من المهدي إلى البشير.. قيادات سياسية تدخل وتخرج من أقدم سجن في السودان
يعد سجن كوبر من أقدم سجون السودان، يقع في حي كوبر بمدينة بحري بالقرب من النيل الأزرق. ويعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1903، وحمل اسمه من الجنرال البريطاني هوراشيو كيتشنر الذي تولى إدارة السجن.
وشهد سجن كوبر تاريخا حافلا من الاعتقالات السياسية من جميع الأطراف في السودان، وكان مكانا لإعدام أو تعذيب أو احتجاز عدد من الشخصيات البارزة في التاريخ السوداني، مثل محمد أحمد المهدي، وعبد الله خليل، والصادق المهدي، وحسن الترابي، وعمر البشير، وغيرهم.
وكان سجن كوبر مسرحا لبعض المظاهرات والاحتجاجات ضد الأنظمة المتعاقبة. كما كان محط اهتمام المحكمة الجنائية الدولية التي طالبت بتسليم بعض المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور من سجن كوبر، و في أبريل 2023، شهد سجن كوبر حادثة فرار مئات السجناء، بينهم قيادات من نظام البشير المخلوع، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وياتي أحمد هارون في مقدمة تلك الأسماء وهو أحد قيادات نظام البشير السابقة والمطلوبة لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وفي تسجيل صوتي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن هارون أنه وبعض القيادات الأخرى غادروا سجن كوبر بمساعدة حراس السجن والقوات المسلحة إلى مكان آمن كما دعا هارون الشعب وأعضاء حزب المؤتمر الوطني المنحل إلى دعم الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع.
تصريحات هارون أثارت ردود فعل متباينة في السودان وخارجه. من جهة، اعتبرت قوى الحرية والتغيير أن تصريحات هارون تؤكد وقوف نظام البشير خلف الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأنها رسالة لتأجيج نار الفتنة والفوضى في البلاد كما انتقد بعض المحللين والخبراء خروج هارون من السجن وزعمه بالمثول أمام القضاء، مشيرين إلى أنه مطلوب دولياً وأنه مسؤول عن جرائم دموية في دارفور وكردفان. من جهة أخرى، رحب بعض أنصار حزب المؤتمر الوطني المنحل بتصريحات هارون واعتبروها صوت للحق والشرف. كما أشاد بعض المغردين بشجاعة هارون وانتقاده لقوات الدعم السريع التي يرونها ميليشيا تستغل نفوذها للاستيلاء على سلطة.
وتظهر تصريحات هارون حالة من التخبط والانقسام في صفوف نظام البشير المخلوع، ولا تساهم في حل الأزمة التي يعاني منها السودان ويحاول هارون يحاول استغلال الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع لإظهار نفسه كبديل سياسي محتمل، لكنه يغفل عن رغبة شعب السودان في التغيير والديمقراطية.
كما استطاعت قيادات أخرى الهرب كان أبرزها علي عثمان محمد طه وهو نائب رئيس الجمهورية السابق وأحد أبرز رموز حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالضلوع في جرائم حرب وإبادة في دارفور ونافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية السابق ورئيس مكتب التنظيم والإدارة بحزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالضلوع في جرائم حرب وإبادة في دارفور.
ومن بين القيادات عوض الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني السابق وأحد أبرز رجالات حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، والفاتح عزالدين وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق وأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، وعبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع السابق ووالي الخرطوم سابقا. والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور.
كما استطاع عبد الرحمن الخضر رئيس مجلس الوزراء السابق وأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل الهروب وهو متهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، وزهير محمد صالح وزير الدولة للشؤون البرلمانية السابق وأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، وأحمد عبد الله النجومي وزير الدولة للشؤون الإعلامية السابق وأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، وإبراهيم غندور وزير الخارجية السابق وأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل. والمتهم بالفساد والاستيلاء على أموال عامة، وإبراهيم محمود: نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني المنحل للشؤون التنظيمية والمتهم بالضلوع في جرائم حرب وإبادة في دارفور.