هو أعظم من رفع الآذان بين شيوخ عصره، والعصور التي من بعده، فشهد له الجميع، من عاصره، أو من آتى من بعده، فكان الشيخ علي محمود هو القارىء الوحيد المتفق عليه من جميع الأطراف كما وصف الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق في حديث له، كان الشيخ يصدح بصوته في الحرم الحسيني، فوقع أهل المحروسة في غرام صوته، فبلغ من عظمة الأداء والخشوع ما لم يبلغ غيره، فقال عنه الشيخ عبدالعزيز البشري، شيخ الأزهر الأسبق"؟ لدى الشيخ علي محمود الكثير من الأسباب التي تجعل حركة المرور في الفضاء تتعطل، فإذا سمعه الطير السارح في السماء، لا يستطيع التحرك لجمال صوته".
ويُعتبر الشيخ علي مؤسس علم الإنشاد في الربع الأول من القرن العشرين، فشابه صوته الشيخ محمد رفعت، وكان ما يميزه هو قدرته على التنقل بين المقامات في آن واحد بكل سهولة، فتسمع الجملة منه نهاوند وصبا، ويقع قلبك أسيراً إذا سمعت منه مقام بياتي.
والشيخ علي محمود من مواليد حي الجمالية بمنطقة سيدنا الحسين -رضي الله عنه- في حارة درب الحجازي، وحفظ القرآن الكريم وعمره 15 عاماً، كما درس الفقه على يد الشيخ عبدالقادر المازني، بينما درس علم الموسيقى والمقامات على يد الشيخ إبراهيم المغربي، وطور من نفسه وذاته فتعلم التلحين والعزف، وحفظ الموشحات الغنائية علي يد شيخ المغاني محمد عبدالرحيم المسلوب، فجمع بين تلاوة القرآن والإنشاد، حتى سُمي بمنشد مصر الأول.
ومن المفارقات أنه تتلمذ علي يديه أعلام الغناء العربي وفي مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم، وأسمهان، رحل الشيخ علي محمود عن الدنيا عام 1946 في 21 ديسمبر، تاركاً لجمهوره وحبيه العديد من التسجيلات لتلاوة القرآن الكريم، والإنشاد الديني، ومازال صوته أحد معالم شهر رمضان.
