خرج علينا الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ليتحدث فى أمور فى غاية الأهمية، وضع النقاط فوق الحروف وأجاب على أسئلة شائكة تهِم الرأى العام، وتحدث بكل شفافية حول ما يُقال عن الأوضاع الإقتصادية، كان حديث "الدكتور مدبولى" بمثابة رسائل طمأنة أكثر منه إجابة على أسئلة مهمة، "الدكتور مدبولى" قالها صريحة وبكل جرأة وبالنص (حتى هذه اللحظة لم نتأخر فى سداد أى التزام علينا، ولم نُخفِق، مَر عام ٢٠٢٢ وكان يُقال أن "مصر" لن تستطع سداد التزاماتها لكننا قمنا بتسديد أى إلتزام دولى، لدينا ثوابت فى سياستنا وبتوجيهات القيادة السياسة فأننا نحترم الإلتزامات بالكامل، وهذه رسالة طمأنة للموقف، وليس مُجرد كلام، وهناك تنسيقات يومية مع البنك المركزى ونعمل سوياً يومياً، أعقِد جلسات مع محافظ البنك المركزى أكثر من مرة إسبوعياً وفى حالة ظهورى فى جلسات معه سيُقال أن هناك تعويم وتغيير سعر العُملة، نحن نعمل على خطة واضحة لتوفير الموارد) .. كلمات صريحة نَزَعت أى خوف أو قلق من قلوب المصريين، وعلى ما يبدو فإنه لديه تقارير لقياس إهتمامات الرأى العام، وبذلك فهو نجح فى إطفاء نار كان سيُشعلها مُروجو الشائعات الذين لا يريدون خيراً لمصر، فحجم الشائعات التى يتم نشرها فى وسائل الإعلام بالخارج فى إزدياد ملحوظ وبصفة مستمرة، وللأسف هذه الشائعات المقصود منها تحويل كل الإيجابيات التى تحدث على أرض مصر إلى سلبيات، وما أكثر الأخبار السلبية التى يتم ترويجها عن مصر بالخارج، لذلك كان حديث الدكتور مصطفى مدبولى بمثابة هدم لهذه الشائعات المُغرضة.
.. لم يتوقف حديث الدكتور مصطفى مدبولى عند هذه النقطة فقط بل شَمَل أيضاً حديثه عن الخبز وقال نصاً (لن نرفع قيمة سعر الخبز، ولا توجد حكومة تتحَمَل هذه الأعباء بهذا الحجم فى ظروف دولة مثل مصر) .. يُصارح رئيس الوزراء الشعب المصرى ويُطمئنه من عدم الاقتراب نحو زيادة سعر رغيف العيش، وبطبيعة الحال كلنا نعلم بأن الظروف الدولية وتحديداً الحرب الروسية الأوكرانية ساعدت على زيادة أسعار القمح على مصر التى تعتبر من أكبر الدول إستيراداً للقمح، لكن رئيس الوزراء يتعهد أمام الشعب بعدم رفع سعر الخبر وهذا شيء إيجابي فى ظل حالة الغلاء التي تجتاح العالم .
.. وكشف رئيس الوزراء عن وجود تنسيق تام مع مجالس التصدير والغُرف التجارية وقال: إن لدينا برنامج حكومى بقيمة (٣٠) مليار جنيه لدعم الصادرات لمدة (٣) سنوات بالتوافق مع مجالس التصدير والغرف التجارية بضوابط محددة وثابتة.. ويبدو أن هذه التفاهُمات تُطمئن رجال الأعمال وتُزيدهم ثقة فى الاقتصاد المصرى وتجعل علاقتهم مع الحكومة فى تواصل دائم ومستمر لتحقيق أكبر معدلات تصدير لجلب العملة الأجنبية لزيادة الدخل القومى.
.. أرى أن هناك تحركات مُثمرة من رئيس الوزراء نحو التعاون مع رجال الأعمال، وتحركات لمواجهة الشائعات التى يحاول من يبُثونها عرقلة الحكومة وإحداث وقيعة بينها وبين المواطنين، لذلك أتمنى إستمرار سياسة المُكاشفة التى تتبعها الحكومة حتى نطمئن ونتأكد أننا نسير فى الطريق الصحيح فى ظل صراع دولى يتزايد بطريقة مُخيفة.