الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

المُتحدث باسم الصحة في الخرطوم لـ"البوابة نيوز": لدينا عجز كبير في الأطقم الطبية ونعمل بالحد الأدنى.. والدعم السريع سيطر على معمل استاك ونخشى خطورة العبث به

مستشفى في السودان
مستشفى في السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خضم الحديث والتصريحات الإعلامية المتعددة؛ بشأن تأثر القطاع الطبي في السودان وخروج "عدد ليس بالقليل" من المستشفيات عن الخدمة بسبب الحرب؛ إلى جانب انتشار العديد من مقاطع الفيديو وتصريحات المواطنين المُعاصرين لقسوة الأوضاع الطبية في السودان؛ تحدثت "البوابة"، مع الدكتور محمد إبراهيم عبد الرحمن، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم- أكثر الولايات تأثرًا بـ الحرب – للوقوف على آخر المستجدات في القطاع الطبي السوداني في ظل أيام الحرب.

 

الدكتور محمد إبراهيم عبد الرحمن

وكشف الدكتور محمد إبراهيم عبد الرحمن، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم في السودان؛ عن تفاصيل الأوضاع الطبية والصحية في البلاد؛ في ظل الصراع المُسلح التي يشهده السودان بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي؛ والقوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ منذ منتصف أبريل 2023. 

لدينا عجز كبير في الأطقم الطبية ونعمل بالحد الأدنى

وقال "عبد الرحمن"، في حديثه لـ"البوابة": يوجد عجز كبير لدى القطاع الطبي السوداني من ناحية توافر أعداد الأطقم الطبية اللازمة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد؛ لافتا إلى أن المُستشفيات في ولاية الخرطوم تعمل بالحد الأدنى من الكوادر الطبية وذلك لتغطية أكبر عددٍ مُمكن من المستشفيات المُترامية على أنحاء مُتفرقة من الكتل السكانية؛ إلى جانب تغطية أكبر قدر ممكن من التخصصات الطبية المُختلفة مثل "الأطفال - الجراحة - النساء والتوليد - جراحة الحرب - غسيل الكلى - القلب - الجهاز العصبي – الجهاز التنفسي-  الجهاز الهضمي – والجهاز البولي". 

وأضاف، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم: هناك 6 ولايات سودانية من أصل 18 ولاية؛ طالتها الاشتباكات العسكرية في اليوم الأول والثاني من النزاع المُسلح؛ ولكن مُنذ يوم 17 إبريل وحتى الآن؛ انحصرت الاشتباكات في ولاية الخرطوم والتي تضم 7 محليات؛ فكان لزامًا علينا العمل بالحد الأدنى من الأطقم الطبية لضمان استمرار وتقديم الخدمات للمستوى الطارئ وشبه الطارئ؛ ولكن في ظل النزاع المسلح في البلاد فإن الأولوية لجرحى الحرب. 

صحة السودان في مرمى المدافع 

ونفى المسئول الطبي السوداني في حديثه لـ "البوابة"، وجود عجز بالمستلزمات الطبية في الخرطوم؛ لافتًا إلى أن المُنتفعين من المترددين على المستشفيات في وقت السلم كان يتراوح أعدادهم ما بين 15 إلى 20 ألف مريض في اليوم الواحد؛ ويستقبلهم 134 مستشفى (خاص وحكومي)؛ ولكن الآن في وقت الحرب يعمل 100 مستشفى بعد توقف 34 مستشفى عن العمل؛ وذلك لعدم توافر الأمان في هذه المستشفيات لأن مُعظمها تقع قريبًا من مناطق الاشتباك. 

وأكد "عبد الرحمن"، أن متوسط أعداد المُترديين على المُستشفيات بولاية الخرطوم مُنذ اندلاع الاشتباكات في 15 إبريل الماضي؛ بين 200-300 حالة يوميًا؛ وهذه الأعداد تُمثل نسبة لا تزيد عن 2% من إجمالي أعداد المواطنين المُترديين على المستشفيات في الأوضاع العادية؛ مشيرًا إلى أن تراجع أعداد المُترديين على المستشفيات بسبب الحرب؛ أدى لتوفر في بعض المستلزمات الطبية.

لا يوجد نقص في المستلزمات الطبية لكن هناك صعوبة في إيصالها لبعض المستشفيات 

وأوضح أنه لا يمكن القول إن هناك نقصا في المستلزمات الطبية؛ ولكن يوجد صعوبة في إيصال بعض المُستلزمات الطبية في بعض المستشفيات التي تستقبل أعدادا كبيرة من المصابين والجرحى؛ وذلك حسب مناطق الاشتباكات وارتفاع أعداد المصابين من حولها. لافتًا إلى أن صحة الخرطوم أصبح بمقدورها نوعًا التغلب على أزمة إيصال المستلزمات الطبية للمستشفيات؛ في أيام الهدنة وانحسار مناطق تبادل النيران. 

وأشار المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، إلى أنه في بعض الأحيان؛ يكون هناك زيادة على طلب أصناف مُعينة من المستلزمات الطبية لعدد من المستشفيات التي تستقبل أعدادا كبيرة من المصابين والجرحى لقرُبها من ناطق الاشتباكات. وهي 13 مستشفى 3 يتبع القطاع العام و10 مستشفيات تتبع القطاع الخاص. 

