الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خروج السجناء في السودان.. هروب أم تحرير متعمد؟

إشتباكات السودان
إشتباكات السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت عدة سجون في الخرطوم والولايات خروج مئات السجناء، بعضهم من المحكوم عليهم بالإعدام أو السجن المؤبد. وقد أثار هذا الأمر تساؤلات حول طبيعة خروجهم، هل كان هروبا استغلوا فيه فرصة الفوضى والانفلات الأمني، أم كان تحريرا من قبل جهة ما ترغب في إضافة عنصر جديد للصراع ؟

 

وفقا لبعض المصادر الإعلامية، فإن بعض السجناء خرجوا بعد أن تم قصف سجونهم من قبل طائرات حربية تابعة لقوات الدعم السريع، التي تتهم الجيش بالانقلاب على اتفاقية التشاركية والتحالف مع قوى المدنية. وقالت هذه المصادر إن قوات الدعم السريع تسعى لزيادة عدد مقاتليها من خلال تحرير المسلحين والمتطرفين والمجرمين من السجون.

 

وفي سياق متصل، نشرت قوات الدعم السريع على صفحتها على فيسبوك فيديو يظهر إحراق مروحيات تابعة للجيش في قاعدة جوية بالخرطوم، وادعت أنها تستهدف مصادر التمويل والتزود للجيش. وأكدت أنها ستتصرف بمسؤولية كاملة تجاه الهدنة التي أعلن عنها رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.

 

من جانبه، أصدر البرهان قرارا بالعفو عن كل من يضع السلاح من قوات الدعم السريع، ودعا إلى حوار شامل لإنهاء الأزمة. كما أكد أن قوات حرس الحدود وقوات الترتيبات الأمنية ستخضع للقوات البرية. وأشار إلى أن قوات الدعم هي المسؤولة عن عن اشتباكات المنطقة.

 

وتتراوح تداعيات خروج السجناء في السودان بين الأمنية والاقتصادية والسياسية، فمن جهة أمنية، يخشى كثيرون من انضمام السجناء الهاربين إلى صفوف قوات الدعم السريع أو إلى جماعات مسلحة أخرى، ما يزيد من حدة التوتر والعنف في البلاد. كما يتخوفون من ارتفاع معدلات الجريمة والانتهاكات بحق المدنيين، خاصة في ظل غياب دور الشرطة والقضاء.

ومن جهة اقتصادية، يواجه السودان أزمة غذائية خانقة، تفاقمت بسبب الاشتباكات والحصار وانقطاع المواصلات والكهرباء والمياه. وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والدواء، وانخفاض قيمة العملة المحلية، ما زاد من معاناة المواطنين.

ومن جهة سياسية، يشكل خروج السجناء تحديا للعملية الديمقراطية والانتقالية في السودان، التي توقفت بعد انقلاب البرهان على حكومة عبد الله حمدوك. فبين السجناء الهاربين رموز من نظام عمر البشير، المتهمين بارتكاب جرائم فساد وإرهاب وإبادة جماعية، والذين قد يحاولون استغلال الفرصة لإعادة تأسيس نفوذهم أو التحالف مع أطراف معادية للثورة. كما يثير خروج السجناء تساؤلات حول مصير المحاكمات والتحقيقات التي كانت جارية معهم، وحول مستقبل المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية في البلاد.

 

ويطالب كثير من المحللين والنشطاء بضرورة إعادة الأمور إلى نصابها في السودان، وإنهاء الصراع بين الجيش والدعم السريع، وإعادة تشكيل حكومة مدنية تضم كافة الأطياف، وإطلاق حوار شامل يضمن حقوق جميع المكونات. كما يدعون إلى إعادة فرض سلطة القانون والأمن في كل مكان.

 

وهناك محاولات من الجيش السوداني لاستعادة الهاربين. ووفقا للمصادر الإخبارية، فإن الجيش السوداني يقوم بعمليات تمشيط ومطاردة للهاربين في شوارع الخرطوم وضواحيها، ويدعو المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق المشتبه في وجود هاربين فيها، وعدم إيواء أو مساعدة أي منهم. كما يقوم الجيش السوداني بتدمير معسكرات ومواقع تابعة لقوات الدعم السريع المتمردة، التي تتهم بالضلوع في اقتحام السجون وإطلاق سراح السجناء. ويهدف الجيش السوداني إلى حسم التصرفات المتمردة وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.