كشف والد الطالب بالصف الثاني بكلية الطب البشري في الخرطوم، مصطفى شاذلي محمد، لـ "البوابة نيوز" كواليس رحلة عودة نجلة من قلب النار لبر الأمان في القاهرة، مُؤكدًا أن نجله كان يقطن في شارع الـ 60 بالخرطوم، وفور اندلاع الحرب ؛ انتقل بعد نحو 3 أيام لـ حي المعمورة جنوب العاصمة الخرطوم بمساعدة عدد من الزملاء السودانيين؛ ولكن كان الخطر يقترب منهم كلما فروا منه؛ فالوصول إلى المعمورة لم يكن سهلًا على الإطلاق خاصة وأن الدوريات العسكرية التابعة للدعم السريع استوقفتهم؛ ولكن بيان حالتهم وجنسيتهم المصرية كانت بطاقة العبور وسط الرصاص والقذائف التي تكاد تواصل الليل بالنهار.
ويضيف "شاذلي" والمقيم بمحافظة الفيوم، مكث نجلي برفقة زملاءه بالمعمورة 4 أيام؛ وفي اليوم الخامس الموافق 22 من أبريل تواصلت مع وزارة الخارجية المصرية طالبًا المُساعدة لإجلاء نجلي وأصدقائه من بركان الغضب العسكري الذي يجتاح الخرطوم.
ويُكمل الأب لـ "البوابة نيوز" قائلًا: "كان اتصالي بالخارجية مُجرد استكمال للمساعي المُتعددة لإنقاذ نجلي؛ وكنت أظن أنه لن تكون هناك استجابة - وربما لن يتم الرد من الأساس على اتصالاتي- خاصة في ظل الأوضاع المُلتهبة وتواجد آلاف المصريين في السودان؛ ولكن مُكالمتي للخارجية كانت مُطمئنة لأقصى درجة مُمكنة.
الخارجية طمأنتني.. والسفارة بالخرطوم أرسلت سيارات لنقل ابني
وأكد مسؤول تلقي الاتصالات بوزارة الخارجية استجاب للاتصال على الرحب والسعة؛ وبعث بالعديد من رسائل الطمأنينة؛ واستمع للقصة كاملة وتلقى أيضًا أرقام التواصل مع نجلي وكافة المعلومات المُتاحة لدي؛ وهو الأمر الذي ترتب عليه اتصالًا عاجلًا من السفارة المصرية بالخرطوم بنجلي؛ قائلًا: "مندوب السفارة كلم ابني وسأله عن عدد المصريين الذين برفقته وكانوا 7 طلاب" ليرد عليهم مسؤول السفارة المصرية بالخرطوم قائلًا: "خليكوا في أماكنكم واحنا هنيجي ناخدكم نوصلكم لبلدكم".
اقرأ أيضًا:
أينما تكونوا تحرُسكم مصر| نور سمير: الأشقاء في السودان ساعدونا للهروب.. والجيش حملنا لبر الأمان
لم تمر سوى ساعات معدودة؛ حتى تلقى الـ 7 طلاب كلًا على حده اتصالًات آخرى من السفارة المصرية بالخرطوم تُخبرهم بمكان تواجد السيارات لنقلهم وتأمينهم لمسافة 40 كيلو مترًا لمنطقة وادي سيدنا والتي تقع فيها القاعدة الجوية؛ والتي منها يتم تسيير الجسور الجوية لمصر .
كل الشكر والسيادة والريادة للقيادة الحكيمة
يستطرد الأب الذي كان يعيش حالة من الرعب والهلع خوفًا على فلذة كبدة منذ اندلاع الاشتباكات، قائلًا: "القاعدة كانت تضم جنسيات متعددة؛ ومكثوا بها 3 أيام، فى ُأمان بعيدًا عن الصراع المسلح التي تشهدها أزقة وشوارع الخرطوم وضواحيها؛ لافتًا إلى أنه خلال الـ 3 أيام كان يُوزع عليهم زجاجات المياه والأطعمة والعصائر.
ويختتم الأب حديثه مع البوابة نيوز قائلًا: "مكنش فارق معايا أي حاجة غير رجوع ابني بالسلامة.. احنا حقيقي عايشين في بلد كبيرة وقيادة حكيمة.. كون إن الجيش المصري يحرك طائرات لرجوعهم لوطنهم.. فهذا فخر وعزة يعجز اللسان عن وصفه.. فكل الشكر والسيادة والريادة للقيادة الحكيمة".