وجه البابا فرنسيس، رسالة من كاتدرائيّة القديس إسطفانوس ببودابست، إلى أساقفة وكهنة وشمامسة ومكرّسين ومكرّسات وإكليريكيين وعاملين في القطاع الرعائي بها، قائلا: إن ما يُطلب في عالمنا الحاضر من جميع الناس، بالأخصّ من الكهنة، هو نظرة رحومة وقلب شفوق: يغفر دومًا، ويساعد على البدء من جديد، ويستقبل الآخرين من دون إدانة، ويشجّع من دون انتقاد، ويخدم من دون نميمة.
وبينما تجمهر آلاف المشاركين في لقاء البابا الرسمي وتلا الجميع المسبحة الورديّة وصلاة «افرحي يا ملكة السماء».
وعند وصوله، حيّا الأب الأقدس الكاردينال بيتر إردو، رئيس أساقفة إسترغوم-بودابست ورئيس مجلس الأساقفة المجريين. كما كان في انتظاره أندراس فيريس، مطران مدينة غيور، وخوري الرعيّة. قدّم طفلان الورود للحبر الأعظم الذي دخل عبر الممرّ الأساسي على وقع الترانيم.
مع بدء اللقاء، قدّم كاهنان كاثوليكيّان وراهبة وأستاذ تعليم مسيحي شهادات حياتهم أمام الحبر الأعظم.
بعدها، بدأ فرنسيس كلمته، مؤكدًا أن المسيح القائم من الموت هو محور التاريخ والمستقبل، وأن حياتنا الموسومة بالضعف والهشاشة ثابتة بين يدي الربّ. ونبّه البابا المسيحيين من خطرَيْن هما: التمثّل الدنيوي بهذا العالم والانهزاميّة الكارثيّة. فإمّا ينغلقون على ذواتهم ويغرقون في الدنيويّات، ولا يعودون ملح الأرض، أو يعلنون انهزامهم أمام الكوارث التي تواجههم.
طلب من الحاضرين تعلّم التعرّف على علامات حضور الله في الواقع وفهم الأحداث على ضوء الإنجيل. كما دعاهم إلى عدم التصلّب في وجه تحدّيات العالم المعاصر لأنّ هذه الحالات تشكّل فرصًا للمسيحيين تسمح لهم بالتعمّق في إيمانهم.
وشدّد فرنسيس على ضرورة الشهادة والإصغاء إلى التحدّيات من دون خوف. ولفت إلى أهمّية التفكير الكنسي الجماعي في كيفيّة تحديث العمل الرعائي من دون الاستمرار في تكرار الماضي وإعطاء الأولويّة للأنجلة.
ورأى أن الحياة الرعائيّة ممكنة إن كانت الجماعة قادرة على عيش المحبّة التي يطلبها الربّ منها. وفسّر أن الانقسامات تُضعف الشهادة للشراكة الكنسيّة. وتوقّف عند مثل القديس مارتينوس الذي أعطى نصف ردائه إلى فقير، داعيًا الكنيسة المجريّة إلى نبوءة الرحمة والتضامن في قلب أوروبا.