحفيين بصوت عال، وتسليط الضوء على الوقائع التي يتعرض لها الصحفيون/ات من أجل إظهارها للرأي العام للمساعدة في خلق وعي مجتمعي بها، وهو ما يساعد في تكثيف الجهود والوصول إلى حلول للمشكلات التي يعاني منها الصحفيون/ات على كافة المستويات.
وتعد هذه “المساحة التدوينية” استمرارًا للأنشطة التي يقوم بها “المرصد” خلال اليوم العالمي لحرية الصحافة بشكل سنوي، ويستقبل “المرصد” تدوينات ومقالات الصحفيين والإعلاميين عبر جميع وسائل التواصل المتاحة لدى المؤسسة والمرفقة أدناه، ترفق التدوينات باسم الصحفي وصورة شخصية مناسبة لنشرها مع محتوى التدوينة، ويشترط في المساهمات المرسلة ألا تزيد عن 500 كلمة. ويلتزم المرصد باحترام رغبة الصحفيين في حال قرر أي منهم إضفاء السرية على بياناتهم/هن الشخصية أو جهات العمل التي يعملون بها أو أي تفاصيل أخرى.
وفي السياق ذاته أكد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، أهمية الدور الوطني الكبير الذي تلعبه الصحافة المسؤولة والصادقة في الدفاع عن الأوطان العربية عبر أقلامها الحرة، مشيداً بالدور التنويري الذي تمارسه مهنة الصحافة العربية عبر تاريخها الممتد خاصة في وقت الأزمات، كون الصحافة جزء أصيل في المسيرة الديمقراطية للأوطان العربية والتي تستند إلى ضميرٍ واعٍ يضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار وشريكا أساسياً في مسيرة التنمية وخدمة قضايا الوطن العربي.
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في الثالث من مايو من كل عام، أشاد "العسومي"، بدور الصحافة العربية في الدفاع عن القضايا العربية، وبالجهود التي يبذلها العاملون في مجال الصحافة والإعلام وتاريخها الحضاري الممتد والذي أسهم بشكل كبير في تشكيل الوعي العربي وترسيخ روح المواطنة .
ووجه رئيس البرلمان العربي، الشكر والتقدير لكافة منتسبي العمل الصحفي على ما يقومون به من دور بنّاء في ترسيخ رسالة الصحافة النبيلة في نشر الوعي وإعلاء الفكر المستنير، ونقل حقيقة الصورة الحضارية للدول العربية وما تمثله من نموذجٍ متقدم في صون الحقوق والحريات، مثمنًا الأداء المتميز للصحافة العربية ومتمنيا المزيد من الريادة والاحترافية لها على المستوى العالمي تأكيدًا لدورها التنويري.
بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.
حذر انطونيو جوتيريش- في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- من أن حرية الصحافة "تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم"، مشيرا إلى أن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية "وكلاهما يسعى إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمؤامرة".
ودعا إلى وضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة ووقف استهداف الحقيقة ورواة الحقيقة.
وقال الأمين العام، إن هذا اليوم العالمي شكل على مدى العقود الثلاثة الماضية فرصة يحتفل فيها المجتمع الدولي بعمل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هذا اليوم يسلط الضوء على حقيقة أساسية "ألا وهي أن حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة"
وأكد الأمين العام أن حرية الصحافة هي أساس الديمقراطية والعدالة "أنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا. وكما يذكرنا موضوع هذا العام، فحرية الصحافة هي الشرط الذي لا مندوحة عنه لإعمال حقوق الإنسان".
وأشار إلى أن ازدياد تمركز وسائل الإعلام في أيدي قلة قليلة والانهيار المالي لعشرات المؤسسات الإخبارية المستقلة، وزيادة القوانين واللوائح الوطنية التي تخنق الصحفيين، كل ذلك يزيد من تضييق طوق الرقابة ويهدد حرية التعبير.
وحذر أنطونيو جوتيريش من أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يُستهدَفون بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء أكان ذلك على الإنترنت أم خارج نطاقها. "ولقد غدا تعرضهم للمضايقة والترهيب والاحتجاز والسجن أمورا اعتيادية".
وأضاف قائلا: قتل ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام في عام 2022 - وهي زيادة مدهشة بنسبة 50 في المائة عن العام الذي سبقه. وتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي".
وقال الأمين العام، إن الأمم المتحدة وضعت قبل عشر سنوات خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم، داعيا العالم- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وفي كل المناسبات التي يحل فيها- إلى أن يتحدث بصوت واحد للتصدي لتلك الجرائم.