لم يترك المصريون القدماء شيئا إلا وقاموا بتوثيقه على جدران المعابد والبرديات، ومن ضمن الأشياء التي وجدها الخبراء من الآثار المصرية القديمة جدارية لعدد من الدببة فى مصر القديمة تمثل لوحة رائعة عمرها أربعة آلاف وخمسمائة عام من عصر الأهرام، تصور ثلاثة من الدببة السورية، من معبد الملك المصري (ساحوي رع) من الأسرة المصرية الخامسة حوالي 2500 قبل الميلاد.
وصورت على المعبد للملك فى أبو صير، حيث مثل الفنان المصري ببراعة لا تبارى هذا النوع من الدببة، وهي تدل على دراسة تشريحية لأدق تفاصيل الحيوان، فتظهر الدببة فى مشهد واقعي وقد ربطت من أعناقها في حلقات مثبتة في الأرض ليتم عرضها في حديقة مسيجة كي يراها الناس في أعقاب عودة الجيش المصري من حملة بحرية لبلاد الشام، مما يعني أن هذه الدببة من مجلوبات الحملة، حيث يتم عرضها كحيوانات غربية عن البيئة المصرية لتعبر عن نفوذ الملك المصري وسيطرة مصر على أقطار الشرق الأدنى المجاور في عصر الأهرام والامبراطورية القديمة لتعضد سلطة الملك أمام الشعب كون هذه الدببة عجائب حية تم جلبها من بلاد بعيدة تدين بالولاء لمصر.
ووفقا لكتاب “تمثيل الدببة البنية فى مصر القديمة” وكتاب “أول حديقة حيوان في العالم”، يرجع أقدم تصور للدببة فى مصر لعصر ما قبل الأسرات حيث صور الدب على مقبض سكين من العصر ذاته يسمي (سكين جبل الطاف)، كما عثر الاثري على تمثال صغير للدب يعود لعصر الاسرة الرابعة منذ 4600 عاما، كما ظهرت مناظر جلب الدببة كضىرائب مفروضة على البلدان الخاضعة لمصر في عصر الامبراطورية الحديثة بعد زمن هذه اللوحة بألف عام.
وتشتهر مصر بأنها موطن أول حديقة حيوان عرفها العالم حيث تعود أقدم حديقة حيوان معروفة فى التاريخ الى الحضارة المصرية وهي التي تعود لحوالى 6000 عام من عصر ما قبل الأسرات، وتم اكتشافها فى مدينة (نخن) التي تقع بين مدينتي (اسنا) و(ادفو) فى الصعيد، وضمت عشرات الحيوانات من أنواع عدة مستأنسة وبرية، مثل الفيل والنمور والقطط وافراس النهر والظباء والحمير والثيران.