جنون المعدن الأصفر يضرب الأسواق المصرية، حيث سجل الذهب أعلى ارتفاعه ليقترب جرام الذهب عيار "24" من 3 آلاف جنيه وألفين ونصف لعيار "21".
أرجع خبراء الاقتصاد هذه الارتفاعات الجنونية بحسب وصفهم إلى ارتفاع معدلات التضخم والتعويم وكثرة الشائعات التى تسبب حالة عدم استقرار وتدافع الناس الاستثمار بالمعدن الأصفر باعتباره أكثر الملاذات الاستثمارية الآمنة بالمقارنة بنظائرها من الملاذات الأخرى مثل الدولار أو العقارات، وطالبوا الجهات المختصة بسرعة الاعتراف بالأزمة باعتبارها أولى الخطوات لوضع الحلول التي تتمثل في ضرورة عودة وتيرة الإنتاج وتشجيع الاستثمار الحقيقي.
كان قد اقترب سعر جرام الذهب عيار 24 من 3 آلاف جنيه، بينما سجل سعر جرام الذهب عيار 21 560 2 جنيهًا، فيما سجل سعر جرام الذهب عيار 18 ألفي و200 جنيه. كما سجل سعر الجنيه الذهب 20 ألف 480 جنيهًا، بدلا من 20 ألف 280 جنيهًا، بارتفاع قيمته 200 جنيه.وعلى الصعيد العالمي سجلت أونصة الذهب الآن 1989 دولارا.
بدوره يقول علي الحريري، سكرتير شعبة الذهب باتحاد الغرف التجاري سابقًا: تتأثر أسعار الذهب بوجه كبير بالشائعات التي يتم تكثيفها في أوقات معينة حول ارتفاع أسعار الدولار نتيجة تعويم الجنيه، بالإضافة لقلة الموارد للدولة لتوفير العملة الصعبة وتسبب الشائعات حالة من عدم الاستقرار التى تصيب الناس بالحذر في تصريف العملات الأجنبية وهنا يلجأ الناس إلى شراء الذهب كنوع من أنواع المضاربة.
ويضيف الحريري لـ«البوابة نيوز»: حالة عدم الاستقرار تسببت في ارتفاع جنوني لأسعار الذهب وعلينا الإسراع في توفير العملات الأجنبية وزيادة إحكام الرقابة على السوق السوداء والموازية التى تسبب عامل ضغط جديد على أسعار الذهب.
من ناحيته يعلق الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي: يفضل المستثمرون أو الأشخاص من يملكون رؤوس الأموال 3ملاذات آمنة للاستثمار وهي "الدولار والذهب والعقارات" وكلا من "الدولار" غير المستقر وتباطؤ العقارات دفع بالتحرك نحو المعدن الأصفر مما زاد الطلب عليه مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
ويضيف الإدريسي لـ«البوابة نيوز»: أسعار الذهب والمعدن الأصفر نتيجة طبيعية لارتفاعات جنونية في أسعار التضخم وأصبح الذهب هو الملاذ الآمن القانوني والشرعي خاصة ان لدينا عدم استقرار في أسعار الدولار.
وشدد على ضرورة التعامل مع السوق السوداء وهو تصرف غير قانوني ومن هنا لجأ الأشخاص العاديون نحو الاستثمار في المعدن الأصفر وساعد على ذلك تباطؤ وركود أسعار العقارات.
ويواصل "الإدريسي": يمكن إضافة عامل طرح شهادات الاستثمار في البنوك بفوائد غير مرضية وكانت أقل من معدلات التضخم التى سجلت 39.5% سبب دفع الناس إلى الإسراع للذهب، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الدولار بالسوق السوداء وسجل أدنى مستويات انخفاض لقيمة الجنيه أمام الدولار ونشاط السوق السوداء كل ذلك سبب ارتفاع جنوني بأسعار الذهب ولا بديل من تحريك الدولة لعجلة الاستثمار وتسريع وتيرة الإنتاج والعمل بشكل أكبر لزيادة الإنتاجية.
وقال: «علينا بالاعتراف بأن هناك أزمة تسعير ويجب الإسراع في حلها للحد من الارتفاعات الجنونية لأن استمرارية وضع المضاربات على الدولار والذهب ليس في صالح الدولة أو المواطن».
