قام نادي تراث الإمارات، بتنظيم برنامج "سلسلة قراءة في إصدارات إماراتية" ومن ضمنها ندوة افتراضية ثقافية بعنوان "رحلة المقيظ في التراث الثقافي الإماراتي"، قدمتها الباحثة في التراث الإماراتي الدكتورة موزة محمد بن خادم المنصوري.
تناولت ضيفة الندوة فيها كتابها "رحلة المقيظ في التراث الثقافي الإماراتي" الصادر عن معهد الشارقة للتراث 2021.
وأبانت أن المقيظ هو رحلة عبر الصحراء الإماراتية كان الناس قديما ينتقلون فيها من السواحل إلى الوديان والواحات نجاه من شدة الحر والرطوبة، حيث يلجأون للاستجمام في بيوت سعف النخيل التي صممت خصيصا لاستقبالهم.
وأشارت إلى أن المقيظ كان يعد للراحة بالنسبة للنساء ومتنفسا من التعب والعناء التي كن يعشنها طوال السنة، في غياب معظم الرجال بسبب سفرهم بعيدا عنهم في رحلة الغوص الموسمية،
وأشارت إلى أن كتابها يوثق لهذه الرحلة السنوية المليئة بتفاصيل الانتقال برا من السواحل عبر الصحراء متجها إلى الوديان باستخدام قوافل الإبل.
التحضير للرحلة
كما أشارت الدكتورة موزة عن التحضير لرحلة المقيظ التي تصل لما يزيد عن 3 شهور، حيث يتجمع كل فريج ويتنقل علي هيئة قافلة يترأسها "الكري" وهو مسؤول الرحلة الذي تكون لديه خبرة ممتدة بالطرقات السهلة الآمنة، وأماكن التوقف للراحة والأكل، وآبار المياه، حيث يتم تحديد اليوم المناسب للرحلة، وحمل المواد الغذائية والمياه والملابس والهدايا لمستقبلي الضيوف، ثم تنطلق الرحلة بالأغاني والأهازيج وسرد القصص وإلقاء الشعر.
تواصل حضاري
وأختتمت المنصوري أن مصادرها ومرجعها الأساسي هو الذاكرة الشفهية لكبار السن، أما أسماء الأماكن والطرقات فمن خلال كتب التاريخ والجغرافيا، مؤكدة على أن رحلة المقيظ كانت تعد نوعا من التواصل الحضاري والثقافي والاقتصادي والتجاري والاجتماعي بين الإماراتيين، والتعرف على مهن وثقافات جديدة.
من جهته أكدت أن تنظيم نادي تراث الإمارات للندوة جاء ضمن البرنامج الفكري الخاص بالموسم الثقافي لمركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، ضمن برنامج قراءة في إصدارات إماراتية الذي أطلقه المركز منذ عامين وسلط من خلاله الضوء على الإصدارات الإماراتية في مختلف المجالات عبر استضافة مؤلفيها، وذلك إسهامافي تعزيز الدور الثقافي
