الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في الذكرى الـ 25 لوفاته.. أهم المحطات في مسيرة الشاعر نزار قباني

نزار قباني
نزار قباني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمر اليوم الذكرى الـ25 على وفاة الشاعر الكبير نزار قباني، وُلد قباني في 21 مارس عام 1923 في مدينة دمشق عاصمة سوريا، لعائلة أدبية تجارية فوالده توفيق قباني كان مالكا ً لمصنع شوكولاتة، بينما الكاتب والمسرحي أبو خليل القباني هو أحد أقاربه. كان له أختان وثلاث أخوة.

درس نزار بين عامي 1930-1941 في مدرسة الكلية العلمية الوطنية التي كانت مملوكة في وقتها لصديق والده أحمد منيف العايدي، تابع نزار دراسته في جامعة دمشق في كلية الحقوق.

ومن اهم المواقف المؤثرة في طفولة بل وتكوين نزار هو انتحار شقيقته بعد رفضها الزواج التقليدي بغير إرادتها، ويقول نزار إن ذلك الحدث قد يكون له الأثر الأكبر في طبيعة أشعاره التي تدافع عن الحب والمرأة.

تزوج نزار قباني من قريبة له وهي "زهراء أقبيق" أم ابنه توفيق وابنته هدباء، وكانت تلك فترة انطلاقه نحو عالم الكفاح بشعره وبداية شهرته، فكانت تنهمر عليه اتصالات ورسائل المعجبات وهو ما لم تحتمله زوجته المحافظة فحدث بينهما الطلاق بالتراضي، بينما في عقد الخمسينات ارتبط نزار بعلاقة حب مع كوليت خوري والتي وثقت تفاصيل هذه العلاقة العاصفة في روايتها الأولى "أيام معه".

وبعد وفاة ابنه توفيق إثر عملية قلب بقي نزار بدون كتابة الشعر لثلاث سنوات قبل أن يلتقي بلقيس الراوي التي أحبها من النظرة الأولى وتقدّم لخطبتها في عام 1962 إلا أن عائلتها رفضت لما تسمع عن نزار من أنه شاعر النساء والغزل والحب، ولكن نزار قباني بقي على حبه وتقدم لها مرة ثانية بعد سبع سنوات وتزوجا وعاشا في بيروت ليرزقا بطفلين زينب وعمر، وعاشا حياة جميلة يسودها الحب حتى أتى اليوم المشؤوم عام 1981 والذي قتلت فيه بلقيس إثر انفجار سيارة مفخخة استهدف السفارة العراقية في بيروت.

بدأ نزار كتابة الشعر منذ مراهقته وخلال دراسته الجامعية وتحديدا عام 1944 نشر أول ديوان شعري له بعنوان "قالت لي السمراء"، قصائد هذا الديوان أثارت الكثير من الجدل في المجتمع السوري والدمشقي فقد كان المحتوى جديدا عليهم، ورغم ذلك فقد دعمه وزير الثقافة منير العجلاني وسمح بنشر الديوان.

بعد تخرجه من كلية الحقوق في جامعة دمشق عام 1945، عمل قباني في وزارة الخارجية السورية حيث كان سفيرا في عدة مدن مثل إسطنبول، ومدريد، والقاهرة ولندن، وبين عامي 1948-1950 نشر نزار ثلاثة دواوين جديدة هي "طفولة نهد"، و"سامبا" و"أنت لي"، ثم نشر عام 1956 ديوان "قصائد" والذي اعتُبر أحد أهم أعماله الأدبية.

عام 1959 تم تعيينه كنائب سفير الجمهورية العربية المتحدة في الصين، وخلال فترة الستينيات نشر نزار ثلاثة دواوين هي "حبيبتي"، و"الرسم بالكلمات" و"يوميات امرأة لا مبالية"، وفي عام 1966 استقال قباني من السلك الدبلوماسي ليتفرغ لعمله الأدبي.
وفي عام 1967 أنشأ نزار دار نشر خاصة به في بيروت باسم "منشورات نزار قباني"، لاحقا في نفس العام حدثت نكسة حزيران التي هُزمت فيها الجيوش العرب أمام إسرائيل وهو ما شكل نقطة تحول في حياته ولوَّن الكثير من قصائده بعد ذلك، وأهمها قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" التي سببت منع بث أغنيه وأشعاره في مصر ووصلت حد منعه من دخول البلاد.
وجراء ذلك كتب رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر جاء في جزء منها: "لقد أودعت قصيدتي خلاصة ألمي وتمزقي، وكشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية لاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهروب وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا. وإذا كانت صرختي حادة وجارحة وأنا أعترف سلفاً بأنها كذلك، فلأن الصرخة تكون في حجم الطعنة ولأن النزيف بمساحة الجرح...ولا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه والمجروح على جراحه ويسمح باضطهاد شاعر عربي يريد أن يكون شريفا وشجاعا...فدفع ثمن صدقه وشجاعته".
وقد نجحت هذه الرسالة في مبتغاها وعادت قصائد نزار قباني تردد في الإذاعة والتلفزيون المصريين، وكان يقول عن هذا "كسرت الحاجز بين السلطة والأدب".

وقد تغنى بقصائده عدد كبير من كبار فنانين عصره مثل نجاة الصغيرة وأم كلثوم وفيروز وغيرهم الكثير، ولكن كاظم الساهرارتبطت أغانيه ارتباطًا وثيقًا بقصائد نزار قباني فغنّى له أكثر من أربعين أغنية منها "أشهد أن لا امرأة، والحب المستحيل، وحبيبتي والمطر، وقولي أحبك، وكل عام وانت حبيبتي، وكبري عقلك".

حصل على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي في دورتها الثالثة 1992 ـ 1993 .
كما حصل على جائزة جبران العالمية واستلمها في استراليا، وسام الغار من النادي السوري الأمريكي واستلمها من ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

عاش نزار قباني آخر سنوات حياته في لندن وودع دمشق في زيارة أخيرة قبل أن يسلم الروح في لندن في 30 من أبريل عام 1998، وعاد إلى دمشق مجددا لكن هذه المرة كجثمان محمول بالطائرة، وقد أوصى نزار قائلا: "أدفن في دمشق، الرحم التي علمتني الشعر والإبداع، وأهدتني أبجدية الياسمين".