أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن منطقة اليورو تمكنت من الإفلات بما يشبه المعجزة من خطر كساد كان يهددها بسبب حرب أوكرانيا والتي ألقت بظلالها على اقتصاديات الدول الأوروبية.
وأرجع كاتب المقال المحرر الاقتصادي بالجارديان لاري إليوت، تلك النجاة إلى الظروف المناخية المواتية خلال فصل الشتاء الماضي والذي تميز بالدفء مما أدى إلى عدم حدوث أزمة طاقة فضلا عن عدم ارتفاع مواد الطاقة بشكل كبير إلى جانب إعادة الصين لتعاملاتها التجارية والاقتصادية بعد تجاوز آثار أزمة كورونا.
ويضيف الكاتب أنه بفضل كل تلك العوامل تمكنت منطقة اليورو من النجاة من أزمة اقتصادية حقيقية وهو ما تناقض مع توقعات خبراء الاقتصاد والذين توقعوا انزلاق المنطقة في فترة كساد بسبب تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا والتي دخلت عامها الثاني في فبراير بعد أن قامت موسكو بشن عملية عسكرية خاصة هناك في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويلفت الكاتب إلى أن البيانات والتقارير الصادرة عن وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات" تشير إلى أن الدول العشرين التي تستخدم العملة الأوروبية الموحدة تمكنت من تحقيق معدلات نمو اقتصادي وصلت إلى 0.1 بالمائة في الثلاثة الأشهر الأولى من عام 2023.
وأوضح المقال أن إيطاليا واسبانيا على سبيل المثال تمكنتا من تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيدة بل أفضل من توقعات الخبراء وصلت إلى 0.5 بالمائة في الربع الأول من العام الحالي بينما لم تتمكن فرنسا من تحقيق نفس المعدلات الجيدة من النمو وحققت معدلات وصلت إلى 0.2 بالمائة فقط.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى آراء المحللين أن آفاق النمو الاقتصادي في منطقة اليورو سوف تستمر على هذا الحال من الضعف بسبب تمسك البنك المركزي الأوروبي بمحاربة معدلات التضخم المرتفعة من خلال زيادة نسبة الفائدة.
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من تلك الأحوال غير المواتية بالنسبة لاقتصاديات منطقة اليورو، إلا أن دول المنطقة تمكنت خلال الستة أشهر الماضية من تثبيت أدائها الاقتصادي ما مكنها من الإفلات من مرحلة ركود تنبأ بها جميع خبراء الاقتصاد.
ويشير الكاتب إلى تصريحات الخبير الاقتصادي كارستين برزيسكي التي يقول فيها إنه على ضوء النتائج الإيجابية التي حققتها اقتصاديات منطقة اليورو في الثلاثة أشهر الماضية فقد بات من الواضح أن منطقة اليورو قد تجنبت بالفعل مصير قاتم، وأرجع برزيسكي الفضل في ذلك إلى التحكم في أسعار الطاقة والتي لم تشهد ارتفاعا كبيرا كما كان متوقعا بسبب حرب أوكرانيا إلى جانب تحسن الأحوال المناخية خلال فصل الشتاء الماضي مما أسهم في عدم الإفراط في استخدام مواد الطاقة.
ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن تلك النتائج الإيجابية أسهمت كذلك في تقليص معدلات التضخم في منطقة اليورو حيث انخفضت تلك المعدلات في مارس الماضي من 8.5 بالمائة إلى 6.9 بالمائة على الرغم من زيادة معدلات التضخم في أسعار الغذاء والطاقة من 5.6 بالمائة إلى 5.7 بالمائة.