كشف هجومان منفصلان في منطقة الساحل الأفريقي، أحدهما في بوركينا فاسو والثاني في مالي، النقاب عن هشاشة الوضع الأمني في المنطقة مع سهولة اختراق الحدود وتصاعد الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، الأمر الذي يدفع بالعديد من بلدان المنطقة نحو الهاوية.
وبحسب تقارير دولية فإن نحو ٤٠ ٪ من بوركينا فاسو خارج سيطرة الحكومة، وتسيطر عليها جماعات إرهابية بما فيها القاعدة وداعش، واللتان تحافظان على وجود متزايد في منطقة الساحل الأفريقي.
هشاشة الأمن في منطقة الساحل الأفريقي يستقطب العديد من القوى الدولية الساعية لبسط نفوذها في المنطقة وبدعوى محاربة الإرهاب، فقد كشفت وثائق استخباراتية أمريكية مؤخرًا أن مجموعة "فاجنر" الروسية تنشط في أفريقيا وتخطط للإطاحة بالحكومة في نجامينا، وتشير تقارير إلى أنها تسعى لإنشاء معسكر تدريب للمتمردين التشاديين.
في بوركينا فاسو قدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن ١٥٠ مدنيًا قتلوا، وأصيب العشرات في مذبحة يُزعم أن قوات الأمن بوركينا فاسو ارتكبتها في قرية كارما.
ويعتقد الجيش أن قطاعات كبيرة من السكان تدعم الجماعات الارهابية العاملة في المنطقة واتهم الجنود المدنيين المحليين بتزويدهم بالدعم المباشر وغير المباشر، وقُتل أربعون من قوات الأمن البوركينابية مؤخرًا بالقرب من بلدة أوهيغويا شمال البلاد.
عبر الحدود في مالي، شنت الجماعات الإرهابية هجوما معقدا على منطقة حول مطار سيفاري في منطقة موبتي الوسطى، مما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة عشرات آخرين، واستهدف الهجوم معسكرا للقوات المالية، يعتقد أنه يستضيف قوات من مجموعة فاجنر.
التقارير من وكالة فرانس برس تشير إلى أن جنودًا سنغاليين من بعثة مينوسما لحفظ السلام شاركوا أيضًا في صد الإرهابيين.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد اكتسبت فاجنر إمكانية الوصول إلى العقود القيمة التي تسمح لها بتقديم الدعم العسكري مقابل الذهب واليورانيوم والموارد الثمينة الأخرى، وتنظر صناعة الدفاع الروسية أيضًا إلى أفريقيا كسوق جذاب لصفقات الأسلحة، بينما تسعى فاجنر للحصول على غنائم عقود التعدين والغابات.
مع وجود قطاعات كبيرة من أفريقيا جنوب الصحراء عرضة للعنف من الجماعات الإرهابية وغيرها من الجهات الفاعلة العنيفة غير الحكومية، تحركت مجموعة فاجنر لملء فراغ السلطة الذي خلفه تضاؤل الوجود الأمريكي والفرنسي والغربي.
وصفت وثائق استخباراتية أمريكية مسربة مؤخرًا فاجنر بأنها تسعى إلى تشكيل "اتحاد كونفدرالي" من الدول الموالية لروسيا والمناهضة لغرب إفريقيا والتي تمتد عبر القارة، يعمل مرتزقة فاجنر في ليبيا وأفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والسودان، ويقدمون درجات متفاوتة من المساعدة، بما في ذلك المساعدة العسكرية والدعم اللوجستي وعمليات المعلومات.
ولقوات فاجنر صلات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحدثت تقارير إعلامية عن أنها تجري مناقشات لتوسيع تواجدها في زيمبابوي وإريتريا، وعملت سابقًا في مدغشقر وموزمبيق وجنوب السودان وغينيا الاستوائية.
وذكرت الوثائق المسربة أن فاجنر تخطط لمواجهة النفوذ الغربي في غينيا، في الوقت نفسه تحافظ موسكو أيضًا على علاقات وثيقة بشكل خاص مع جنوب أفريقيا وتسعى إلى تحقيق المزيد من التقدم في كينيا.
سياسة
فاجنر في أفريقيا.. نفوذ يتزايد ومكاسب سياسية واقتصادية هائلة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق