كشفت منظومة الصحة المصرية مدى جاهزيتها لقاعدة البيانات الخاصة بالمبادرات التي أطلقها رئيس الجمهورية لتوفير الخدمات الصحية اللازمة لاستخدامها بالمشروع القومي الجينوم المرجعي للتنبؤ بالأمراض المعدية والوراثية للمصرين وقدماء المصريين ولا يتوقف عن ذلك فحسب بل تتطرق الى صلة القرابة و الجنسيات والعرقيات الاخرى، لتحسين المنظومة الصحية وتحديد الخصائص الوراثية.
فضلا عن الوقوف على طرق الوقاية المثلى والعلاج من الأمراض، ويرجع ذلك لما يمثله المشروع من اهمية لانه المشروع البحثي الأكبر في تاريخ منظومة البحث العلمي المصرية الحديثة، بالاضافة الى تحديد الأدوية الملائمة للمصريين خاصة أن الإنسانية في طريقها الى عصر الطب الشخصي.
وترجع المنتجات العلاجية في هذا المشروع الى مدى الاستجابة المتوقعة لخطر الاصابة بالمرض ومن يكون الطب الشخصي له فعاليته لأنه يقسم البشرية الى مجموعات تساعد على تحسين التدخلات الطبية وتحسين القرارات الخاصة بالصحة، ومن ثم يساعد الجينوم على تمييز المصريين من مدى الاستجابة للأدوية المختلفة وكيفية الإصابة بالأمراض الذي يهدف الى دعم المنظومة الصحية، جاء ذلك حسبما قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان.
ويساهم المشروع في تخفيض تكلفة الرعاية الطبية وتطبيق الوراثة الدوائية في العلاج ورسم خطط وقائية تحمي البشرية فضلا عن تحسين جودة الحياة، وتنمية صناعات جديدة والعلوم الطبية والحماية من الأمراض والأوبئة غير المتوقعة والمستقبلية وعلاج الأمراض المستعصية من خلال دراسة العينات للتوصل إلى ماهية الفيروس والعوامل المسببة له واكتشاف الأمراض المسببة للشيخوخة مبكرا، بالاضافة الى تحديد طرق الوقاية بالرجوع إلى قاعدة بيانات مبادرات 100 مليون صحة، حيث يضم المشروع نُخبة من العلماء والخبرات الوطنية في التخصصات العلمية.
ومن الجدير بالذكر كان قد تم سحب عينات في أبريل 2022 من المتبرعين لمشروع الجينوم المرجعي للمصريين الذي وصل الى 1124 عينة وتم الانتهاء من عدد 480 عينة، وإجازة 380 عينة منهم بعد تجاوزهم معايير الجودة من وجهة نظر المعلوماتية الحيوية بنسبة 79.2%، كما تم الإنتهاء من عدد 22 عينة من عينات القدماء المصريين.
وفي هذا السياق قال الدكتور إسلام عنان مدرس اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة المستقبل، هدف مشروع الجينوم المصري هو معرفة الجين الموجود عند المصريين وعمل خطة جنيه لمعرفة الأمراض ومدى انتشارها في السكان المصريين وكيفيتها وطرق العلاج.
وتابع في تصريحات خاصة، هناك توجه جديد في نظام العلاج أن يكون على حساب نوعية الجين واستجابة المريض وتسمى مركزية المريض حيث يعطى العلاج على حسب التكوين الجيني للمريض ليتم إعطاء الدواء المناسب خاصة السرطانات والأدوية الخاصة بالجينات ومن ثم يتم الاستفادة منه بشكل أسرع.
وأردف المشروع له هدفين الاول خريطة جينية للمصريين الحاليين وخريطة أخرى للقدماء المصريين ومن ثم يكون هناك خريطة للأمراض والأوبئة التي تصيب المصريين بطريقة مختلفة عن باقي العالم وطرق علاجها، مكملا بدأ المشروع منذ فترة بتكوين الجينوم المصري الموجود داخل جسم الإنسان وتحديد صفات المرض ومدى استجابته.