وأوضح أن المُستشفيات التي تقدم الخدمة الطبية في الخرطوم تنقسم لشقين، الأول وهي المُستشفيات المملوكة للقطاع العام ويبلغ عددها 53 مستشفى؛ والشق الثاني المُستشفيات المملوكة للقطاع الخاص - وتخضع إداريًا للقطاع العام – ويبلغ عددها 81 مستشفى؛ مُشيرًا إلى أن عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة من القطاع العام 12 مستشفى؛ و22 مستشفى من القطاع الخاص.

وعن نقص الدم خاصة في ظل الصراع المسلح التي تشهده الخرطوم؛ وارتفاع نسب الإصابات بين العسكريين والمدنيين؛ نفى المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم؛ وجود أي نقص في بنوك الدم؛ مؤكدًا وجود حوالي 3 آلاف زجاجة دم موزعة على الـ 5 بنوك المركزية للدم بولاية الخرطوم؛ بالإضافة إلى وجود 4 آلاف كيس دم فارغ للتبرع والمستمر في البنوك الخمسة.

وحول أوضاع المصابين بالأمراض المزمنة في الخرطوم؛ أوضح "عبد الرحمن"، أنه في ظل الظروف التي تمر بها البلاد فإن الأولوية لمصابي الحرب للعلاج في المستشفيات المركزية؛ ولكن هناك مراكز طبية وصحية تُقدم المساعدات والخدمات الطبية على المستوى العام وهي: 51 مركزا من أصل 81 مركزا مُوزعة في الـ 7 محليات بولاية الخرطوم.

وقال: تقدم الخدمة الطبية على المستوى الأول والثاني من خدمات الرعاية الصحية الأولية؛ والتركز على التخصصات الأساسية مثل الباطنة والأطفال والنساء والتوليد وطبيب الأسرة؛ وقد خصصت هذه المراكز لمُتابعة ومراجعة مرضى الأمراض المزمنة الذين لا يتمكنون من مراجعة مستشفياتهم بسبب الحرب؛ ولكن إذا تبين وجود حالة خطرة من مرضى الأمراض المزمنة؛ يتم تحويلها لأقرب مستشفى مركزي. 

استمرار عمل 24 مركزًا لإجراء غسيل الكلى بولاية الخرطوم 

وعن مرضى غسيل الكلى؛ أكد استمرار عمل 24 مركزًا لإجراء غسيل الكلى بولاية الخرطوم من أصل 30 مركزًا؛ ويُقديم الخدمة لنحو 4 آلاف مريض؛ مشيرًا إلى أن السعة الاستيعابية للمراكز العاملة تقدر بنحو 6300 ألف مريض؛ كما أن المُخزون الطبي لمرضى غسيل الكلى مُأمن منذ بداية الشهر وحتى مُنتصف شهر مايو 2023. 

ولفت إلى أن وزارة الصحة أطلقت خدمة الاستشارات الطبية الإلكترونية عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي؛ مشيرًا إلى أن الخدمات الطبية التي تقدمها مستشفيات القطاع الطبي العام في ولاية السودان وعددها 53 مستشفى و243 مراكزا طبيا، يتم تقديمها بنسبة 85 % مجانية.

الدعم السريع سيطر على معمل استاك ونخشى خطورة العبث به

 وردًا على تحذيرات مُنظمة الصحة العالمية، من خطر بيولوجي كبير قد تتعرض له البلاد؛ بسبب سيطرة أحد طرفي النزاع المسلح على المعمل الصحي المركزي في الخرطوم؛ ويحتوي على مسببات الحصبة والكوليرا، قال "عبد الرحمن": "إن أفرادا من قوات الدعم السريع دخلوا إلى معمل استاك، ومازالوا به.. وأن تم التواصل مع الجهات العليا في الدعم السريع لخطورة العبث بالمعمل.. وجار احتواء الموقف"؛ لافتًا إلى أن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم "نفى وجود ما يشكل تهديًا بيولوجيا". 

جدير بالذكر أن "المعمل القومي للصحة العامة – استاك" يتبع وزارة الصحة الاتحادية السودانية، ويضم نحو 25 قسمًا بين التشخيصي والرقابي والفني؛ ويقع وسط العاصمة الخرطوم بالقرب من محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش.

لا ندري متى تضع الحرب أوزارها.. وباب المساعدات مفتوح أمام الجميع 

وحول المساعدات والدعم الطبي المختلف الذي يدعم وزارة الصحة السودانية في ظل الحرب؛ أشاد المُتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم؛ بجهود جمعيات الصليب والهلال الأحمر في السودان؛ مؤكدًا أنه تعمل معنا جنبًا إلى جنب في المستشفيات وتقدم العديد من الكوادر المُساعدة من التمريض للعمل في المستشفيات.

ولفت إلى أن "باب المساعدات مفتوح" أمام كل منظمات المجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي؛ لدعم السودان في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها بسبب الحرب، قائلًا: "لا ندري متى تضع الحرب أوزارها؟ ولا ندري حدة الحرب وعدد الضحايا المتوقع؟ ونرحب دائمًا بأي جهة قادرة على الدعم والمساعدات الإنسانية.