أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تجدد المواجهات المسلحة في السودان بين القوات النظامية التابعة للجيش وقوات الدعم السريع التي لا تخضع لقيادة الجيش تهدد الهدنة التي توصل إليها الطرفان أول أمس الخميس والتي من المفترض أن تستمر لمدة 72 ساعة.
وأضافت كاتبة المقال روث مايكلسن، أن كلا من قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تبادلا الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة في نفس الوقت إلى آراء المحللين الذين حذروا منذ عدة أيام من أن الصراع الحالي في السودان قد يدفع العديد من الفصائل المسلحة إلى استغلال حالة الفوضى الناجمة والقيام بعمليات مسلحة لتصفية حسابات شخصية.
وتسلط الكاتبة في هذا السياق على تصريحات آلان بوسويل مدير إدارة القرن الإفريقي بالمجموعة الدولية للأزمات والتي يقول فيها إن المواجهات المسلحة ما زالت مستمرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ومما يزيد الموقف تعقيدا أنه من غير الواضح إلى الآن أي من الطرفين سوف يكون له الغلبة ويحسم الموقف لصالحه، مشيرا في نفس الوقت أن هناك حالة من فقدان الثقة بين الجانبين.
ويضيف بوسويل أن عدم وضوح الرؤية والتباس الموقف على الأرض وانعدام الثقة بين الطرفين يشكل صعوبة بالغة لا تسمح بنجاح اتفاق وقف إطلاق النار.
وتوضح الكاتبة أن الصراع المسلح الحالي في السودان ألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة هناك، مشيرة إلى أن السكان ما زالوا حبيسي منازلهم يتخذون منها ملاجئ آمنة على الرغم من عدم توافر المياه والغذاء ومصادر الطاقة.
وتضيف الكاتبة أنه في ظل تلك الظروف القاسية فقد اضطر الآلاف من الشعب السوداني والرعايا الأجانب إلى الفرار خارج البلاد إلى دول الجوار، حيث تشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 20،000 فروا من السودان إلى تشاد منذ نشوب المواجهات المسلحة قبل أسبوعين بينما أكدت وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن ما يربو على 100،000 قد يطلبون حق اللجوء إلى تشاد خلال الأسابيع القليلة القادمة بالإضافة إلى 170،000 آخرين قد يطلبون حق اللجوء إلى جنوب السودان.
وتشير الكاتبة في هذا الصدد إلى مخاوف منظمات المعونة الإنسانية من أن تدفق تلك الأعداد الضخمة من اللاجئين إلى تشاد قد يتسبب في مشاكل اقتصادية هناك ولا سيما أن تشاد تستعد في الوقت الحالي لمواجهة فترة بينية لمواسم الحصاد مما يفاقم من أزمة الغذاء لملايين من السكان هناك.
وتستطرد الكاتبة في تسليط الضوء على تداعيات المصادمات المسلحة في السودان حيث تشير إلى تقديرات منظمة الهجرة الدولية أن ما يقرب من ألف شخص يفرون يوميا من السودان إلى إثيوبيا بينما من المتوقع أن تزداد تلك الأعداد في الفترة القادمة.
وتوضح الكاتبة في ختام المقال أن تلك التطورات وما نتج عنها من ضغوط كبيرة على دول الجوار دفعت قادة تلك الدول إلى مناشدة الأطراف المتناحرة في السودان إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في محاولة للتوصل لاتفاق شامل يضمن توقف الأعمال العدائية بين الطرفين.
