الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

الفايننشال تايمز: هل يمكن تفادي الحرب بين أمريكا والصين؟

أمريكا والصين
أمريكا والصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلطت صحيفة الفايننشال تايمز الضوء على الحديث الدائر عن احتمالات قيام حرب بين أمريكا والصين فى الفترة المقبلة، وتقول إن هناك حديثًا يدور فى دوائر السلطة وخارجها عن تلك الحرب المحتملة، وهو الحديث الذى أدى إلى إثارة تكهنات عززتها تصريحات لجنرالات أمريكيين تحدثت عن تواريخ محتملة لبدء الهجوم المتبادل.

فى المقابل، يخرج من بكين خطاب عدائي فى اتجاه الولايات المتحدة، إذ قال وزير الخارجية الصينى كين جانغ الشهر الماضي: "إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح واستمرت على نفس الطريق الخطأ، فقد تصبح المواجهة والصراع من الأمور الحتمية".

وكانت تلك التصريحات هي التي دفعت الولايات المتحدة، بعد أن جعلت الحرب بين البلدين محتملة لا ممكنة فقط، إلى أن تضع نصب عينيها نموذج الحرب الباردة- ليس كتحذير- لكن كنموذج محتمل فى الوقت الذى تحاول فيه إضفاء قدر من الاستقرار على علاقاتها مع الصين.

غير أن الصحيفة تشير إلى أن واشنطن تنظر أيضا إلى مرحلة الانفراجة فى السبعينيات من القرن العشرين التى شهدتها العلاقات بين واشنطن وموسكو، والتى سادها الهدوء وتعلمت فيها اثنتان من القوى العظمى المسلحة فى العالم إلى العيش معا دون اللجوء إلى الحرب.

وقال الصحيفة: «لم تأت تلك المرحلة الهادئة فى العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق من فراغ، إذ جاءت بعد أن كانت القوتان على شفا حرب حقيقية بسبب أزمة الصواريخ الكوبية، لكنهما اختارتا الحل السلمي، وبدأت اتصالات على أعلى مستوى بين الإدارة الأمريكية والكرملين وفتح خط ساخن بين البلدين وبين الجيشين الأمريكى والروسى أيضا حتى تم التوصل إلى تسوية».

ويبدو أن الأمر ينطوى على قدر من التعقيد مشابه لما كان عليه أثناء أزمة الصواريخ الكوبية بين واشنطن وموسكو، ولكنه هذه المرة بين واشنطن وبكين، وفق الكاتب الذى قال إن الصين ترفض رفضا تاما ما اقترحته الولايات المتحدة بشأن إقامة «سياج واق» للعلاقات بين البلدين، إذ ترى بكين أنه محاولة أمريكية لشرعنة الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة بينما تعتبر إجراءات عسكرية أمريكية فى المنطقة- حتى ولو كانت تدريبات- غير شرعية.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ليس من حقها أن تعد تايوان بالحماية من أى هجوم صيني.

أمريكا: الصين سائق متهور

فى المقابل، ترى واشنطن أن «الصين سائق متهور، خاصة فى ضوء النمو الحالى لترسانتها النووية وتكثيفها التدريبات بالقرب من سواحل تايوان الذى يعتبره خبراء محاكاة لغزو الجزيرة».

وتطرقت الصحيفة إلى عوامل قد تتوافر فى السنوات القليلة المقبلة، ويعتقد أنها قد تحول دون وقوع هذا الصراع العسكري الذي يشكل خطرا على العالم أجمع بين واشنطن وبكين. وقال إنها العوامل التى من شأنها أن تحدث توازنا بين القوتين من خلال زيادة الإنفاق العسكري اليابانى بموجب اتفاقية أوكوس مع أستراليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

وهناك أيضا إعلان الرئيس الصينى «شى جين بينغ» إعادة الوحدة مع تايوان، مرجحا أن هذا الهدف قد يتحقق فى ٢٠٢٧ استنادا إلى قدراته العسكرية، وهو وقت طويل قد تتمكن فيه دول الغرب وحلفاؤها من الحيلولة دون وقوع صراع مسلح فى المنطقة.

وقد يسهم فى التقليل من حدة التوتر الذى يدفع بالبلد نحو حرب محتملة توافر الكثير من الأزمات التى قد تواجه جميع دول العالم مثل الأوبئة المحتملة، والتغير المناخي، واحتمالات خروج الذكاء الاصطناعى عن سيطرة البشر.

فى المقابل، يستهدف القائمون على السياسة الخارجية الأمريكية «إرساء الاستقرار الاستراتيجي فى العلاقات مع الصين، والذى قد يكون طريقا طويلا عليهم أن يقطعوه حتى يحققوا هذا الهدف».

رغم ذلك، «لا يبدو أن واشنطن وبكين قد يكون بينهما تعاون لمواجهة تلك المخاطر معا وأنهما سوف تستمران فى الاستعداد للصراع المسلح طالما استمر البلدان فى الدائرة المغلقة للفعل ورد الفعل».