وأكمل هذا المشروع ليس موجود في دول كثيرة ويساعد المنظومه الصحيه ككل ليكون لدينا كفاءة في الإنفاق على المنظومة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، مستشار الحق في الدواء، أن مشروع الجينوم البشري اول دوله في العالم قامت بتنفيذه هي الولايات المتحدة حيث تم التفكير فيه منذ 40 عام وكانت أول خطواته الفعلية ،1990 وهو كان اول مشروع بيولوجي ضخم في العالم لدراسة الجينوم البشري والخريطة الجينية بالكامل في 2003.
وتابع في تصريحات خاصة يعتبر هذا المشروع متكامل في هذا المجال بتعاون دولي، وهناك بعض الدول العربية أخذت خطوات في هذا المشروع مثل السعودية والإمارات وقطر لدراسة الجينوم البشري لمواطنيها، أما في مصر بدأنا في الاستعداد منذ عامين تمثل بدخول وزاره الصحه بقاعدة البيانات الهامة من مبادرات الصحة العامة خاص مبادره 100 مليون صحة لبحوث الجينوم البشري المصري.
وأكمل الجينوم البشري هو عدد كبير من الخلايا حوالي 80 تريليون خلية وكل خلية عبارة عن مجموعة من الحمض النووي الريبوزي منزوع الأكسجين DNA وهو عبارة عن سلسلتين كل سلسلة بها صبغيات تحدد صفة الشخص، ويبلغ عدد الصبغيات 25000 جين وهي المورثات.
وأشار إلى أن كل مورثات عرقية لها خصائص فالجينات على مستوى البشرية نجد أن كل العرقيات على مستوى العالم تتشابه 99% من الجينات والاختلاف يكون 1% لذلك من الهام أن كل دولة تعرف خصائص الجينوم لديها وذلك له فوائد عديدة، حيث أن دراسة الجينات هامه لكل دولة لمعرفة خصائص الخريطة الجينومية لافرادها من الناحية الجسمانية والاستعداد للأمراض ومدى استجابته للأدوية.
كما أن هذا المشروع له عوائد اقتصادية كبيرة حيث تكلفة المشروع في مصر حوالي 20 مليون دولار مع الزياده الحالية، أما مرصد المشروع الأمريكي في البداية ٥ مليار دولار، حيث وجدوا أن كل دولار يتم دفعه له عائد اقتصادي لا يقل عن 10 من الى 100 ضعف، هذا المشروع هو أكبر مشروع بيولوجي على مستوى العالم، لتحسين المنظومة الصحية الحالية والمستقبلية للاستعداد لامراض معينة وكذلك الأدوية حسب المورثات بالدولة من خلال الخريطة الجينومية.
وقالت الدكتورة أميرة عبد الهادي، زميل مدرس البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية مستشفى الاطفال كليه الطب جامعه المنصورة، في الفترة الأخيرة قامت وزارة الصحة بعمل مشروع التنبؤ الجيني، للتنببؤ بحدث بعض الأمراض الوراثية نتيجة وجود بعض الجينات، حيث أن علم الوراثة يختص بدراسه الحمض النووي وهو الماده الوراثيه لحمل الصفات الوراثيه للانسان.
وتابعت في تصريحات خاصة أن هدف المشروع هو ان عند حدوث طفرات في الجينات تؤدي الى حدوث بعض الامراض، وعند تلاقي بعض الجينات مع بعضها يحدث تنبؤ ويمكن ان ينتج انسان سليم خالي من الامراض وفي الوقت ذاته اذا حدثت بعض الطفرات يمكن التنبؤ بالأمراض المستقبلية.
واكملت أن حدوث بعض الأمراض الوراثية مثل حمي البحر المتوسط أو متلازمة داون والتي تتم دراستها عن طريق أحد الأبوين ويمكن التنبؤ بحدوثه ذلك يؤدي إلى بعض الأمراض الوراثية، ومن ثم نعمل على وجود مواطنين اصحاء في المستقبل خالين من الأمراض الوراثية، للمساعدة على عدم انتشار الأمراض والأوبئة، حيث يهدف المشروع للتنبؤ إلى منع بعض الأمراض من خلال التتبع الخاص بdna، والتنبؤ بعدم تلاقي بعض الجينات مع بعضها.